ثورة الشعب الإيراني إسلامية لا شيعية
الجمعة / 11 / ربيع الأول / 1444 هـ الجمعة 07 أكتوبر 2022 01:43
عبدالله بن بخيت
سقوط حكم رجال الدين في إيران لن يقل تأثيراً عن انفجار الثورة الفرنسية. لن يكون يسيراً كما يتمنى الكثير ولكنه يستحق الثمن الذي سيدفعه الشعب الإيراني وشعوب أخرى. الباب الذي سيخرج منه رجل الدين السياسي من حياة الناس هو نفس الباب الذي ستدخل من خلاله الشعوب الإسلامية إلى القرن الواحد والعشرين.
كثيراً ما يتردد: لا يوجد في الإسلام رجل دين. بماذا إذاً نلقّب خامنئي والقرضاوي وسلمان العودة وآلاف غيرهم. هل هؤلاء علماء؟
كلمة عالم تعني تخصصاً في ميدان من ميادين العلم. لم نشاهد عالم فيزياء يحرّض الجماهير، ولم نسمع أن عالم اجتماع يستخدم مادة علمه للوصول للسلطة أو مخاطبة صغار السن وبرمجتهم. لا علاقة للعالم بالجماهير وصغار السن أصلاً. العالم إذا أراد أن يتحدث سوف يتحدث في الجامعات مع طلابه ومع زملائه في مراكز الأبحاث والمنتديات العلمية. هل سمعت أن عالم نفس جمع مراهقين في استراحة وشحنهم بالكره واحتقار المرأة، أو خرج على فضائية ينظّر أو يحرّض في قضية سياسية، أو يقدّم درساً في عملية فك السحر؟
علينا أن نقرّ أولاً أن العالم الإسلامي امتلأ برجال الدين بمستويات متعددة. أي سلطة على الجماهير يملكها المتخصص في علوم الدين تزيحه من العلم الديني ليصبح (رجل دين) بالمعنى الحرفي للكلمة. عندما نقرأ تاريخ أوروبا في العصور الوسطى سنقرأ حاضر المسلمين اليوم.
ما يجري في إيران اليوم من احتجاجات انطلق من النقطة التي يتمترس خلفها رجل الدين دائماً. استخدام المرأة للترهيب بالشرف للتحكم في المجتمع ثم إشغال المجتمع بأعداء لن يطلق عليهم رصاصة واحدة (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل).
سقوط خامنئي بثورة شعبية لا يعني انقلاباً على حاكم واستبداله بآخر كما جرت العادة، بل يعني زوال مئات السنين من الفكر الديني الذي يمت للإسلام بعلاقات واهية. زوال مؤسسة سيطرت على الفكر الجمعي للشعب الإيراني. زوال (قم).
الثورة على حكم الملالي هي البوابة التي ستأخذ الشعب الإيراني نحو العصر الحديث الذي أداروا له ظهورهم في أواخر السبعينات. سيشكر مؤرخو المستقبل رجال الدين في إيران على استيلائهم على السلطة والظهور على حقيقتهم ليعرف الإنسان الإيراني أن خصمه الحقيقي ليس السياسي.
بانتقال رجال الدين من قم إلى طهران قرروا نهايتهم. رجل الدين إذا كان في الظل أو المعارضة يبيع الناس الوعود الطوباوية في الدنيا وحور العين في الآخرة مع شيطنة حكومات المسلمين، وما إن يصل إلى السلطة حتى يتحول خطابه التطبيقي إلى بناء أعداء في الخارج وأكبر قضاياه في الداخل ملابس النساء. لا تجد في خطابه: (تنمية) (تقدّم) (مستقبل) (بنية تحتية) (رؤية مستقبلية) يكفي أن مفهوم الرؤية عند رجل الدين لا علاقة لها بالتخطيط أو التطلع للمستقبل. عندما يستخدم رجل الدين كلمة رؤية فهو يتحدث عن أضغاث أحلام صغار العقول التي تنتابهم في المنام فيلجؤون إليه لفك رموزها فيسيطر حتى على أحلامهم.
من حسن حظ المسلمين سنّة وشيعة بلوغ طالبان السلطة في أفغانستان. من يظن أن الشعب الأفغاني دخل في ظلام غير مسبوق بعودة طالبان إلى السلطة مخطئ ومصيب. في الحقيقة انتقل الشعب الأفغاني من سماع الوعود الضخمة المدعومة من الإله إلى الصورة الحقيقية لرجل الدين. سيعاني الشعب الأفغاني من الظلام سنوات ربما تطول ولكن الجائزة تستحق التضحية بجيلين أو ثلاثة كما حدث لشقيقه الإيراني.
تجربتان عظيمتان احتاجها المسلمون بشقيهم السنّي والشيعي لكي يميزوا بين العلم والأيديولوجيا، بين السياسي ورجل الدين، بين الإسلام كدين إلهي ودين الانتهازيين. لننتهي أخيراً من رجال الدين.
كثيراً ما يتردد: لا يوجد في الإسلام رجل دين. بماذا إذاً نلقّب خامنئي والقرضاوي وسلمان العودة وآلاف غيرهم. هل هؤلاء علماء؟
كلمة عالم تعني تخصصاً في ميدان من ميادين العلم. لم نشاهد عالم فيزياء يحرّض الجماهير، ولم نسمع أن عالم اجتماع يستخدم مادة علمه للوصول للسلطة أو مخاطبة صغار السن وبرمجتهم. لا علاقة للعالم بالجماهير وصغار السن أصلاً. العالم إذا أراد أن يتحدث سوف يتحدث في الجامعات مع طلابه ومع زملائه في مراكز الأبحاث والمنتديات العلمية. هل سمعت أن عالم نفس جمع مراهقين في استراحة وشحنهم بالكره واحتقار المرأة، أو خرج على فضائية ينظّر أو يحرّض في قضية سياسية، أو يقدّم درساً في عملية فك السحر؟
علينا أن نقرّ أولاً أن العالم الإسلامي امتلأ برجال الدين بمستويات متعددة. أي سلطة على الجماهير يملكها المتخصص في علوم الدين تزيحه من العلم الديني ليصبح (رجل دين) بالمعنى الحرفي للكلمة. عندما نقرأ تاريخ أوروبا في العصور الوسطى سنقرأ حاضر المسلمين اليوم.
ما يجري في إيران اليوم من احتجاجات انطلق من النقطة التي يتمترس خلفها رجل الدين دائماً. استخدام المرأة للترهيب بالشرف للتحكم في المجتمع ثم إشغال المجتمع بأعداء لن يطلق عليهم رصاصة واحدة (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل).
سقوط خامنئي بثورة شعبية لا يعني انقلاباً على حاكم واستبداله بآخر كما جرت العادة، بل يعني زوال مئات السنين من الفكر الديني الذي يمت للإسلام بعلاقات واهية. زوال مؤسسة سيطرت على الفكر الجمعي للشعب الإيراني. زوال (قم).
الثورة على حكم الملالي هي البوابة التي ستأخذ الشعب الإيراني نحو العصر الحديث الذي أداروا له ظهورهم في أواخر السبعينات. سيشكر مؤرخو المستقبل رجال الدين في إيران على استيلائهم على السلطة والظهور على حقيقتهم ليعرف الإنسان الإيراني أن خصمه الحقيقي ليس السياسي.
بانتقال رجال الدين من قم إلى طهران قرروا نهايتهم. رجل الدين إذا كان في الظل أو المعارضة يبيع الناس الوعود الطوباوية في الدنيا وحور العين في الآخرة مع شيطنة حكومات المسلمين، وما إن يصل إلى السلطة حتى يتحول خطابه التطبيقي إلى بناء أعداء في الخارج وأكبر قضاياه في الداخل ملابس النساء. لا تجد في خطابه: (تنمية) (تقدّم) (مستقبل) (بنية تحتية) (رؤية مستقبلية) يكفي أن مفهوم الرؤية عند رجل الدين لا علاقة لها بالتخطيط أو التطلع للمستقبل. عندما يستخدم رجل الدين كلمة رؤية فهو يتحدث عن أضغاث أحلام صغار العقول التي تنتابهم في المنام فيلجؤون إليه لفك رموزها فيسيطر حتى على أحلامهم.
من حسن حظ المسلمين سنّة وشيعة بلوغ طالبان السلطة في أفغانستان. من يظن أن الشعب الأفغاني دخل في ظلام غير مسبوق بعودة طالبان إلى السلطة مخطئ ومصيب. في الحقيقة انتقل الشعب الأفغاني من سماع الوعود الضخمة المدعومة من الإله إلى الصورة الحقيقية لرجل الدين. سيعاني الشعب الأفغاني من الظلام سنوات ربما تطول ولكن الجائزة تستحق التضحية بجيلين أو ثلاثة كما حدث لشقيقه الإيراني.
تجربتان عظيمتان احتاجها المسلمون بشقيهم السنّي والشيعي لكي يميزوا بين العلم والأيديولوجيا، بين السياسي ورجل الدين، بين الإسلام كدين إلهي ودين الانتهازيين. لننتهي أخيراً من رجال الدين.