«إنها التفاصيل يا عزيزي !»
الأحد / 13 / ربيع الأول / 1444 هـ الاحد 09 أكتوبر 2022 23:53
حسين شبكشي
كانت عطلة نهاية الأسبوع فرصة طيبة لالتقاط الأنفاس وأخذ قسط من الراحة بعد عناء أسبوع طويل كان مليئاً بالأخبار المرهقة والتفكير المضني، ولم يعكر أجواء العطلة المطلوبة بشدة سوى الاتصال الهاتفي لصديق لم أسمع منه منذ فترة غير قصيرة من الزمن وهو يسارع بالكلمات وتسابق أنفاسه المتلاحقة كلماته المضطربة والمبعثرة، وفهمت منه أنه يرغب في أن نلتقي وعلى عجالة وفي أقرب وقت نظراً «لحاجته الماسة للفضفضة» بحسب وصفه. فاتفقنا على أن نلتقي في أحد المقاهي المناسبة، وبدا لي الرجل شاحباً ومضطرباً وقلقاً للغاية.
ففاتحته بالسؤال التقليدي «خيراً؟»، فأجاب إني مرعوب من تداعيات الحرب بين أوكرانيا وروسيا والتهديد بالسلاح النووي والحديث المتزايد والمتكرر عن الحرب المدمرة الكبرى التي ستنهي العالم وتدمره، إنني أعتقد أن أيام الكورونا على الأقل الجائحة كان لها لقاح فعّال، أما الحرب فلا لقاح لها.
وأضاف وهو ينظف يديه بالمعقم الموجود على الطاولة في المقهى أسألك بالله انظر معي وتأمل فيما كتب على العبوة التي بها المعقم «يقضي على ٩٩ % من البكتيريا» لماذا ٩٩ % ؟ هل عجزوا عن الواحد في المائة الباقية، هل دققوا فعلاً بأنهم حقيقة قضوا على ٩٩ % من كافة البكتيريا في العالم، أم أن الوصف مجازي؟ وابتسمت وسألته لم تكن بمثل هذه الوسوسة والقلق من قبل، ما الذي حدث يا عزيزي؟
قال لي زادت الأخبار السلبية في العالم وتؤثر على النفسية، قلت له هناك مقولة بالغة الدلالة والعمق والأهمية للكاتب الأمريكي المعروف ستيفن كوفي مؤلف كتاب السبع عادات الذي نال شهرة واسعة وكبرى حول العالم كأحد أهم كتب التنمية البشرية في التاريخ، ويقول كوفي إن على الإنسان الاهتمام بدائرة التاثير المباشرة في دائرته وهي المنطقة الوحيدة التي يقدر أن يؤثر ويغير ويلمس نتاج ذلك بنفسه فيحس بإيجابية واطمئنان، أما الاهتمام بالأمور الأخرى والإحساس بالمسؤولية تجاهها فهو نوع من الماسوشستية، بمعنى التمتع بتعذيب الذات يؤذي ولا يقدم ولا يؤخر. عليك الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة حولك وفي دائرتك الخاصة المقربة الشخصية والعملية المهنية والاجتماعية، وأشغل نفسك بها، وابذل جهدك لأجلها وسترى النتائج، وتحصد ما زرعت.
هناك من يشغل نفسه بهموم لا حيلة له فيها ويعتبر نفسه مسؤولاً عنها بصورة شخصية، وهذا طبعاً نوع مؤلم من تحميل النفس بأمور لا تطاق، ويبقى العمل في تطوير الدائرة المقربة الخاصة والضيقة أفضل الوسائل المثبتة لبناء الجسور بين اليأس والرجاء.
ففاتحته بالسؤال التقليدي «خيراً؟»، فأجاب إني مرعوب من تداعيات الحرب بين أوكرانيا وروسيا والتهديد بالسلاح النووي والحديث المتزايد والمتكرر عن الحرب المدمرة الكبرى التي ستنهي العالم وتدمره، إنني أعتقد أن أيام الكورونا على الأقل الجائحة كان لها لقاح فعّال، أما الحرب فلا لقاح لها.
وأضاف وهو ينظف يديه بالمعقم الموجود على الطاولة في المقهى أسألك بالله انظر معي وتأمل فيما كتب على العبوة التي بها المعقم «يقضي على ٩٩ % من البكتيريا» لماذا ٩٩ % ؟ هل عجزوا عن الواحد في المائة الباقية، هل دققوا فعلاً بأنهم حقيقة قضوا على ٩٩ % من كافة البكتيريا في العالم، أم أن الوصف مجازي؟ وابتسمت وسألته لم تكن بمثل هذه الوسوسة والقلق من قبل، ما الذي حدث يا عزيزي؟
قال لي زادت الأخبار السلبية في العالم وتؤثر على النفسية، قلت له هناك مقولة بالغة الدلالة والعمق والأهمية للكاتب الأمريكي المعروف ستيفن كوفي مؤلف كتاب السبع عادات الذي نال شهرة واسعة وكبرى حول العالم كأحد أهم كتب التنمية البشرية في التاريخ، ويقول كوفي إن على الإنسان الاهتمام بدائرة التاثير المباشرة في دائرته وهي المنطقة الوحيدة التي يقدر أن يؤثر ويغير ويلمس نتاج ذلك بنفسه فيحس بإيجابية واطمئنان، أما الاهتمام بالأمور الأخرى والإحساس بالمسؤولية تجاهها فهو نوع من الماسوشستية، بمعنى التمتع بتعذيب الذات يؤذي ولا يقدم ولا يؤخر. عليك الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة حولك وفي دائرتك الخاصة المقربة الشخصية والعملية المهنية والاجتماعية، وأشغل نفسك بها، وابذل جهدك لأجلها وسترى النتائج، وتحصد ما زرعت.
هناك من يشغل نفسه بهموم لا حيلة له فيها ويعتبر نفسه مسؤولاً عنها بصورة شخصية، وهذا طبعاً نوع مؤلم من تحميل النفس بأمور لا تطاق، ويبقى العمل في تطوير الدائرة المقربة الخاصة والضيقة أفضل الوسائل المثبتة لبناء الجسور بين اليأس والرجاء.