كتاب ومقالات

الهيئة السعودية للتخصصات الصحية (2)

هيلة المشوح

استكمالاً لما كتبته الأسبوع الماضي عن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ودورها الرائد في المجتمع بالعموم، والمجتمع الطبي على وجه الخصوص فإن هذا المقال سيكون مخصصاً لما وقفت عليه خلال زيارتي إلى مركز الاختبارات والأكاديمية الصحية التابعين للهيئة.

تم تأسيس مركز الاختبارات بهدف حماية المجتمع الصحي في المملكة من خلال تقديم اختبارات الرخصة السعودية والتي تمر قبل اعتمادها بعدة مراحل من الفرز والتقييم عبر كوادر علمية وأكاديمية رفيعة، ويعتبر اجتيازها هو المعيار الأساسي لمزاولة أشرف المهن وأنبلها على الإطلاق، ويستهدف مركز الاختبارات التابع للهيئة السعودية للتخصصات الصحية تطوير مستوى المتدربين والممارسين الصحيين وذلك بتنفيذ إستراتيجيات تصبو إلى تحقيق التميز في تقييم الكفاءات من خلال إعداد بنوك للأسئلة المدروسة بعناية وتساهم في تطوير حالات اختبارية بجودة عالية للوصول إلى الهدف المنشود وهو: «مجتمع صحي بكفاءة عالية»، ولعقد هذه الاختبارات الكتابية أو المعرفية، تملك الهيئة السعودية للتخصصات الصحية 4 مراكز اختبارات محوسبة بمختلف الفروع في مناطق المملكة (الرياض، وجدة، والخبر، وأبها)، ويعتبر مركز الاختبارات بالرياض أكبرها من حيث المساحة والسعة الاستيعابية التي تقدر بـ 300 مختبر يومياً، وقد جهز بأحدث التقنيات (في العالم)، وتعقد الاختبارات العملية في 4 مراكز اختبارات للمهارات الإكلينيكية والعملية في مختلف الفروع والتي تم تصميمها كعيادات افتراضية مزودة بمراقبة سمعية وبصرية وطاقم من مرضى معياريين ومنظمين ومراقبي الاختبارات ومشغلي غرف التحكم لضمان موثوقية وأمان الاختبارات.

تأسست الأكاديمية الصحية عام 2017، بصفتها أحد مخرجات رؤية 2030، وتتفرع منها أكاديمية القيادة الصحية، وتهدف إلى سد فجوة الاحتياج الوظيفي في سوق العمل وخلق برامج التدريب المهني الصحي بغرض بناء القدرات وتعزيز جدارة القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية لرفع كفاءة وجودة الخدمات المقدمة.

ويأتي مبدأ الأكاديمية الصحية من منطلق تهيئة المشهد التدريبي وتوسيع نطاق الفرص الوظيفية وتحقيق توجه المملكة في التوطين والإحلال من أجل تعزيز الاقتصاد للأجيال القادمة، وتوفير فرص وظيفية لخفض معدل البطالة في المملكة وتوطين القطاعات الصحية، وذلك بتقديمها لمسارات تدريبية متنوعة تزيد من نسبة المواطنين في القطاع الصحي، وتعالج الأمان المهني وتوفر فرصاً واعدة للباحثين عن عمل، وتركز الأكاديمية الصحية على استحداث مسارات تدريبية للمواطنين من الجنسين ممن ليسوا على رأس العمل لتكفل لهم البرامج التدريبية فرصاً وظيفية، ويأتي هذا بالتعاون مع جهات تدريبية، وتوظيفية، وتدريبية توظيفية من القطاعين العام والخاص بإحصائيات تدريبية هي كالتالي:

تدريب أكثر من 18 ألف متدرب في التخصصات العلمية في برامج الأكاديمية المنتهية بالتوظيف والشراكة مع أكثر من 160 تدريباً معتمداً، والشراكة مع أكثر من 50 جهة توظيف، وإطلاق 10 برامج تدريبية منتهية بالتوظيف، وتوفير أكثر من 23 ألف مقعد تدريبي، بالإضافة إلى إعداد أكثر من 10 مناهج تدريبية، وتقديم التدريب في أكثر من 27 مدينة ومحافظة حول المملكة، أما أكاديمية القيادة الصحية المتفرعة منها فقد تأسست بهدف دعم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في تقديم الخدمات التدريبية المختصة بالمهارات القيادية، إذ تهدف الأكاديمية إلى تنمية المهارات القيادية على جميع المستويات داخل نظام الرعاية الصحية وتزويد الممارسين الصحيين بخبرات تعليمية ذات مستوى عالمي لدعم تحول نظام الرعاية الصحية السعودي.

أخيراً.. لم تتوقف رؤية المملكة ٢٠٣٠ عند حد معين في النهوض بالوطن، بل إن الفرد هو أهم مستهدفات الرؤية والقيادة، ولا شك أن صحته تأتي أولاً فهو لبنة البناء الأولى وهو حجر الزاوية للرؤية.