بريطانيا: «سوناك» يترشح لرئاسة المحافظين والحكومة
وسط انقسام تاريخي للحزب الحاكم
الأحد / 27 / ربيع الأول / 1444 هـ الاحد 23 أكتوبر 2022 15:25
«عكاظ» (لندن، جدة) okaz_online@
أعلن وزير المالية البريطاني السابق ريشي سوناك، اليوم (الأحد)، ترشحه لزعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء، بشكل منفرد وبعيدا عن أي تحالفات مع رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون. وأنهى سوناك بهذا الإعلان حالة الصمت على حسابه في تويتر منذ نعيه للملكة الراحلة إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر الماضي، ويكشف إخفاق محادثاته مع جونسون لوضع حد لحالة الانقسام داخل حزب المحافظين.
وقال سوناك في تغريدته: «المملكة المتحدة بلد عظيم لكننا نواجه أزمة اقتصادية عميقة.. لهذا السبب أقف لأكون زعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء القادم». وأضاف: «أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا».
وفشل سوناك وجونسون في التوصل لأرضية مشتركة حول رئاسة حزب المحافظين الحاكم ومن ثم خلافة ليز تراس في رئاسة وزراء بريطانيا.
وحتى يوم أمس (السبت) لم يعلن أي من رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون أو وزير المالية السابق ريشي سوناك الذي خدم تحت قيادته رسميا عن ترشحه.
وكشف موقع «غيدو فاوكس» الذي يتابع عن كثب عملية التزكيات اليوم (الأحد)، أن سوناك حصل حتى الآن على تأييد 151 نائبا، فيما حصل منافسه رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون على 75 تزكية فقط. أما بيني موردونت، وزير الدولة السابقة لشؤون الدفاع فجمعت حتى الآن 28 تأييداً. وأفاد الموقع بأن 103 نواب من حزب المحافظين لم يختاروا مرشحهم بعد. وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي دعمه لجونسون، في حين أكدت وزيرة الداخلية السابقة سويلا بريفرمان، التي استقالت قبل أيام، دعمها لريشي، وأعلن وزير الدولة لشؤون أيرلندا الشمالية ستيف بيكر أنه سيصوت لصالح سوناك. يذكر أن الجولة الثانية من الانتخابات ستجرى غدا (الإثنين) ألا وهي 110 تزكيات.
ولم يعلن جونسون رسميا نيته الترشح لرئاسة الحكومة، غير أن المؤشرات تتحدث عن اقتراب إعلانه ذلك بعد أن قطعه إجازته في جمهورية الدومينيكان، وعاد إلى لندن إثر استقالة ليز تراس.
في المقابل، حصل ريشي سوناك، أبرز منافسي جونسون هو الآخر على 100 صوت لترشيحه لخلافة تراس.
ويشترط حصول النواب المحافظين الراغبين في دخول سباق الترشح لرئاسة الوزراء الحصول على دعم 100 من زملائهم حتى الساعة 2 ظهر بعد غد الإثنين.
وإذا فشل كل من بيني موردنت وبوريس جونسون في مسعاهم للحصول على تأييد 100 نائب محافظ في البرلمان، فسيصبح سوناك تلقائيا زعيما لحزب المحافظين ورئيسا للوزراء.
ووسط انقسام وصف بأنه «تاريخي» يواجه حزب المحافظين في بريطانيا خلافات غير مسبوقة وصراعا محموما على خليفة رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس، ما دفع العديد من قياداته إلى دعوة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، ووزير الخزانة السابق ريشي سوناك إلى إبرام صفقة تجنب الحزب الحاكم مخاطر الانهيار. وكشفت صحيفة «تيليغراف» البريطانية، اليوم (الأحد)، أن جونسون وسوناك أجريا محادثات ماراثونية،(السبت) على مدى نحو11 ساعة، بعدما أعلن حلفاء الأول أنه حاز على الـ 100 صوت اللازمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من التنافس على قيادة الحزب وترؤس الحكومة. وأفادت المعلومات بأن أنصار جونسون ضغطوا على مؤيدي سوناك وبيني موردونت (الوزيرة السابقة التي لم تحصل حتى الآن على 100 صوت الضرورية لضمان انتقالها إلى المرحلة الثانية من السباق الانتخابي)، من أجل تغيير بوصلة دعمهم، وبالتالي كسب التأييد الكافي لإثبات قدرته على توحيد الحزب. وانطلقت المساعي بعد أن وصل جونسون إلى لندن،عائداً من عطلة أمضاها في البحر الكاريبي منذ استقالته في مسعى لاستعادة منصبه الساب، الذي أخرج منه بعد سلسلة من الفضائح التي ضربت حكومته، ووسط مخاوف أعربت عنها شخصيات بارزة في الحزب من أن يرفض عدد كبير من النواب من الجانبين قبول قيادة مرشح منافس. وقال أحد كبار أعضاء البرلمان إنه «يجب على ريشي وبوريس المساومة والتنازل، والاعتراف بنقاط قوة كل منهما». ورأى أن «ريشي لا يملك تأييداً أو تفويضاً حقيقياً من الناخبين، فالحصول على 100 صوت لا يعني التأييد الشعبي»، إلا أنه أكد أن بوريس «مثير للانقسام». وشدد على أن أهم هدف الآن يكمن في الوحدة داخل الحزب. وأعرب القيادي عن تشاؤمه بشأن إمكانية تحقيق هذا الهدف، قائلا «أظن أن الحزب منقسم بشدة، إذ بثت العديد من السموم على مدى السنوات القليلة الماضية في عروقه، بحيث أضحى بقاؤه على قيد الحياة لمدة ستة إلى تسعة أشهر صعبا، بغض النظر عن الفائز». فيما رأى وزير سابق أن الأوان قد فات حتى على اتفاق لوقف الانقسام في الحزب.قال الزعيم السابق لحزب المحافظين وليام هيج، إن عودة جونسون ستؤدي إلى «دوامة الموت» للحزب. ويشكل فوز جونسون بالمنصب عودة غير متوقعة لرئيس بلدية لندن السابق الذي غادر داونينغ ستريت وسط سيل الفضائح، متهماً زملاءه أعضاء البرلمان عن الحزب الذي ينتمي إليه حينها بأنهم «غيروا القواعد في منتصف الطريق» لمنعه من استكمال فترته في المنصب. ويحاول حزب المحافظين تفادي الوقوع في فخ الانقسام المدمر الذي لاحت بوادره منذ فترة بعد تعاقب أربعة رؤساء وزراء في غضون6 سنوات، وتبلور أكثر خلال الأيام الماضية مع إعلان العديد من النواب ومسؤولي الحزب مواقف حادة حول كل اسم من الاسمين(جونسون وسوناك)، سواء تأييدا أو رفضا.