أخبار

«العطّار» يصلح ما أفسدته «الإنفلونزا»

نزلة البرد.. بالدواء تنتهي في 7 أيام.. ومن دونه تنتهي في 7 أيام !

امرأة تلتقط صوراً للحائط التذكاري لضحايا كوفيد في لندن. (وكالات)

«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@

بدأ الطقس يميل إلى البرودة في لندن. تخلى البريطانيون عن الملابس الصيفية الخفيفة، وعادوا إلى الملابس الشتوية. ومع اقتراب فصل الشتاء بدأت تتزايد حالات الإنفلونزا، التي لا تخطئها عين ولا أذن، على متن وسائل النقل العام، ومواقف الحافلات اللندنية الحمراء. وتجمع تقديرات العلماء على أن هذا الشتاء سيشهد تفشياً استثنائياً للإنفلونزا، وغالبية الالتهابات التنفسية المعتادة شتاءً؛ خصوصاً أن الإنفلونزا سجلت غياباً ملحوظاً في أتون تفشي عدوى فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19+) المستمر منذ أكثر من سنتين. ويقول العلماء إن أفضل تحوط من الإصابة بالإنفلونزا يتمثل في الحصول على لقاحها. وليس أمام من يصاب بها سوى حسن إدارة التعامل مع أعراض الإنفلونزا، لأنه لا يوجد لها علاج. ولأن الإنفلونزا وغالبية الالتهابات التنفسية تتسبب بها فايروسات، لن يكون تعاطي المضادات الحيوية مجدياً. وتستخدم المضادات الحيوية في معالجة الالتهابات الناجمة عن الجراثيم، لا الفايروسات. وثمة دواء يعرف بـ «تاميفلو»، وهو جيد في علاج الإنفلونزا، لكنه لا يوصف إلا للأشخاص الذين يخشى أن تؤدي الإنفلونزا إلى تعقيدات تهدد صحتهم بالخطر، كالنساء الحوامل، والمسنين، والأشخاص الذين يعانون مشكلات مناعية. وبالنسبة لبقية الناس، ليس لدى الأطباء سوى نصحهم بالراحة، والانتظار ريثما تذهب الأعراض لوحدها. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تحقيق عن الأدوية الشعبية التي يتعاطاها الناس عادة في مواسم الإنفلونزا، عن الدكتورة أفيفا روم، المتخصصة في الأدوية، قولها: «هناك مثل يقول إنك إذا حاولت معالجة الإنفلونزا فإنها تنتهي في غضون سبعة أيام. وإذا لم تفعل شيئاً حيالها فإنها تنتهي خلال أسبوع»! والواقع أن ملايين الأشخاص يلجأون إلى شرب الشاي الساخن، والمرق، وبعض الأعشاب للسيطرة على أعراض الإنفلونزا، ومنها وجع الحلق، واحتقان الأنف. وهو ما حدا بعدد من العلماء إلى البحث في طبيعة تلك الأدوية الشعبية الشائعة للوقوف على مدى نجاعتها، ولتحديد عدد المرات الملائمة لاستخدامها خلال اليوم، وما هي الصيغ الأفضل فعالية. وخلص الباحثون إلى أنه لا ضرر من تبني بعض الممارسات التي تُشعر المصاب بالإنفلونزا بالتحسن، على رغم أن بعضها يؤدي إلى التحسن جراء اعتقاد الشخص بأن هذا الدواء أو ذلك سيعالجه. لكن هؤلاء الباحثين يقولون إنه في حال تفاقم الأعراض، أو صعوبة التنفس، أو في حال عدم حدوث تحسن خلال أسبوع من الإصابة بالإنفلونزا يجب على المصاب أن يراجع الطبيب. وتقول الدكتورة روم إن دراسة مفعول الأدوية الشعبية والعشبية غير ذي جدوى من الناحية الاقتصادية. لكن تلك الممارسات يسندها إرث تاريخي يمتد آلاف السنوات، يؤكد على الأقل أنها مأمونة للاستخدام الإنساني. وفي ما يأتي جانب من تلك العلاجات الشعبية:

• تعزيز المناعة.. فيتامين «سي» والزنك: ثمة أدلة تشير إلى أن بعض الفيتامينات والمكونات المنزلية- مثل فيتامين سي، ونبات البَلَسَان (الخابور)، والزنك- يمكن أن تحفز نشاط جهاز المناعة، ما قد يؤدي إلى تقصير أمد الأعراض التي تجتاح المصاب بالإنفلونزا. وكان العالم الفائز بجائزة نوبل لينوي بولينغ كتب وتحدث كثيراً عن جدوى فيتامين «سي» إبان سبعينات القرن الماضي، ما أدى إلى إقبال كبير جداً على شراء مستحضرات هذا الفيتامين. وخلص العلماء إلى أن هذا الفيتامين يساند وظائف بعينها في الجسم، كتعزيز قدرة خلايا جهاز المناعة على العثور على فايروس الإنفلونزا ومكافحته. لكن الباحثين لا يزالون يتجادلون حول نفع فيتامين «سي». ومن مشكلاته أن الجسم لا يستطيع تخزين كميات كبيرة منه. بيد أن أية كمية إضافية منه تخرج بشكل طبيعي ضمن البول. وأشارت دراسة أجريت في عام 2013 إلى أنك كلما عجلت بتناول كميات من فيتامين سي، حتى قبل الإصابة، فإن من شأن ذلك تقصير أمد الأعراض بنحو يوم أو أكثر. لكن أخد هذا الفيتامين بعد الإصابة لم يظهر نفعاً يذكر. وتشير بيانات أخرى إلى أن تناول مستحضرات نبات البلسان (الخابور)، وأقراص المضافات الغذائية التي تحتوي على الزنك من شأنه أن يعزز جهاز المناعة. كما أن الزنك يملك قدرة على منع فايروس الإنفلونزا من إعادة استنساخ نفسه داخل الخلايا. • الشاي والمرق والزنجبيل: هذه هي الأشياء التي يتعاطاها كثيرون لعلاج إصابتهم بالإنفلونزا، التي تؤدي إلى وجع الحلق. ويقول الأطباء إن وجع الحلق ناجم عن التهاب يحدث حين ينشغل جهاز المناعة بمكافحة فايروس يحاول اختراق المجاري التنفسية العليا. وإذا حدث سعال فإن وجع الحلق يصبح أسوأ تأثيراً. ولذلك ينصح المرء بتناول كمية كبيرة من السوائل، والشاي الساخن، والمرق ليشعر بتحسن ملموس. وتوصلت دراسات إلى أن الزنجبيل، الذي يتم تناوله سائلاً بعد غليه، يملك مقدرات مضادة للالتهابات، من شأنها تخفيف أوجاع الحلق أو تورمه. كما أن هناك من يستخدمون الكركم، الذي أثبت نجاعة في صد الالتهابات. بيد أن مشكلة الكركم تتمثل في أنه يتضمن مادة الكركُمين يصعب على الجسم امتصاصها. ولذلك ينصح بعض الخبراء بخلط الكركم مع الزنجبيل لتحقيق أقصى نفع ممكن. • الماء المالح والعسل: إذا كانت الإنفلونزا تسببت في السعال، فإن أفضل دواء شعبي لمعالجتها يتمثل في المضمضة بالماء المالح. ومعروف أن الملح يساعد في تطهير الفم، وإزالة الجراثيم والفايروسات من الحلق. كما أن بعض الخبراء والعطارين ينصحون بإضافة ملعقة من عسل النحل إلى محلول الماء المالح، لأن العسل يهدئ الأنسجة المنهكة. كما أن العسل يخفف السعال. وأثبتت دراسة أجريت على أطفال تراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات أن تناول ملعقتين صغيرتين من العسل عند التهيؤ للنوم يخفف مخاطر نوبات السعال الليلية، ويحسن نوم الطفل. لكن الأطباء ينصحون بعدم إعطاء العسل للطفل الذي لم يبلغ بعد عامه الأول.

ذكرت أرقام رسمية في بريطانيا أمس أنه بينما انخفض عدد الإصابات الجديدة بفايروس كوفيد-19، مقارنة بالموجة الفايروسية السابقة، إلا أن حالات الإصابة بالإنفلونزا آخذة في الزيادة. وذكر مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أن الإصابات الجديدة بكوفيد بلغت سطح منحناها، بل سجلت انخفاضاً ملموساً في عدد من مناطق إنجلترا، وآرلندا الشمالية وأستكتلندا. كما أن إصابات الأطفال بكوفيد-19 تراجعت تراجعاً كبيراً. لكنها لا تزال مرتفعة بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 50 و69 عاماً.. وقال الأستاذ بجامعة شيفيلد البريطانية البروفيسور أندرو لويس لصحيفة «الأبزيرفر» الأسبوعية أمس إن المشكلة تتمثل في أن بريطانيا تعاني من هجمة تشنها نحو 300 سلالة من فايروس كورونا الجديد. ويقول علماء المملكة المتحدة إن أكثر ما يثير قلقهم يتمثل في تزايد الإصابات بفايروس الإنفلونزا، بشكل أقرب للوباء خلال الشتاء القادم. ويزيد المشكلة صعوبة أن مناعة غالبية البريطانيين ضد الإنفلونزا تضاءلت بشدة خلال أكثر من سنتين من اندلاع نازلة كورونا. وقال الأستاذ بجامعة لندن البروفيسور فرانسوا بالو إن الأنباء السارة تكمن في أن لقاح الإنفلونزا المحدث المتاح حالياً أثبت قدرة على مواجهة سلالات فايروس الإنفلونزا التي تجتاح بريطانيا راهناً. ويعني ذلك أن على الأطباء أن يتوقعوا عدداً أقل من حالات التنويم المتوقعة.

بريطانيا: كوفيد تحت السيطرة.. والإنفلونزا تتفاقم

أعلنت مديرة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الدكتورة راتشيل فالينسكي أن نتيجة فحص كوفيد-19 أجرته الجمعة أكدت إصابتها بالمرض. وقال بيان إنها أصيبت على رغم أنها تم تحصينها بالكامل، من خلال جرعتي اللقاح والجرعتين التنشيطيتين الأولى والثانية. وقررت فالينسكي الخضوع لإرشادات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها، بعزل نفسها صحياً. لكنها قالت إنها ستشارك في الاجتماعات العملية من خلال الاتصال المرئي. وكانت فالينسكي تركت إدارة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض في يناير 2021، بعد قرار بتعيينها أصدره الرئيس جو بايدن. ويذكر أن أشهر وجهين في المشهد الصحي الأمريكي، وهما مستشار مكافحة الأوبئة الدكتور أنتوني فوتشي، ووزير الصحة خافييه بيكيرا أصيبا بالفايروس في يونيو الماضي.