أخبار

أمريكا خائفة من «الثلاثي المرعب»

تحذيرات من شتاء يأتي بموجة جديدة من كوفيد والإنفلونزا والفايروس التنفسي

أعلنت شركة بيوماكسيما أنها اخترعت اختباراً وراثياً يسمح بكشف وجود فايروس كوفيد والإنفلونزا وفايروس الجهاز التنفسي في وقت واحد. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@

يبدو أن المخاوف البريطانية، التي أوردتها «عكاظ» أمس الأول، من وباء «مزدوج» (Twinpandemic) لا تقتصر على بريطانيا وحدها. فقد حذّرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس من أن الولايات المتحدة قد تكون مقبلة على مواجهة وباء «ثلاثي» (Tripledemic)، يتمثل في كوفيد-19، والإنفلونزا، وفايروس الجهاز التنفسي المَخْلَوِي. وكتبت أن شيوع كوفيد-19 أراح الأمريكيين سنتين وأكثر من الإنفلونزا وفايروس الجهاز التنفسي. وقالت: «من المحتمل أن يكون هذا الشتاء مختلفاً» عما سبقه. وأشارت إلى أنه في ظل عدم وجود تدابير وقائية، وعودة السكان إلى الاختلاط الحر، ومع التوقعات بأن تجتاح أمريكا خلال الشتاء موجة جديدة من إصابات فايروس كورونا الجديد؛ فقد يتصادف ذلك مع عودة فايروس الإنفلونزا للتفشي، إلى جانب خليط من إصابات فايروس الجهاز التنفسي المخلوي. وعلى رغم أن معظم الإصابات بالفايروسات الثلاثة المذكورة قد تكون خفيفة الوطء، بفعل شيوع اللقاحات التي أثبتت فعاليتها؛ إلا أن ملايين الأمريكيين سيمرضون، وسيجتاحون المستشفيات، بحسب مخاوف أعرب عنها خبراء في قطاع الصحة العمومية. وقال إن اللقاحات على رغم نجاعتها قد لا تمنع الإصابة بكوفيد-19، ولا الإنفلونزا. لكنها تتيح أفضل حماية من التنويم بالمشافي وخطر الوفاة. ولذلك فإنهم ينصحون الجميع، خصوصاً من يعانون أمراضاً مزمنة بالتعجيل بالحصول على اللقاح بأسرع ما يمكن. ويرون أن الأكثر عُرضة للخطورة هم المسنون، والأشخاص ذوو المناعة الضعيفة، والنساء الحوامل، والأطفال الذين تسهل إصابتهم بالإنفلونزا وفايروس الجهاز التنفسي المخلوي. وقالوا إن الأطفال المصابين بأي من هذين الفايروسين تتردى حالاتهم المرضية لأن مناعتهم ضئيلة، إما بسبب اضمحلال المناعة المتأتية من التطعيم، أو لأنهم لم يتعرضوا لأي من هذين الفايروسين قبل اندلاع نازلة كوفيد-19، بحيث إن أجسامهم لا تعرف كيف تواجه هذه العدوى. وأشارت «التايمز» إلى أن التهاب فايروس الجهاز التنفسي المخلوي (R.S.V.) يتسبب سنوياً في وفاة 14 ألف أمريكي ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة، ونحو 33 طفلا دون السنة الخامسة من العمر. ولا يوجد لقاح لهذا الالتهاب الفايروسي. لكن تجارب سريرية في مرحلة متقدمة تجرى للقاحين محتملين. كما أن شركة فايزر الدوائية الأمريكية تقوم بتطوير لقاح مضاد للفايروسات. وحذر اختصاصي مكافحة الأمراض المعدية في مستشفى سانت جود لأبحاث طب الأطفال الدكتور دييغو هيجانو من أن المستشفيات الأمريكية تشهد حالياً أعداداً متساوية من الإصابات بكوفيد-19، والإنفلونزا، وفايروس الاتهاب التنفسي. كما أن فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، ودولاً أوروبية أخرى أبلغت عن ارتفاع عدد حالات التنويم ووفيات كوفيد-19. وقال خبراء أمريكيون إن من المؤكد أن الولايات المتحدة ستشهد أيضاً زيادات مماثلة. ويزيد القلق أكثر إذا علمنا أن متحورات وراثية من فايروس كورونا الجديد معروفة بقدرتها على تفادي مفعول اللقاحات زادت وتيرة تفشيها. كما أن الأشخاص المصابين بمشكلات في المناعة بدأوا يشكون من أن عقاري «إيفوشيلد» و«بيبتللوفيماب» المهمين لحماية هذه الفئة يخفقان في حمايتهم. ويرى العلماء أن المصدر الأكبر للقلق يتمثل في ظهور سلالات فرعية متحورة وراثياً أظهرت قدرة على تفادي مفعول اللقاحات. وجميعها متحدرة من سلالة أوميكرون المتحورة أصلاً من السلالة الأصلية للفايروس. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الجرعتين التنشيطيتين المحدّثتين اللتين ابتكرتهما كل من شركتي فايزر وموديرنا صممتا لمواجهة السلالات التي هيمنت على المشهد الصحي خلال الصيف الحالي. لكنهما لا تستهدفان المتحورات الأحدث، التي بدأت تتفشى في عدد كبير من البلدان. لكن استشاري مكافحة الأوبئة بجامعة ميشيغان أوبري غوردون قال إن هاتين التنشيطيتين المحدّثتين تظلان قادرتين على زيادة عدد الأجسام المضادة للفايروس، ما يزيح شبح شدة الأعراض، ويقصّر فترة المرض. وفيما كانت متحورة BA.5 مهيمنة على الأزمة الصحية في الولايات المتحدة؛ بدأت تنحسر ليحل محلها متحورة BQ.1.1، التي يرجح أنها ستكون سيدة المشهد الوبائي خلال الشتاء. ومما زاد القلق أن سنغافورة تتعرض لهجمة شرسة حالياً من سلالة متحورة تعرف بـ XBB، على رغم أن سنغافورة تعد إحدى الدول الأكثر تحصيناً لسكانها على مستوى العالم.

3 ملايين بريطاني يشاركون في دراسة طبية عالمية

ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس أن ما لا يقل عن ثلاثة ملايين متطوع بريطاني سيشاركون في أكبر برنامج للأبحاث الصحية في العالم، وهو دراسة «صحتنا المستقبلية»، التي تهدف لتطوير وسائل جديدة للكشف تتيح معرفة الأمراض قبل وقت مبكر من استفحالها. ويتوقع أن يقوم المشاركون بإعطاء عينات من حمضهم النووي الريبي DNA، وعينات من الدم على مدى فترة طويلة. وينتظر أن تعين الدراسة الأطباء على التكهن بأمراض خطيرة كالسرطان، والسكري، ومرض القلب، والخرف، والجلطات الدماغية. وأوضح رئيس فريق الدراسة البروفيسور سير جون بيل أن العلماء يطمحون إلى أن تسفر الدراسة عن تطوير وسائل جديدة للفحص المبكر ووضع إستراتيجيات وقائية. وأشار إلى أن الأطباء سيفيدون بقدر أكبر مما ستتيحه الدراسة بشأن الكشف المبكر عن السرطان، الذي عادة لا يتم اكتشافه إلا بعيد استفحاله. وقال إن عدد المتطوعين للدراسة ارتفع من 3 إلى 5 ملايين متطوع. وزاد أن المتطوعين سيمنحون مستقبلاً خيار إطلاعهم على نتائج العينات الخاصة بهم، خصوصاً مخاطر إصابتهم بأمراض مستعصية. وقال رئيس الأبحاث في جمعية سرطان البنكرياس في بريطانيا الدكتور كريس ماكدونالد إن الدراسة ستساعد في معرفة المؤشرات المهمة في عينات الدم، التي تنبئ عن الإصابة بسرطان البنكرياس قبل سنوات من حدوثه فعلياً. وحذر من أن 80% من مرضى سرطان البنكرياس لا يتم اكتشاف إصابتهم إلا بعد فوات الأوان، واستحالة العلاج.

أشار تقرير أمس (الإثنين) إلى أن إخلال وباء كوفيد-19 بجداول التطعيم الدوري للأطفال في أفريقيا أدى إلى زيادة مثيرة للقلق في الإصابة بالحصبة. وتقول المنظمات الصحية إن كوفيد-19 أدى إلى تعطيل حملات تطعيم الأطفال خلال عامي 2020 و2021، ما جعل ملايين الأطفال غير محصنين من عدد كبير من الأمراض المُعدية. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن ذلك أدى إلى اندلاع الحصبة في 26 منطقة. وفي زيمبابوي أدت الحصبة هذا العام إلى وفاة أكثر من 700 طفل، خصوصاً وسط الأقليات الدينية التي تعارض التطعيم.