أخبار

الصين تغرق في بحر كوفيد

232 مليوناً في 31 مدينة صينية يخضعون للإغلاق وأوامر البقاء في المنازل

لا تزال الكمامة سيدة المشهد في شوارع العاصمة الصينية بكين. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

شؤون كوفيد لا تحصى. وفي كل شأن هناك همٌّ من نوع خاص، وموَاجد تختلط بالعاطفة. وفيما قد يكون الضنى الذي يخلفه كوفيد-19 فراقاً بين أحباب وأعزاء، أو دماراً ملموساً لمنظومة صحية ظلت تعاني أصلاً جور الزمان، ونقص الأموال؛ أو قلقاً على مستقبل أجيال من الأطفال الذين اضطربت سلاسة تعليمهم من جراء الوباء العالمي، والإغلاقات التي تسبب فيها تفشيه. ها هنا جوانب من أهم تجليات هموم كوفيد-19 أمس (السبت):

• لا تزال الصين تتصدر اهتمامات متابعي كوفيد-19، لإصرار قيادتها على اتباع نهج «صفر كوفيد»، الذي تؤدي فيه إصابة وحيدة بالفايروس إلى إغلاق مدن كبرى، وإجبار ملايين من سكانها للفحص الجماعي المتكرر. ففي مدينة شنغهاي، أمرت السلطات أكثر من 1.3 مليون نسمة يقطنون حي يانغبو، وسط المدينة، بالفحص الجماعي، والبقاء في مساكنهم إلى حين ظهور نتائج الفحص. واعتباراً من أمس (السبت)، قررت إدارة مدينة ديزني لاند الترفيهية في شنغهاي تخفيض طاقتها الاستيعابية، انصياعاً للتعليمات. وأعلنت الصين السبت أنها رزئت بأكثر من ألف حالة جديدة لليوم الخامس على التوالي. وفي بكين، أغلقت السلطات حديقة يونيفرسال الترفيهية الأربعاء، إثر اكتشاف إصابة وحيدة. وفيما أعرب المستثمرون عن أملهم في أن تعمد الحكومة الصينية الى تخفيف التدابير الاحترازية الرامية لمكافحة الفايروس، مع انتهاء اجتماعات الحزب الشيوعي الحاكم، التي أسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس شي جنبينغ لولاية رئاسية ثالثة. ولكن يبدو أن ما يحدث على الأرض نقيض ذلك تماماً. فقد تم فرض الإغلاق على عدد من أحياء مدينة ووهان، التي انطلق منها الوباء العالمي في نهاية 2019. كما تم إغلاق المدارس والمطاعم في مدينة غوانجو الصناعية؛ علاوة على التدابير الصارمة في بكين وشنغهاي. وأعلنت الصين أمس السبت، أنها أكدت تشخيص 1658 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، في مقابل 1506 إصابات جديدة في اليوم السابق، وبعد تسجيل 1321 حالة جديدة الخميس. وكلها تطورات تخالف توقعات المستثمرين الذين أملوا في أن تسفر نهاية اجتماعات الحزب الشيوعي الحاكم عن تغيير اتجاهات مكافحة الفايروس في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وذكر بنك نومورا الياباني أمس، أن عدد الصينيين الخاضعين لتعليمات الإغلاق وصل أخيراً إلى 232 مليون نسمة، في مقابل 225 مليوناً الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن 31 مدينة صينية تخضع لقيود صحية مشددة اعتباراً من 27 أكتوبر الجاري. وهو ما يمثل شخصاً من كل 6 أشخاص في الصين، وبما يمثل نحو 24.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

• في بريطانيا؛ اندلع تباين كبير في وجهات النظر بين ذوي ضحايا كوفيد-19، في شأن ما إذا كان يتعين اعتماد اللون الأحمر أو الأصفر ليكون رمزاً لمرارة الفقد. ويقول من يفضلون أن يكون القلب الأحمر اللون رمزاً للحزن على أحبائهم الذين غيبهم كوفيد-19 إنهم يعتبرون أنفسهم حرّاساً لـ «الحائط الوطني التذكاري لضحايا كوفيد في لندن. وهو حائط استوعب حتى الآن أكثر من 200 ألف قلب أحمر قبالة مبنى قصر ويستمنستر، حيث يوجد مجلسا العموم واللوردات (مجلسا البرلمان). ويرى هؤلاء أنه ينبغي اعتماد اللون الأحمر، بدلاً من القلب الأصفر. وقالوا في صفحتهم على موقع فيسبوك، المسماة «حائط المملكة المتحدة للأسى والحب»، إن الموت بكوفيد-19 يختلف عن الموت لأي سبب آخر. غير أن مناهضيهم ممن يعتبرون أن القلب الأصفر اللون هو أفضل رمز للتعبير عن فاجعة الموت بالفايروس، لأنه رمز ليست له أي ظلال سياسية. ويرون أن القلب الأحمر هو رمز ينطوي على دلالات سياسية. وكان البريطانيون قد اعتادوا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية تعليق شريط أصفر على الأشجار، لتذكر من ذهبوا إلى ميادين القتال. واستمد هؤلاء تشجيعاً من قرار الولايات المتحدة اعتماد اللون الأصفر رمزاً للفقد الناجم عن الوباء العالمي. وتفرع الخلاف إلى خلاف آخر بين كل من مجموعتي القلب الأحمر والأصفر؛ إذ إن حُرّاس الحائط التذكاري ينادون بإعلان 29 مارس يومياً للذكرى السنوية لضحايا الفايروس، وهو اليوم الذي تم فيه وضع أول قلب أحمر على الحائط التذكاري الواقع على ضفة نهر التيمز في سنة 2021. لكن الطرف الآخر يرى أن ذلك اليوم ينبغي أن يكون الـ 23 من مارس، وهو تاريخ أول إغلاق أعلنته حكومة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون لمكافحة الفايروس.

• في بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي، أعلنت لجنة مأمونية الأدوية التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية أنها قررت أن توصي الجهات الرقابية الصحية في دول الاتحاد بإضافة تحذير إلى عبوات لقاحي كوفيد اللذين يستخدمان تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA يفيد بأنهما قد يتسببان في غزارة نزف الدورة الشهرية لدى السيدات. وقالت اللجنة، في بيان صدر الأربعاء الماضي، إن غزارة نزف الدورة الشهرية يمكن تعريفه بأنه نزف ينطوي على حجم كبير ولفترة أطول، وهو أمر يتدخل في جودة الحياة البدنية والاجتماعية والعاطفية بالنسبة إلى النساء. وأضافت أنه تم الإبلاغ عن حالات غزارة العادة الشهرية بعد الخضوع للجرعتين الأولى والثانية، والجرعة التنشيطية الإضافية للقاحي فايزر وموديرنا. وأوضحت أنها فحصت جميع البيانات المتاحة، وتوصلت إلى أن هناك على الأقل احتمالاً معقولاً لأن يكون ذلك النزف الغزير ناجماً عن هذين اللقاحين، وهو ما يوجب تحديث المعلومات الملصقة على عبوات اللقاحين المذكورين.

(«عكاظ»/‏ ويرلدأوميتر/‏ جونز هوبكنز/‏ نيويورك تايمز- 29 / ‏10 /‏2022)

بدأت السلطات الصحية بمدينة شنغهاي الأربعاء الماضي، وللمرة الأولى في العالم، إعطاء أول لقاح يتم رشه في منخاري الأنف لمناوأة فايروس كورونا الجديد. ويمنح هذا اللقاح، الذي يتم بخّه في هيئة رذاذ يتم امتصاصه من الفم، باعتبارها جرعة تنشيطية للأشخاص الذين حصلوا على الجرعتين الأساسيتين في السابق. ويأمل المسؤولون الصينيون أن يجد هذا النوع من اللقاحات رواجاً كبيراً، خصوصاً في الدول التي تعاني من هشاشة منظوماتها الصحية. كما أنهم يأملون في أن يشجع هذا اللقاح من يرفضون التطعيم خوفاً من «الإبرة» على الخضوع للتطعيم ضد كوفيد-19. وبحلول منتصف أكتوبر الجاري، بلغ عدد الصينيين المحصنين بالكامل بلقاحات كوفيد نحو 90% من السكان، فيما حصل 57% من السكان على الجرعة التنشيطية الثالثة. وعرضت السلطات الصينية مقطعاً مرئياً لمواطنين في أحد مراكز التطعيم في شنغهاي وهم يفتحون أفواههم لضخات من اللقاح البخاخ. وأشار المقطع إلى أنه بعد أن يقوم الشخص باستنشاق اللقاح ببطء، عليه أن يكتم نفَسَه لمدة 5 ثوانٍ. وفي غضون 20 ثانية تكتمل عملية التلقيح. وقال أحد المواطنين: إنها أشبه بتناول الشاي أو القهوة. بعد أن استنشقت اللقاح شعرت بأن طعمه يميل إلى الحلاوة. وقال أحد الخبراء إن اللقاح المستنشق يصد الفايروس عند محاولته التسلل من الجهاز التنفسي العلوي. وأضاف أن خبراء آخرين يعتقدون أن فعالية هذا اللقاح المستنشق تعتمد على حجم القُطَيْرات التي يتم بخها في الفم. وتقول شركة كانسينو بيولوجكس المطورة للقاح المستشنق، إنه يقوم على لقاحها المصنوع من فايروس نافق. وحصل هذا اللقاح على موافقة السلطات الرقابية في ماليزيا. وأقرت الهند لقاحاً مماثلاً، لكنه لم يطرح للجمهور حتى الآن.

لقاح «الرش» لمن يخشون «الإبر» !