وقفات مع لقاء السفيرة ريما
الاثنين / 07 / ربيع الثاني / 1444 هـ الثلاثاء 01 نوفمبر 2022 00:01
هيلة المشوح
بقدر ما كان يبهرني دهاء والدها ودبلوماسيته وهندسته الاحترافية للعلاقات السعودية الأمريكية سابقاً، أبهرتني مهارة ولباقة الأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة في أمريكا، وشدني ذكاؤها واتزان حديثها خلال لقائها المتلفز الذي أجرته معها المذيعة بيكي أندرسون على القناة الأمريكية (سي إن إن)، والذي يتناول تطور العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية سواء في فترات صعودها أو تراجعها حسب تعاقب الإدارات والظروف السياسية والاقتصادية المحيطة.
الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، ومنذ صدور الأمر الملكي بتعيينها سفيرة للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية في الثالث والعشرين من نوفمبر ٢٠١٩، لم يتردد أي سعودي - واعٍ سياسياً - بالرهان على قدراتها في إدارة دور الدبلوماسية الأصعب أمام دولة تقود العالم وتتحكم بقراراته واقتصاده، ولكن المفاجئ حقاً أن هذا اللقاء وضع الكثير من النقاط على حروف كانت أشبه بالمبهمة وغير المفهومة، فبعد أن شددت على عمق العلاقة بين البلدين والتاريخ الطويل الذي مرت به تلك الشراكة والتي تتجاوز ٨٠ عاماً، فإن المملكة اليوم ليست السعودية التي كانت عليها قبل 5 سنوات، وليست المملكة التي كانت عليها قبل 10، وعليه فإن الخلاف بين المملكة والولايات المتحدة اليوم ليس سياسياً، وإنما اقتصادي بحت، مشيرة إلى أن مراجعة العلاقة بين البلدين «أمر إيجابي» في ظل هذه المتغيرات، فالمملكة لا تتدخل في سياسات الدول، بل تؤمن بالشراكة كميزان وعامل لاستقرار الاقتصاد من خلال «سوق الطاقة» وعلى كل حال، فلا بأس بالاختلاف، فقد اختلفنا في الماضي ثم اتفقنا، وها نحن نختلف اليوم لنتفق غداً، فالأهم هو الاعتراف بقيمة هذه العلاقة لكلا الطرفين، وحين سألتها المذيعة عن سبب انحياز المملكة للجانب الروسي في حربها ضد أوكرانيا - بحسب رأي المذيعة -، ردت الأميرة بأن المملكة تتعامل مع الكل في مجالات مختلفة، والعلاقة القائمة مع روسيا هي سبب تطوع المملكة لإطلاق أسرى الحرب بينهم (أمريكيون)! هذا بالإضافة إلى الدعم الإنساني لأوكرانيا بأكثر من ٤٠٠ مليون دولار، وتقديم ١٠ ملايين دولار لنقل اللاجئين من أوكرانيا إلى بولندا بوصول آمن، فهل هذا انحياز لروسيا؟!
الدبلوماسية البارعة، التي خرجت من عباءة داهية الدبلوماسية السعودية بندر بن سلطان ترد على السؤال بإجابة غير متوقعة حين قبلت التشكيك برؤية المملكة ٢٠٣٠ بصدر رحب لأنه من الطبيعي أن تمر أية دولة بمراحل وفترات طويلة للوصول إلى ما وصلت له المملكة في عدة سنوات، مبرهنة ذلك بأنها غادرت الولايات المتحدة في ٢٠٠٥ والناس فيها يتجادلون حول السلاح وحقوق الإجهاض والرعاية الصحية، وعادت إليها في ٢٠١٩ وهم يتجادلون بنفس المواضيع، بينما حققت المملكة في ٥ سنوات ما لم نشاهده خلال ٨٠ سنة.. يا للروعة لهذا الرد الذي اختصر أيضاً ٨٠ عاماً من توظيف الإعلام والقوى الناعمة لردع كل مشكك!
الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، ومنذ صدور الأمر الملكي بتعيينها سفيرة للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية في الثالث والعشرين من نوفمبر ٢٠١٩، لم يتردد أي سعودي - واعٍ سياسياً - بالرهان على قدراتها في إدارة دور الدبلوماسية الأصعب أمام دولة تقود العالم وتتحكم بقراراته واقتصاده، ولكن المفاجئ حقاً أن هذا اللقاء وضع الكثير من النقاط على حروف كانت أشبه بالمبهمة وغير المفهومة، فبعد أن شددت على عمق العلاقة بين البلدين والتاريخ الطويل الذي مرت به تلك الشراكة والتي تتجاوز ٨٠ عاماً، فإن المملكة اليوم ليست السعودية التي كانت عليها قبل 5 سنوات، وليست المملكة التي كانت عليها قبل 10، وعليه فإن الخلاف بين المملكة والولايات المتحدة اليوم ليس سياسياً، وإنما اقتصادي بحت، مشيرة إلى أن مراجعة العلاقة بين البلدين «أمر إيجابي» في ظل هذه المتغيرات، فالمملكة لا تتدخل في سياسات الدول، بل تؤمن بالشراكة كميزان وعامل لاستقرار الاقتصاد من خلال «سوق الطاقة» وعلى كل حال، فلا بأس بالاختلاف، فقد اختلفنا في الماضي ثم اتفقنا، وها نحن نختلف اليوم لنتفق غداً، فالأهم هو الاعتراف بقيمة هذه العلاقة لكلا الطرفين، وحين سألتها المذيعة عن سبب انحياز المملكة للجانب الروسي في حربها ضد أوكرانيا - بحسب رأي المذيعة -، ردت الأميرة بأن المملكة تتعامل مع الكل في مجالات مختلفة، والعلاقة القائمة مع روسيا هي سبب تطوع المملكة لإطلاق أسرى الحرب بينهم (أمريكيون)! هذا بالإضافة إلى الدعم الإنساني لأوكرانيا بأكثر من ٤٠٠ مليون دولار، وتقديم ١٠ ملايين دولار لنقل اللاجئين من أوكرانيا إلى بولندا بوصول آمن، فهل هذا انحياز لروسيا؟!
الدبلوماسية البارعة، التي خرجت من عباءة داهية الدبلوماسية السعودية بندر بن سلطان ترد على السؤال بإجابة غير متوقعة حين قبلت التشكيك برؤية المملكة ٢٠٣٠ بصدر رحب لأنه من الطبيعي أن تمر أية دولة بمراحل وفترات طويلة للوصول إلى ما وصلت له المملكة في عدة سنوات، مبرهنة ذلك بأنها غادرت الولايات المتحدة في ٢٠٠٥ والناس فيها يتجادلون حول السلاح وحقوق الإجهاض والرعاية الصحية، وعادت إليها في ٢٠١٩ وهم يتجادلون بنفس المواضيع، بينما حققت المملكة في ٥ سنوات ما لم نشاهده خلال ٨٠ سنة.. يا للروعة لهذا الرد الذي اختصر أيضاً ٨٠ عاماً من توظيف الإعلام والقوى الناعمة لردع كل مشكك!