دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي اليوم (الأربعاء)، إلى تصنيف عربي كامل لمليشيا الحوثي الانقلابية، كمنظمة إرهابية، مؤكداً أن قرار مجلس الدفاع الوطني يراعي كل المخاوف العربية المرتبطة بتداعيات تصنيف المليشيا.

وأوضح في كلمته أمام القمة العربية أن التحول في إستراتيجية تعامل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية مع هذه الجماعة الإرهابية يراعي كافة الشواغل وفق آليات مدروسة تأخذ بعين الاعتبار الحقائق والواقع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني، مبيناً أن الجماعة الإرهابية تسببت في مقتل ووفاة نحو نصف مليون شخص بينهم نساء وأطفال، وشردت نحو 5 ملايين آخرين في أنحاء البلاد وعبر الأقطار والقارات، وزرعت ملايين الألغام، والعبوات والمتفجرات المحرمة دوليا، وقادت الأطفال والشباب إلى محارق الموت، وشرعت في تجريف الهوية الوطنية اليمنية، وسحقت الحقوق والمكاسب المجتمعية، ومناخ التعايش، والتعدد الذي ساد البلاد على مر التاريخ.

وأضاف العليمي: هناك أكثر من 80% من اليمنيين ينتظرون اليوم المساعدات من الوكالات الإغاثية، في ظل تعنت المليشيا الإرهابية ورفضها كل الجهود والمساعي الحميدة لإنهاء هذه المعاناة، مندداً برفض المليشيا تمديد الهدنة وعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بفتح طرق تعز المحاصرة منذ 7 سنوات.

وأشار إلى أن التصعيد الحوثي يأتي تماشياً مع إستراتيجية النظام الإيراني التوسعية في المنطقة، مستعرضاً جرائم المليشيا العابرة للحدود والأساليب الإرهابية وتهديدها للملاحة البحرية والقرصنة واختطاف السفن، والابتزاز، مطالباً بعمل عربي جماعي في اليمن قائم على حقائق التهديد للأمن القومي، ومحاولات سلخ اليمن عن نسيجه الخليجي والعربي، وتحويله إلى نقطة انطلاق إيرانية لتهديد الأمن القومي العربي، وإمدادات الطاقة العالمية.

ولفت رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى أن حرمان هؤلاء الإرهابيين من ملاذات آمنة ومنابر تعبوية، وتجفيف مصادر تمويلاتهم، وتفكيك أيديولوجياتهم الخادعة سيكون بداية الطريق لهزيمتهم واستعادة مسار السلام الحقيقي والمستدام، وأضاف: لن يكتمل ذلك دون مواجهة وعزل النظام الإيراني الذي يمنح الإرهابيين الملاذ، والسلاح، والمال، والإعلام.

ودعا العليمي إلى ضرورة دعم كافة الجهود لمنع التدخلات الإيرانية المدمرة في شؤون اليمن، بما في ذلك التصدي لشحنات الأسلحة، ونقل الخبرات العسكرية، والأفكار الهدامة التي توثقها أدلتنا الدامغة، والتقارير الدولية المتعاقبة، منوهاً بأن المشكلة ليست مع الشعب الإيراني الذي يتحمل الآن كل المتاعب الناجمة عن مغامرات نظامه العبثية.

وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني عن امتنانه العميق لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات الذين سالت دماؤهم معنا، دفاعاً عن أرضنا ومصالحنا ومؤسساتنا، وإعادة بناء خدماتنا، وتوحيد صفوفنا، والذود عن الأمن القومي العربي، تأكيدا لمعاني التضامن والتكامل التي أكد عليها ميثاق جامعة الدول العربية.