كتاب ومقالات

ذرية ضعافاً

خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@

•• أما قبل؛ فإن اختيار الأم عند الولوج لمشروع الزواج هو إصلاح للجيل.. فالأم كما قال عنها شاعر النيل حافظ إبراهيم رحمه الله: «الأم أستاذ الأساتذة الأُلى، شغلت مآثرهم مدى الآفاق».. ولذلك قيل: اختيار «الأم» أول حقوق الأبناء على أبيهم، فصلاحهم وفسادهم مرتبط بأمهم أولاً وأخيراً، ودورها أساسي في التربية والتنشئة على الصلاح.. إنها تلك «الأم» روح الحياة وأغلى المنح للأبناء.

•• أما بعد؛ فإن دعاء الأب والأم لأبنائهم أو عليهم من أسباب صلاح الأبناء أو فسادهم.. إن دعونا لهم (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) أصبحوا سرورنا وسكوننا فلا تطمح أعيننا إلى ما سوى ذلك.. وإن دعونا عليهم (حسبي الله عليك، الله لا يردك، الله يريني فيك عجائب قدرتك)؛ صاروا في ضلال وتيه وعدم اهتداء إلى السبيل.

•• وبين «أما قبل» و«أما بعد»؛ فإن الأنبياء وهم أفضل خلق الله لم يتوقفوا عن التضرع إلى الله لإصلاح أولادهم، وسألوه أن يهبهم تعالى الذرية الطيبة.. ومع الدعاء وطلب الهداية لأبنائك؛ هناك ثلاث خطوات لاستصلاحهم: أبدأ معهم مرحلة جديدة من الصداقة، وتصيد إيجابياتهم وأثني عليها، ولا توبخهم على أخطائهم أمام الآخرين.. وما عليك إلا اليقين أن الهداية من الله سبحانه وتعالى.

•• وكما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن»، وذكر منهن «دعوة الوالد على ولده»، وفي رواية «لولده»، وفي بعض الروايات لم يذكر الولد، وإنما قال فقط «ودعوة الوالد».. فاللهم أرض عنا وعن أبنائنا، وأرزقنا وإياهم العلم النافع، والرزق الواسع، والقلب الخاشع، والعمل الصالح، وأقرّ أعيننا بصلاحهم.