نحتفل بالهالوين انتقاماً للوردة
الخميس / 10 / ربيع الثاني / 1444 هـ الجمعة 04 نوفمبر 2022 00:17
عبدالله بن بخيت
قالوا لنا قبل سنين لا يجوز العمل بالتاريخ الميلادي. لم يكن أي منا في حاجة إلى من يشرح له سبب التحريم. فالاسم واضح يقول لكل من يريد أن يسمع إن التأريخ مسيحي. بيد أن السنين مضت ونحن نستخدم هذا التاريخ. لم أرَ مسلماً تحول إلى المسيحية أو فسدت عقيدته أو ضل سبيلاً.
قبل سنوات دخلنا في نقاش مرير بعد أن أقرت الحكومة دمج تعليم البنات مع تعليم الأولاد في إدارة واحدة. تجادلنا كمن يتجادل حول إثبات وجود الشمس. كان علينا أن نثبت أن الشمس موجودة وما زالت تسطع في سقف السماء. كان علينا أن نثبت أن دمج إدارتين في إدارة واحدة لا علاقة له بجلوس البنات مع الأولاد في فصل واحد، لا علاقة له بما أسموه اختلاطاً.
من عاش قبل ست سنوات وكان على قدر من الوعي آنذاك، لابد أن يتذكر صراع هؤلاء مع الوردة. لأول مرة في التاريخ البشري شكلت الوردة تهديداً لعقيدة الناس ودينهم بل لأول مرة تصبح الوردة تهديداً. تلك الحرب الذي تلقته الوردة كانت ذروة حروب سابقة ضد الجمال، ضد الموسيقى، ضد الدراما، ضد الرواية، ضد الرسم، ضد التصوير، ضد السعادة، فلابد أن تصل المعارك إلى ذروتها بإعلان الحرب على الوردة. منعت الوردة من الظهور وعلى رأسها الوردة الحمراء رمز الحب كما كان الشباب يعلنون. هزيمة الوردة كان انتصاراً ساحقاً حققه القبح. سنوات كان الجمال فيها ينحسر والقبح يتمدد. بدأت معاركهم مع الجمال بعملية تجفيف العواطف الإنسانية. صاروا يسوقون الأطفال إلى المقابر، وعلى كل طفل أن يتخذ قبراً معداً ويستلقي فيه ومن لا يبكي عليه أن يراجع قلبه القاسي. ولأن النساء يحظر عليهن دخول المقابر تولت الداعيات مهمة نشر القبح في الجانب الأنثوي. بدأن باقتحام الأعراس النسائية وإيقاف المرح ليقمن مكانه عرضاً مفصلاً لتغسيل الميت وتكفينه وكيفيه البكاء عليه.
كان المراهقون في الليل يرتعبون من الشجاع الأقرع المتربص والساحر الذي سوف يفرق بين أمه وأبيه والساحر الآخر الذي سيفشله في الدراس، وتطور طفل المقابر ومكسر تلفزيون العائلة وممزق صوره وصور أصدقائه، تطور ليستلم مسؤولياته بعدما جفت دواعي الحياة في وجدانه، بدأ بملاحقة الناس في الأسواق والتعدي على خصوصياتهم ثم انتقل إلى المهمة الكبرى: تفجير المساجد والمصالح الحكومية ومساكن الآمنين وتمزيق هويته وجواز سفر بلاده والالتحاق بالمنظمات التي تجوب العالم للقتل.
اليوم وبنفس تكنيك الترهيب والتخويف من الشركيات تناول الصحويون حفلة الهالوين، فهذا الاحتفال هو عيد الشيطان وينطوي على جذور وثنية (ويتنكر الجميع من كبار وصغار لكي لا تعرفهم الأرواح الشريرة، حيث تقول الأسطورة بأن كل الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض وتسود وتموج حتى الصباح التالي. ويتنقل الأطفال من بيت لآخر وبحوزتهم أكياس وسلال لتملأها بالشوكولاتة والحلوى في طقس يعرف باسم خدعة أم حلوى، ومن لا يعطي الأولاد المتنكرين الشوكولاتة وحلوى الكراميل «تغضب منه الأرواح الشريرة»). ولمن يريد أن يستزيد يذهب إلى وكيبيديا ويغرف منها ما يكفي لتخويف الناس على عقيدتها.
يظنون أنهم يحاربون المرح كما حاربوا الوردة، بيد أن شباب الهالوين لا يمرحون ولا يتسلون فحسب بل ينتقمون للوردة.
قبل سنوات دخلنا في نقاش مرير بعد أن أقرت الحكومة دمج تعليم البنات مع تعليم الأولاد في إدارة واحدة. تجادلنا كمن يتجادل حول إثبات وجود الشمس. كان علينا أن نثبت أن الشمس موجودة وما زالت تسطع في سقف السماء. كان علينا أن نثبت أن دمج إدارتين في إدارة واحدة لا علاقة له بجلوس البنات مع الأولاد في فصل واحد، لا علاقة له بما أسموه اختلاطاً.
من عاش قبل ست سنوات وكان على قدر من الوعي آنذاك، لابد أن يتذكر صراع هؤلاء مع الوردة. لأول مرة في التاريخ البشري شكلت الوردة تهديداً لعقيدة الناس ودينهم بل لأول مرة تصبح الوردة تهديداً. تلك الحرب الذي تلقته الوردة كانت ذروة حروب سابقة ضد الجمال، ضد الموسيقى، ضد الدراما، ضد الرواية، ضد الرسم، ضد التصوير، ضد السعادة، فلابد أن تصل المعارك إلى ذروتها بإعلان الحرب على الوردة. منعت الوردة من الظهور وعلى رأسها الوردة الحمراء رمز الحب كما كان الشباب يعلنون. هزيمة الوردة كان انتصاراً ساحقاً حققه القبح. سنوات كان الجمال فيها ينحسر والقبح يتمدد. بدأت معاركهم مع الجمال بعملية تجفيف العواطف الإنسانية. صاروا يسوقون الأطفال إلى المقابر، وعلى كل طفل أن يتخذ قبراً معداً ويستلقي فيه ومن لا يبكي عليه أن يراجع قلبه القاسي. ولأن النساء يحظر عليهن دخول المقابر تولت الداعيات مهمة نشر القبح في الجانب الأنثوي. بدأن باقتحام الأعراس النسائية وإيقاف المرح ليقمن مكانه عرضاً مفصلاً لتغسيل الميت وتكفينه وكيفيه البكاء عليه.
كان المراهقون في الليل يرتعبون من الشجاع الأقرع المتربص والساحر الذي سوف يفرق بين أمه وأبيه والساحر الآخر الذي سيفشله في الدراس، وتطور طفل المقابر ومكسر تلفزيون العائلة وممزق صوره وصور أصدقائه، تطور ليستلم مسؤولياته بعدما جفت دواعي الحياة في وجدانه، بدأ بملاحقة الناس في الأسواق والتعدي على خصوصياتهم ثم انتقل إلى المهمة الكبرى: تفجير المساجد والمصالح الحكومية ومساكن الآمنين وتمزيق هويته وجواز سفر بلاده والالتحاق بالمنظمات التي تجوب العالم للقتل.
اليوم وبنفس تكنيك الترهيب والتخويف من الشركيات تناول الصحويون حفلة الهالوين، فهذا الاحتفال هو عيد الشيطان وينطوي على جذور وثنية (ويتنكر الجميع من كبار وصغار لكي لا تعرفهم الأرواح الشريرة، حيث تقول الأسطورة بأن كل الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض وتسود وتموج حتى الصباح التالي. ويتنقل الأطفال من بيت لآخر وبحوزتهم أكياس وسلال لتملأها بالشوكولاتة والحلوى في طقس يعرف باسم خدعة أم حلوى، ومن لا يعطي الأولاد المتنكرين الشوكولاتة وحلوى الكراميل «تغضب منه الأرواح الشريرة»). ولمن يريد أن يستزيد يذهب إلى وكيبيديا ويغرف منها ما يكفي لتخويف الناس على عقيدتها.
يظنون أنهم يحاربون المرح كما حاربوا الوردة، بيد أن شباب الهالوين لا يمرحون ولا يتسلون فحسب بل ينتقمون للوردة.