زوايا متخصصة

الصين تتمسك بـ«صفر كوفيد»

بعد آمال حالمة بالتغيير.. الإغلاق مستمر في 200 مدينة

كادران صحيان بزي الحماية في أحد شوارع شنغهاي أثناء فترة الإغلاق. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@

لم تدم تسريبات بأن الحكومة الصينية ستتخلى عن جانب كبير من إستراتيجية «صفر كوفيد» سوى يوم وحيد! فقد نسبت «رويترز» إلى مسؤول صيني سابق في شؤون مكافحة الأمراض المُعدية قوله إن تغييرات كبيرة ستعلن خلال أيام. ونقلت عن كبير استشاريي مكافحة الأوبئة السابق في المركز الصيني للحد من الأمراض ومكافحتها زينغ غوانغ قوله أمام مؤتمر استثماري أقامة بنك سيتي (الجمعة): إن الظروف الداعية إلى «الانفتاح» في الإستراتيجية الوبائية الصينية آخذة في التراكم. وعزز ما ذهب إليه بالإشارة إلى نجاح الصين على صعيد اللقاحات، والتقدم الذي أحرزته البلاد في الأبحاث الهادفة لابتكار أدوية جديدة مضادة للفايروسات. وتوقع غوانغ أن تتخذ قرارات كبيرة خلال فترة تراوح بين خمسة وستة أشهر. بيد أن مسؤولي الصحة الصينيين أعلنوا أمس (السبت)، أن الصين ستواصل نهجها الهادف لـ«التخلص الديناميكي» من إصابات كوفيد-19 كلما ظهرت. وأضافوا أن إجراءات المكافحة يجب أن تطبق بدقة شديدة، مع توفير حاجات السكان. وقال مسؤول في اللجنة الصحية الوطنية الصينية، في مؤتمر صحفي أمس، إن السياسة الصارمة لاحتواء إصابات كوفيد-19 لا تزال قادرة على الحد من تفشي الفايروس. وتشمل إستراتيجية «صفر كوفيد» الإغلاق، والعزل الصحي، والفحص الجماعي. وكانت الشائعات التي زعمت تغييراً وشيكاً في التوجهات الصينية أدت إلى انتعاش الأسواق المالية هناك. بيد أن الصين أعلنت الجمعة أنها سجلت 3837 إصابة جديدة؛ منها 3180 إصابة غير مصحوبة بأعراض. وسجلت الخميس 4045 حالة جديدة. وتفاقم الغضب الشعبي إزاء صرامة نهج «صفر كوفيد» إثر وفاة رضيع في جينغجو (عاصمة محافظة هينان) جراء الإغلاق المفروض في المدينة المذكورة، خصوصاً بعدما أعلن والد الطفل أنه يعتبر الحكومة مسؤولة عن وفاة طفله. واضطرت السلطات إلى بذل جهود كثيفة للحد من الضرر الذي أثاره الحديث عن واقعة وفاة الرضيع. وربما كان ذلك وراء الشائعات التي زعمت قرب إعلان تغييرات في السياسات الصحية. وعلى رغم نجاح سياسة «صفر كوفيد» في الحد من تفشي الفايروس في أتون اجتياح الوباء العالمي؛ إلا أن الخبراء يرون أن ظهور متحورات وراثية جديدة من فايروس كورونا الجديد يمثل تحدياً كبيراً للإستراتيجية الوبائية الصينية. وأشارت تقارير نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية أمس (السبت)، إلى أن نحو 200 مدينة صينية تخضع حالياً للإغلاق. وربما كان أطولها وأشدها قسوة الإغلاق في محافظة تشينيانغ ومنطقة التيبيت. وأدت حادثة وفاة الرضيع المشار إليها إلى خروج آلاف الأشخاص في مظاهرة احتجاج، وإلى انتقادات حادة للسلطات في وسائل التواصل الاجتماعي. وقال والد الطفل في مداخلة تمت مصادرتها إنه تلقى عرضاً بمنحه مالاً إذا قرر الصمت، وعدم مطالبة الحكومة بمحاسبة المتسببين في وفاة طفله. واضطرت السلطات الصينية إلى تقديم «اعتذار» رسمي (الخميس). وتعهدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين والكوادر الذين منعوا وصول الطفل إلى مركز الرعاية الصحية، بداعي الإغلاق. ولا يزال الإغلاق في جينغجو مفروضاً منذ شهر، مع أن عدد الإصابات اليومية هناك لا يزيد على 20 أو 30 حالة جديدة.

وفي سياق ذي صلة، أعلنت شركات أجهزة فحص كوفيد-19 الصينية أنها سجلت أرباحاً مرتفعة خلال الأرباع الثلاثة من السنة الحالية. وقالت شركة شنغهاي لابواي، أمس الأول، إن أرباحها ارتفعت بنسبة 241% خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2022. وذكرت شركة غواندونغ هايبريبيو أن أرباحها ارتفعت 130% خلال الفترة نفسها، فيما قالت شركات ديان دياغونستكس ودان جين وبوني تيستينغ إن أرباح كل منها ارتفعت بنسبة 90%. وتعزى هذه الزيادات إلى قيام سياسة «صفر كوفيد» على إلزام سكان المناطق التي تتفشى فيها الإصابات الجديدة بالفحص الجماعي مرتين أو ثلاثاً كل أسبوع.

فايزر: بيانات مشجعة للحماية من أوميكرون

فيما أعلنت شركتا فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية أنهما بدأتا تجارب سريرية أولية لتقويم لقاح جديد يستهدف الإنفلونزا وكوفيد-19 في آنٍ معاً، في جرعة واحدة؛ قالت فايزر إن بيانات تجربة سريرية أجرتها أثبتت أن الجرعة الثنائية التكافؤ التي صنعتها لاستهداف سلالة أوميكرون عززت الأجسام المضادة لأوميكرون لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة. وأضافت أن الأجسام المضادة لأوميكرون لدى الأشخاص الذين تم إعطاؤهم الجرعة التنشيطية الثانية من لقاح فايزر-بيونتك زادت بنحو 4 أضعاف بعد شهر من التطعيم. وتتعارض بيانات فايزر مع دراستين أجرتهما جامعتا كولومبيا وهارفارد في أكتوبر الماضي، خلصتا إلى أن الجرعة التنشيطية الثنائية التكافؤ التي أنتجتها شركتا فايزر وموديرنا لم تحقق نتيجة تذكر مقارنة بإعطاء الشخص جرعة رابعة من اللقاح الأصلي. وقالت فايزر، أمس الأول، إن الدراسة الخاصة بها أكدت نجاعة جرعتها الثنائية التكافؤ في مواجهة متحورتي BA.4 وBA.5. وأضافت أنها أبلغت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بنتائج دراستها. وقالت صحيفة نيويورك تايمز أمس: إنها أنباء سارة لإدارة الرئيس جو بايدن العازمة على مكافحة كوفيد-19. لكنها شككت في ما إذا كان إعلان شركة فايزر كافياً لإقناع الأمريكيين بالإقبال على هذه الجرعة.

بريطانيا تعالج شخصاً أصيب بكوفيد 411 يوماً!

أعلنت بريطانيا أمس أن أطباءها نجحوا في معالجة رجل بريطاني ظل يعاني من الإصابة بكوفيد-19 على مدى 411 يوماً من دون انقطاع. وأوضحت أن باحثيها قاموا بفك الشفرة الوراثية للسلالة الفايروسية التي رزئ بها الرجل، وأدت إلى إصابته بـ«كوفيد المستمر»، وهو مرض يختلف عما يعرف بـ«كوفيد المزمن». ويحدث هذا المرض لقلة من الأشخاص الذين يعانون أصلاً من ضعف في المناعة. ويمكن لهؤلاء الأشخاص أن يحصلوا على نتيجة فحص موجبة على مدى أشهر، وربما سنوات. ويمكن لهذا المرض أن يشكّل خطورة صحية للمصاب. لكن الأطباء لا يعرفون عنه شيئاً كثيراً. وأشارت دراسة متخصصة نشرتها مجلة الأمراض المُعدية الإكلينيكية إلى أن باحثين من مستشفى غايز وسانت ثوماس وجامعة كينغز كوليدج نجحوا في معالجة الرجل البالغ من العمر 59 سنة بعد معاناة من كوفيد-19 استمرت 13 شهراً. وأصيب الرجل، الذي يعاني أصلاً من ضعف المناعة، إثر خضوعه لجراحة زرع كلية، بكوفيد-19 في ديسمبر 2020. وظل يحصل على نتيجة موجبة كلما خضع للفحص حتى يناير 2022. ولكي يعرف الباحثون هل أصيب مرات عدة أم أنه مصاب بـ«كوفيد المستمر»، استخدموا تحليلاً دقيقاً للشفرة الوراثية للسلالة التي أصيب بها. وأظهرت نتائج التحليل القائم على تكنولوجيا متقدمة جداً أن الرجل أصيب أصلاً بسلالة B.1، التي كانت طاغية على المشهد الصحي البريطاني في أواخر سنة 2020. لكنه أصيب بعد ذلك بعدد من المتحورات الجديدة. ونجح الأطباء في معالجته بمزيج من عقاري كاسيريفيماب وإيمديفيماب، وهما «كوكتيل» من الأجسام المضادة الأحادية النسيلة صنعته شركة ريجينيرون الدوائية الأمريكية. وهذان الدواءان لم يعد لهما استخدام يذكر، لأنهما تم تطويرهما ضد السلالة السابقة التي سادت قبل ظهور سلالة أوميكرون. وأكد الباحثون أن السلالات الجديدة لديها قدرة كبيرة على مقاومة كوكتيل الأجسام المضادة المشار إليه. وكان فريق الباحثين البريطاني نفسه أعلن في أبريل الماضي أنه عالج رجلاً ظل يعاني من كوفيد بلا انقطاع على مدى 505 أيام.