في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن تراجع الدور الأمريكي في سورية، تعمل القوات الأمريكية بشكل دائم على تعزيز وجودها العسكري في شمال شرق البلاد، في إطار مهمة ملاحقة خلايا تنظيم داعش النائمة في المنطقة التي تسيطر عليها قوات التحالف الدولي مع قوات سورية الديموقراطية (قسد).

وفي خطوة لتعزيز الانتشار العسكري في شمال شرق سورية، أفادت مصادر إعلامية محلية أن التحالف الدولي دفع أمس الأول بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة عبر الحدود العراقية، إذ دخل رتل عسكري مؤلف من 100 شاحنة عسكرية تحمل معدات وآليات عسكرية إلى القواعد الأمريكية في الشمال الشرقي السوري، ما اعتبره محللون ومراقبون إشارة على ترسيخ النفوذ الأمريكي في المنطقة.

التعزيزات العسكرية التي دخلت إلى سورية عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق، رافقتها عشرات صهاريج الوقود (الكونتينيرات) العسكرية، إضافة إلى عدة مصفحات عسكرية من نوع برادلي وحاملات دبابات، بحسب مصادر إعلامية محلية، لفتت إلى أن التعزيزات العسكرية اتجهت نحو قواعد التحالف في بلدة رميلان، وقسم اتجه إلى مدينة الحسكة، بينما اتجه قسم آخر إلى منطقة الشدادي شرقي المحافظة.

هذه التعزيزات الأمريكية تأتي في الوقت الذي تجري فيه القيادة العسكرية الأمريكية تغييرات عسكرية في القوات السورية التابعة لها، إذ زادت الولايات المتحدة من الدعم العسكري والمالي لقوات «جيش سورية الحر»، والتي كانت تحت مسمى مغاوير الثورة.

وكثفت من التدريبات العسكرية في قاعدة التنف في المثلث الحدودي الأردني السوري العراقي، إذ تنتشر في المنطقة في عمق البادية مليشيات إيرانية على مقربة من تدمر، في حين أجرى العديد من ضباط القيادة الأمريكية الوسطى زيارات متكررة إلى قاعدة التنف في إطار دعم نفوذها في هذه المنطقة ومراقبة تحركات تنظيم داعش إلى جانب المليشيات الإيرانية في البادية السورية.