كتاب ومقالات

التسامح الدولي جزء من السلام

ابتهال سالم العياد *

اليوم الدولي للتسامح هو اليوم الذي دعت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء للاحتفال به، وقد جاءت هذه الدعوة في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 عام الأمم المتحدة للتسامح، ومبادرة المؤتمر العام لليونسكو في 16 نوفمبر عام 1995، حيث اعتمدت الدول الأعضاء في المنظمة الدولية المبادئ المتعلقة بالتسامح وخطة عمل متابعة سنة الأمم المتحدة للتسامح، وأعلنت الدول الـ185 الأعضاء في اليونسكو أنها تأخذ على عاتقها اعتماد اليوم العالمي للتسامح وتعزيز التسامح واللاعنف عن طريق برامج ومؤسسات تُعني بمجالات التربية والعلم والثقافة والاتصال.

وأوضحت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعريف التسامح كالتالي: «التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا، فالتسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا، ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد أنه الوئام في سياق الاختلاف، وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، وإنما هو واجب سياسي وقانوني أيضاً، والتسامح هو الفضيلة التي تيسر قيام السلام، ويسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب».

وللتسامح أهميّة إنسانية كبيرة خاصة في حفظ حقوق الإنسان، وتحقيق السلام، والديموقراطيّة، والحدّ من العنف، والنزاعات، والحروب، ونظراً إلى أهميّة التسامح، فإنّه لا بدّ من معرفة وسائل تنشئة الأشخاص ليكونوا متسامحين منذ طفولتهم؛ إذ يبدأ اكتساب الطفل لصفاته الأخلاقيّة من الوالدين في المنزل؛ فإذا كانَ الوالدان مُتسامحَين مع الآخرين فإنّ الطفل سيكون انعكاساً لما يراه في المنزل، ممّا يُوجِب الحذر من استخدام العبارات السلبيّة، والعُنصريّة أمامَ الطفل، كما يمكن تعليم الطفل ثقافات الآخرين، وأفكارهم، ودَفعه إلى مشاركة الأنشطة مع الأصدقاء الذين يختلفون عنه؛ فالطفل عندما يكون منفتحاً على الثقافات، والأشخاص، والأديان المختلفة، سيكون من السهل عليه قبول اختلاف الآخرين عندما يكبر.

وأنشأت منظمة اليونسكو جائزة – مادانجيت سينغ – بهدف تعزيز قيمة التسامح واللاعنف في الأنشطة المختلفة، العلمية والفنية والثقافية والتواصلية، فمن أجل إعلاء قيم التسامح في العالم استُلهم إنشاء الجائزة من المثل العليا الواردة في الميثاق التأسيسي لمنظمة اليونسكو الذي ينص على أن «من المحتم أن يقوم السلام على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر»، وتُكافئ الجائزة الأشخاص أو المؤسسات أو المنظمات التي تتميز بالقيام بمبادرات جديرة بالتقدير على مدار عدة سنوات، ترمي إلى تعزيز التفاهم وتسوية المشكلات الدولية أو الوطنية بروح من التسامح واللاعنف، وتبلغ قيمة الجائزة 100 ألف دولار أمريكي يتم منحها كل سنتين. ونص الميثاق التأسيسي لليونسكو على: «من المحتم أن يقوم السلام على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر». وتحمل الجائزة اسم مانحها، السيد مادانجيت سنغ، الذي كان سفيراً لليونسكو للنوايا الحسنة وفناناً وكاتباً، ويتم منحها كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر.

* متخصصة في مجال الحقوق