كتاب ومقالات

البلطان وميزانية الهلال

بعد السلام

سلطان الزايدي

كرة القدم التنافسية مرتبطة ارتباطًا كاملًا بالمال والتخطيط والوقت؛ حتى تصنع فريقًا ينافس في كل البطولات، هذه هي أدوات النجاح، والكل يعتقد أن هذه الأدوات مجتمعةً يسهل توفرها؛ لصنع فريق قوي وجاهز، ويتجاهل بعض الفوارق من فريق لآخر، فمثلًا: المال الذي يتوفر لأندية النصر والهلال والاتحاد لا يتوفر في أندية أخرى، ولعل رئيس الشباب الأستاذ «خالد البلطان» كان واضحًا في هذه النقطة تحديدًا، حين صرّح وقال في إحدى تصريحاته الإعلامية: «الهلال لديه ميزانية وزارة، الهلال يشتري ولا يبالي»، إذن من المهم أن نعرف أن نجاح فريق كرة القدم في دوري المحترفين، تحكمه عوامل أساسية، لا يمكن أن يتحقق شيء بدونها، وحتى تتحقق عناصر النجاح وخاصة في بطولة الدوري تحتاج عملًا طويلًا ومضنيًا؛ لأن الدوري هو المقياس الحقيقي لنجاح أي نادٍ في لعبة كرة القدم، وهناك مَن يضع المقارنات بين الأندية، ويكتب حول هذه المقارنة أسئلة أجوبتها تكاد تكون واضحة؛ لذلك لن تجد رقعة المنافسة على بطولة الدوري تتجاوز ناديين إلى ثلاثة أندية، وهذا لا يعني أن طبيعة المنافسة يجب أن تبقى بهذا الشكل، ولن يحدث أي تغيير في المستقبل، لكن التغيير مرتبط بوجود عناصر النجاح في كثير من الأندية، وحتى تتحقق هذه الجزئية يجب العمل على وجود المداخيل المالية الوفيرة من أجل أن تتسع رقعة المنافسة وبشكل مستمر.

قد تدخل الأندية في السنوات القادمة عالم الخصخصة، وقد تتغير خارطة المنافسة في المسابقات السعودية، كما يحدث في الكثير من الدوريات الأوروبية الشهيرة، وحتى يحدث ذلك نحتاج لعملٍ كبيرٍ في هذا الجانب، وأعتقد أن وزارة الرياضة تعمل على هذا الملف منذ سنوات، ويبدو أن الأمور تتجه لأن تصبح في حالة أفضل، وقد تنجح أنديةٌ كثيرةٌ اعتادت على البقاء في مأمن من الهبوط للدخول في خضمِّ المنافسة على بطولة الدوري.

إن واقع الصراع على بطولة الدوري يحكمه المال بشكل رئيس، فالمال حين يجد إدارةً تجيد العمل من خلال وضع الخطط المناسبة ستكون النتائج دون أدنى شكّ جيدة، لكن الإدارة الجيدة التي لا تملك ميزانية مناسبة، مهما كان عملها وأفكارها لن تصل إلى النتائج المناسبة التي تجعل الفريق ضمن المرشحين لنيل لقب الدوري.

وقفة: لا يثور الإنسان لو لم يكن في ذاته شيءٌ دائمٌ يستدعي الصيانة.

دمتم بخير،،،