كتاب ومقالات

الأمن البيئي والاحتطاب الجائر

عقل العقل

المملكة تقود جهوداً جبارة على المستوى العالمي والدولي في مبادرات يقودها سمو ولي العهد تعنى بتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بكوكبنا، وشهدنا الصيف الماضي بعض نتائج الاحتباس الحراري في بعض الدول الأوروبية، التي شهدت موجة من الفقر في الأمطار وارتفاع غير معهود في درجات الحرارة، وفي مناطق أخرى من العالم نشهد مواسم أمطار عنيفة كما حدث في باكستان ذهب ضحيتها الآلاف من الأرواح وشردت الملايين.

المملكة أطلقت مبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ومبادرات محلية أخرى من محميات طبيعية والمحافظة عليها وسن قوانين وتشريعات قوية للتصدي للسلوكيات الخاطئة والجائرة تجاه البيئة النباتية والحيوانية والموارد البحرية في المملكة، وأسندت هذه المهمة لوزارة الداخلية بدعم مباشر ومستمر من ولي العهد وبإشراف سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نائف، وتم إنشاء جهاز في الوزارة للتصدي لهذه السلوكيات الخاطئة وهو جهاز الأمن البيئي أحد فروع الوزارة العسكرية؛ الذي تتركز مهامه على حماية البيئة والغابات والحياة الفطرية والتنبيه على التشريعات في هذا الصدد وتطبيقها ورصد المخالفات ضد من يخالف هذه القوانين من احتطاب وصيد جائر وجرف للتربة وحماية المحميات الطبيعية.

هذا الجهاز، باعتقادي، يأتي على قائمة الأجهزة الرسمية في وزارة الداخلية في الأجهزة الرسمية الأخرى من حيث المهام التي يقوم بها في المحافظة على البيئة هي بالأساس محافظة على حياة نقية ونظيفة خالية من الأمراض والتي قد تكون المسببات الرئيسية لها هي التصرفات الخاطئة تجاه بيئتنا بأشكالها المتعددة من قبل الأفراد أو الشركات أو حتى من بعض الدول، المملكة دولة فقيرة من ناحية الغطاء النباتي ومسؤولية المحافظة على هذا الغطاء مضاعفة على الأجهزة الرسمية عسكرية أو مدنية أو من خلال التوعية المجتمعية بالتعايش والمحافظة على الغطاء النباتي ببلادنا، وما يقوم به جهاز الأمن البيئي باعتقادي يوازي دور الجيوش وقوات الأمن الأخرى إذا لم يتفوق على بعض الأجهزة الأخرى من حيث مهامه وما يقوم به أفراده للتصدي للسلوكيات الخاطئة والجائرة تجاه الغطاء النباتي في وطننا.

مع اقتراب دخول فصل الشتاء يقوم الكثير منا بشراء وتخزين الحطب لاستعماله في المنازل أو في الرحلات الخارجية بالصحارى، والبعض لا يهتم من أين مصدر ذلك الحطب، بل إن البعض منا يرغبون بالحطب المحلي ويدفعون أسعاراً مضاعفة ثمناً له، وهي باعتقادي جريمة وطنية تمتد آثارها لعقود وقرون على البيئة بمفهومها العام خاصة أنه يمكن الحصول على حطب صناعي مستورد يمكن أن يقوم بالغرض وأكثر، كم استنزفنا الغطاء النباتي لسنوات دون حسيب ورقيب حين كانت سيارات البائعين تتجمع على مداخل المدن وحول محطات الوقود على الطرق السريعة وهي محملة بحطب محلي، تلك السلوكيات ولت إلى غير رجعة بجهود رسمية من سمو ولي العهد -يحفظه الله- بمبادراتها التي تعنى بالبيئة المحلية والإقليمية ومن قبل جهاز الأمن البيئي في وزارة الداخلية وربانها سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود ومن أفراد هذا الجهاز من شباب وشابات الوطن المدعومين بكل التجهيزات اللوجستية والبشرية للحد من هذه السلوكيات الخاطئة تجاه البيئة المحلية من نبات وحيوان. يسعدني وأنا أشاهد قلة في الإعلانات عن مخالفين في الاحتطاب الجائر مثلاً، وهذا كله يرجع للجهود الجبارة التي يقوم بها جهاز الأمن البيئي في وزارة الداخلية الذي أمامه مهمات وتحديات كبيرة في هذا السياق، وعلينا أن تساند الجهات التعليمية والإعلامية في نشر التوعية المجتمعية في الحفاظ على الغطاء النباتي والثروة الحيوانية والبحرية ومساندة جهود هذا الجهاز في خلق بيئة صديقة للحيوان والنبات في المملكة خاصة أن هناك جهوداً مشاهدة لزرع ملايين الأشجار في المملكة، وهذا بطبيعة الحال جهود مشكورة، ولكن السلوك الإنساني الخاطئ تجاه بيئته مدمر إذا لم يضبط بتشريعات تطبقها أجهزة قوية كما هو الحال عندنا في المملكة، فتحية وتقدير لرجال ونساء هذه الجهاز وهم يعملون في بيئات مناخية صعبة.