كتاب ومقالات

بلاك هات

أريج الجهني

باس كي؟ أو مفتاح مرور؟ نعم هذا ما سيكون في المستقبل القريب عوضاً عن كلمات المرور المتعددة، بحسب تصريح أحد أهم خبراء وعقول الأمن السيبراني العالمية فرانك أباغنيل، في حديثه الشيق في القمة التنفيذية، التي استفتحت بها فعالية بلاك هات 22 للعام الحالي، والتي تحتضنها الرياض عاصمة الريادة، والتي تعتبر أكبر فعالية أمن سيبراني في المنطقة، وهي انعكاس تراه بالعين المجردة لرؤية الوطن، ليس فقط بتقديم هذا الزخم المعرفي والريادي، بل بتطوير واستقطاب هذه الصناعة. وكما أن صناعة الأمن علامة سعودية فإن ريادة الأمن السيبراني امتداد لهذا الحس الواعي والتوظيف الفعلي للطاقات السعودية الشابة ومسابقات وجوائز قيمة وورش تدريب عديدة.

وكما أن الأمن يقتضي امتلاك منظومة دفاعية للتصدي لمختلف الأعمال الإجرامية فإن الأمن السيبراني أيضاً هو المفتاح الرئيسي للحماية من الممارسات الخطرة، التي لا تكتفي بأن تستهدف حساباتك البنكية فقط، بل هي عالم من الاختراقات التي قد تودي في بعض الأحيان بسمعة دول وكيانات اعتبارية. الموثوقية والإتاحة والتكاملية هي الركائز الأساسية في هذا الجانب، وأيضاً من أبرز أهدافه ضمان توافر المعلومات وجودتها والحماية من الهجمات.

مجال افتراضي؟ أم فضاء حسي؟ تختلف الأدبيات حول تفسير مفاهيم السيبرانية، ولكن لعل فكرة «الافتراضية» هي الأقرب، وتراها انصبغت على أوجه حياتنا ما بين منصات افتراضية، دروس وصداقات وعلاقات افتراضية بالفعل.

جريمة سيبرانية؟ نعم التقنية ستخلق - أو خلقت وانتهت - شكلاً جديداً للجرائم وسوقاً جديدةً للعقول الخطرة، بل قد يكون لهذا النمط بالتحديد أبعاد دولية؛ لأنها ببساطة عابرة للحدود. وقد يمارس هؤلاء العباقرة نوعاً من التخويف أو الابتزاز أو حتى تهديد الأمن المجتمعي. لذا لا عجب أن تسمع بأن المملكة تحتل المرتبة الثانية في مؤشر الأمن السيبراني، وهذا الأمر بحد ذاته يعكس قوة المنظومة التي تقود هذا القطاع، وأيضاً تعكس صورة جاذبة للمستثمرين وتعزز جودة الحياة.

أخيراً، فإن التعرف على هذا العالم التقني ضرورة للأهالي حتى لا يكونوا في معزل عن الأبناء، بل من المهم حضور هذه الفعاليات؛ ليشاهد شبابنا وبناتنا أين وصلنا اليوم ومن نحن، ويكون حافزاً قوياً للابتكار والإبداع، فهم ثروتنا. نحن جزء من العالم نؤثر ونتأثر وأكثر ما استوقفني في هذه الاحتفالية متقنة التنظيم هو الحضور العالمي والسعودي، هذا الجانب جعلني أستحضر نعمة وجود عقول وطنية مبدعة لا تقبل بالقليل ولا تتكئ على الفكر التقليدي، إنما تصنع فعاليات جاذبة وتنافسية، بل قد تضع القطاعات التقليدية في حرج حقيقي أو لعلها تجعلها تعيد حساباتها في فكرة «الفعاليات»، وهذا ما أختتم به أن للتخصصات بصمات وبصمة التقنيين - وإن أسموهم بالكتنوقراط - هي البصمة الأذكى.

كونوا بخير.