كتاب ومقالات

الرجال يتزوجون من البلدان الفقيرة.. والنساء يتزوجن الغربيين

بشرى فيصل السباعي

هناك ظاهرة لافتة بالشرق وتوجد حتى في بلدانه الصناعية كالصين واليابان، كما توجد بدوله الثرية غير الصناعية، فقد أظهرت دراسات واستطلاعات وإحصاءات أن الرجال بتلك الدول يفضلون الزواج من نساء البلدان الفقيرة وإن كانوا لا يفهمون لغات بعضهم، بينما نساء الشرق يفضلن الزواج برجال غربيين، وفي اليابان هناك نسبة كبيرة من النساء وهن الأعلى نجاحاً ودخلاً يرفضن بشكل قطعي الزواج برجل ياباني ويصررن على الزواج حصرياً برجل غربي وإن لم يجدن زوجاً غربياً يبقين عازبات، لأنهن يقلن إن الرجل الياباني يريد الزوجة بمكانة دونية مقموعة ولا يعاملها كشريك مساوٍ له بينما الرجل الغربي يعاملها كشريك مساوٍ له ولا تكون معاملته تسلطية قمعية، ولذا انتشرت مكاتب وساطة زواج باليابان مختصة فقط بالبحث عن أزواج غربيين لليابانيات، وبالمقابل في كوريا الجنوبية هناك مناطق ريفية بكاملها ليس فيها زوجة كورية شابة واحدة فكل الزوجات الشابات أجنبيات من دول فقيرة لرفض الكوريات الزواج من الرجال التقليديين وهم النمط السائد بالريف؛ لأن الرجال التقليديين يريدون الزوجة جارية وخادمة وليس شريكة حياة بماهية مساوية لزوجها؛ لذا الحكومة تصرف إعانات للرجال بالمناطق الريفية مخصصة للزواج من الأجنبيات لأنهم يعرفون أن الأجنبيات يتزوجونهم لأجل المال فقط وغالباً يكن فيتناميات ودون الأجنبيات لن يتزوجوا، وبالتالي لن يكون لهم أبناء يرعوهم بشيخوختهم، وبالصين وصلوا لوضع خطير؛ فالمناطق الحدودية للبلدان المحاذية للريف الصيني صارت أشبه بمثلث برمودا للنساء حيث يقوم الصينيون بخطف الفتيات من الدول المحيطة للزواج بهن وصارت هناك عصابات لبيع الزوجات الأجنبيات للرجال الصينيين، وفي أمريكا بسبب صعود التيار اليميني الذكوري منذ الألفية الجديدة صار هناك توجه لدى الرجال الأمريكيين المؤيدين للتيار اليميني للزواج من الدول الفقيرة وإن كانوا يحبون الشقراوات فهناك ما يسمونها «مواقع تسوق الزوجات» من أوروبا الشرقية وروسيا لفقرهم، وتضع نساؤها صورهن للزواج وليست للمواعدة وتلك النوعية من الرجال لا يهمهم التوافق الفكري والنفسي وشخصية الزوجة فهم يتزوجونها على أساس شكلها بالصور فقط، ومن لا يريدها شقراء يختار زوجة من بلدان فقيرة كالفلبين وتايلند، وبالدول العربية الثرية هناك ظاهرة مشابهة لتفضيل الرجال الزواج من الدول العربية الأفقر، والزوجات من البلدان الفقيرة عادة يتعرضن لنسبة أعلى من العنف الأسري والقتل من عموم النساء في بلد الزوج، فالرجال من البلدان الغنية ما أرادوا زوجة من خلفية مسحوقة إلا لتكون مضطرة لاحتماله مهما أساء معاملتها وما عادت هناك امرأة من بلده تقبل بتلك المعاملة، ولذا سنت بعض البلدان قوانين خاصة لحماية الزوجات الأجنبيات، ففي كوريا الجنوبية تم منع الرجال المتورطين بالعنف الأسري من الزواج بالأجنبيات، وفي مجتمعنا بسبب ارتفاع الرفاه العام وتعزيز حقوق المرأة وتعليمها وعملها ووعيها ستزيد ظاهرة زواج الرجال بنساء الدول الفقيرة وسيزيد زواج النساء من الرجال الغربيين ويستمر العزوف عن الزواج وتصاعد الطلاق طالما استمرت سيادة الثقافة الزوجية التقليدية المشوهة التي لا ترى الزوجة مساوية للزوج بالماهية، وعبر الابتعاث والجامعات المحلية الدولية وطلابها الغربيين وأماكن العمل والسياحة صار هناك مجال لمقابلة النساء رجالاً غربيين وحصول الزواج، والمرأة الشرقية تفضل الزواج بالغربي الذي لديه موارد مالية ومكانة اجتماعية أقل من مواطنها لأن الأهم بالنسبة لها هو فلسفة نظرته ومعاملته للمرأة كشريك مساوٍ بالماهية مقابل النموذج المحلي الذي يفرض عليها أن تكون بمكانة السمع والطاعة الدونية وتتحمل أنواع التسلط والمعاناة المادية والمعنوية والحرمان من الحقوق لدرجة أن يحرمها زيارة والديها المحتضرين كما نسمع من أسئلة النساء ببرامج الإفتاء.