اقتصاد

وزير الطاقة: من تتهاوى مؤسساتهم بمغادرتهم.. نرجسيون.. لم ينجزوا شيئا !

حديث أبلغ من نصيحة محفزة لشابة واعدة

«عكاظ» (جدة) Okaz_online@

بين شابة مزهوة بوطنها العظيم، شغوفة بقيادته ومسؤوليه، ورجل دولةٍ مُحنكٍ داعمٍ للكفاءات الطموحة، كان الحوار العفوي الذي دار بين الموهوبة رشا الناجي، ووزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مشاركته بإحدى جلسات منتدى مسك الذي انعقد بالمملكة مؤخراً، الذي حمل في مضامينه دعماً قوياً لموهبة واعدة تتلمس خطى النجاح في وطن تتسارع فيه التنمية، وتمني النفس أن تكون جزءًا لا يتجزأ من جيل الرؤية وصُنّاع النجاح، قادها انبهارها بشخصية الوزير وطاقته إلى مطالبته بتبنيها قائلة: «أنا التقيت فيك قبل سنتين تقريبا بمناسبة فوزنا بـ(آيسف) ودعمتنا وحفزتنا وأعطيتنا أجمل الكلام إللي ممكن نسمعه. أنا اليوم هنا عشان أصحح خطأ فاتني. أنا طاقة عمري 19 سنة واستثمر فيني بلدي طوال سنوات دراستي؛ فأطلب من سموك.. فهل تتبناني الآن لمستقبل أكبر؟».

ليأتي ردّه عليها أنيقاً ذكياً يحمل في ثناياه رسالة عميقة لجيل يعوّل عليه في صناعة مستقبل المملكة، يعظم فيه شأن الدور المؤسساتي في تبني الكفاءات، وترسخ قيم المسؤولية وأمان المسؤول ودورهما في ذهنية المتابعين، حين قال لها «عندي ثقة واعتزاز وفخر أن عندي منظومة هي التي تتبناك أفضل مني».

ناصحاً إياها من منطلق أبوي مسؤول «ابنتي، لا تعولي على الأشخاص، عولي على العمل المؤسسي المستدام».

ويرى كثيرون أن الأبعد من هذه الرسالة للشابة الواعدة، كانت المضامين التي أراد ترسيخها لدى المسؤولين المؤثرين الطموحين منهم والنرجسيين المركزيين على حد سواء، في أن العمل المؤسساتي أكثر استدامة وأقوى تأثيراً من العمل الفردي، وأن المؤسسات باقية والمسؤولين راحلون، وما يجعل من غير المجدي التعويل على الأشخاص والأفراد أياً كانوا، وأن الإرث الحقيقي للمسؤول الناجح هو بناء المؤسسات المستدامة، وليس المؤسسات التي تعتمد على شخص أو فرد بعينه، واصفاً هذه المنظومة بقمة «النرجسية».

من جهة أخرى، يقول المتخصص في التواصل الداخلي والعمل الإداري معاذ المسلم: «حديث نفيس جدًا لوزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، فحينما يتوقف كل العمل بعد خروجك فلا تعتبر نفسك منجزًا، من هنا تأتي مسؤولية أن يكون هناك بناء متين وحوكمة وتخطيط واضح للتوجهات، إلى جانب تمكين الآخرين وإشراكهم، حتى لا يتهاوى البناء بعد خروج صاحبه».

وتفاعل مغردون مع حديث وزير الطاقة عن المركزية، واستعرضوا نماذج من المسؤولين الذين حققوا نجاحات لكنهم تعمدوا هدم ما بنوه لذات الأسباب، وقال الدكتور فهد الثنيان: «هناك عينات للأسف تخطط لذلك، لكي ينتصروا لأنفسهم بأنهم صح وغيرهم مخطئ، هؤلاء برأيي مرضى نفسيون للأسف».