كتاب ومقالات

المملكة شرقاً.. المملكة في كل الاتجاهات

حمود أبو طالب

مثّل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المملكة في اجتماعات قادة قمة العشرين في إندونيسيا بصفتها الدولة العربية الوحيدة في عضوية المجموعة، وكما شاهدنا في وسائل الإعلام كان معظم قادة المجموعة حريصين على لقائه والحديث معه بشكل ثنائي خلال جلسات القمة، بالإضافة إلى لقاءات أخرى بمشاركة الوفد السعودي مع بعض قادة الدول. كانت الأضواء مسلّطة على نشاطه الكثيف وأحاديثه المهمة وحضوره المؤثر.

بعد القمة انتقل ولي العهد إلى كوريا الجنوبية في زيارة لدولة تعتبر نموذجاً مبهراً للقدرة على التحول من دولة نامية إلى عملاق صناعي عالمي، دولة شاركتنا البناء في مرحلة الطفرة الأولى ونفذت مشاريع عالية الجودة. زارها الأمير ومعه حزمة من الاتفاقيات والاستثمارات المشتركة الضخمة بين أهم شركات البلدين في صناعات متقدمة وقطاعات استراتيجية، بينها مشاريع نوعية تنفذ لأول مرة في العالم.

غادر كوريا إلى تايلند مترئساً وفد بلاده في اجتماعات قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، وهي أول مشاركة للمملكة في هذا المنتدى الذي ينعقد في أشد الظروف العالمية حساسية، وكذلك ليبدأ زيارة رسمية لتايلند اجتمع خلالها مع رئيس وزرائها وملكها، ونوقشت ملفات مهمة في التعاون والاستثمارت المختلفة، وتمثّل زيارته بداية مرحلة جديدة في علاقات البلدين بعد انقطاع طويل لها، بعد زيارة رئيس وزراء تايلند قبل عدة أشهر.

حضور المملكة كدولة عربية وحيدة في تلك القمتين له دلالات مهمة جداً تتعلق بطبيعة سياستها مع العالم في مرحلتها الجديدة، واقتصادها القوي الذي يصعد بسرعة إلى القمة، وانفتاحها على كل الجهات التي تستطيع مشاركتها في تنفيذ خطط ومشاريع الرؤية الوطنية.

لقد تغيرت المعادلة، الدول القادرة على تنفيذ مشاريع الرؤية أصبحت هي التي تسعى إلى شراكات مع المملكة وتحرص على الحصول على فرصة المشاركة لأنها واثقة تماماً من مستوى جودة هذه المشاريع ووجود الحوكمة والبيئة القانونية والدعم والاقتصاد القوي. المملكة أصبحت دولة كبرى مؤثرة لا تستطيع التقوقع في القطب الغربي فقط، مصالحها أصبحت مع كل الأقطاب وفي كل الاتجاهات باتزان وموضوعية وبما يحقق مصالحها.

العالم تغير، والمملكة تغيرت بالشكل الذي يضمن لها أن تكون فاعلة ومؤثرة وصاحبة مشروع تنموي مادي وإنساني لا توجد منه نسخة مشابهة في دولة أخرى الآن. وعلى هذا الأساس أصبحت دول العالم تفهمها وتتعاون معها.