كرة القدم بديلاً عن الأمم المتحدة
الاثنين / 28 / ربيع الثاني / 1444 هـ الثلاثاء 22 نوفمبر 2022 00:59
عبداللطيف الضويحي
لستُ من المغرمين بكرة القدم أو المهووسين بفرقِها ولاعبيها، لكن ذلك لا يغير شيئاً من عالميتها وشعبيتها. فهي بحق معشوقة الملايين في مختلف قارات العالم. وهي المشترك الأكثر قابلية على توحيد الشعوب وتعارفها دون حواجز أو حدود. وهي الوحيدة ربما العابرة للصراعات والأحلاف والمحاور والقوميات والأيديولوجيات. إن كرة القدم هي اللغة الأولى المفهومة والأكثر تداولاً بين شعوب الأرض، بصرف النظر عن كل الخلفيات.
لقد كشفت لنا احتفالات كأس العالم 22، التي انطلقت في دولة قطر الشقيقة، التقارب الجميل جداً بين شعوب العالم والتشابه الكبير بين تلك الشعوب، رغم الصورة النقيضة الكئيبة التي رسمها ورسخها الإعلام، على اختلاف مشاربه، انعكاساً لمصالح قلة من النافذين والمتنفذين في كوكبنا.
إن الحملة الإعلامية السياسية الغربية الأوروبية المنتقدة لاستضافة دولة قطر لمونديال كأس العالم 22، هي مجرد رأس الجبل الجليدي الذي تضرب جذوره في عمق التاريخ من الثقافة الاستعمارية والعنصرية التي يحاول أن يتخفى أصحابها وراء مساحيق ومكياج حقوق الإنسان والمدنية والتحضر، دون جدوى، وهي الثقافة التي تحدث عنها رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو في مؤتمره الصحفي، قبل يوم من انطلاق كأس العالم في الدوحة، وهو يقول بشجاعة: «على أوروبا أن تقدم الاعتذار لـ3000 سنة قادمة بسبب ما قامت به خلال الـ3000 سنة الأخيرة قبل أن تعطي الدروس للآخرين». إن أغلب الصراعات التي يشهدها العالم اليوم هي محاولات مستميتة للدول الغربية لضمان استعمارهم كأحد الموارد الاقتصادية لهذه الدول الأوروبية ذات التاريخ الاستعماري مع تحديثهم المستمر لأساليبهم الاستعمارية.
إن استمرار الحروب والصراعات والمظالم التي ترتكب في عدد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية واللاتينية إلى يومنا هذا، يعكس بجلاء استمرار الاقتصادات الاستعمارية إلى يومنا هذا، وهو ما يحتم طرح تساؤلات حقيقية ومعمقة عن أسباب فشل وعجز الأمم المتحدة ومنظماتها عن بسط الأمن والسلم الدوليين! ألم تبرهن قرارات الأمم المتحدة ومنظماتها طوال العقود الماضية على أنها أداة لفرض الأمر الواقع، الذي غالباً ما يصنعه ويفرضه الأقوياء في أغلب الأحوال؟
ما الذي حققته الأمم المتحدة وأنظمتها ومنظوماتها في سبيل تقريب الشعوب والثقافات أكثر مما حققته وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي من تقارب بين الشعوب والثقافات، رغم التحفظات على بعض استخدامات وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي؟ هل تجاوز الزمن الأمم المتحدة وأنظمتها ومنظوماتها؟ هل أصبحت الأمم المتحدة جزءاً من التاريخ؟ هل أضحت قضايا البشرية وقضايا كوكب الأرض أكبر بكثير من قدرات الأمم المتحدة وأنظمتها ومنظوماتها وآليات عملها؟
هل انتهت صلاحية الأمم المتحدة وأنظمتها ومنظوماتها؟ هل يمكن أن يولد النظام العالمي الجديد، المتعدد الأقطاب المرتقب، الذي بدأت تتضح معالمه مع نشوب أزمة أوكرانيا أو قبلها بسنوات، في ظل وجود الأمم المتحدة الحالية وأنظمتها ومنظوماتها؟
إن تغيير الأمم المتحدة وتطوير أنظمتها ومنظوماتها حتمية تاريخية، لمواكبة حجم المتغيرات الدولية ودرء المخاطر المحدقة بالإنسان والبشرية وكوكب الأرض، تغييراً يتطلب الاقتراب أكثر من الشعوب، وليس أقرب من كرة القدم للشعوب، حيث شعبيتها المنقطعة النظير، وعالميتها الاستثنائية. أتمنى أن يتم توظيف نقاط قوة كرة القدم وشعبيتها في حل المنازعات والحروب في مناطق العالم، والضغط على أطراف النزاع حيثما كانت شعبية كرة القدم مهمة ومؤثرة في ذلك، بالإضافة إلى استثمار شعبية كرة القدم في قضايا التغير المناخي والحفاظ على البيئة، واللاجئين والمهاجرين والنازحين، والأمن الغذائي، والحفاظ على القيم والهويات البشرية والتصدي للاحتلال والاستعمار وأسلحة الدمار الشامل، من خلال استثمار عشاق كرة القدم بمساعدة ومؤازرة وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي في تحقيق الأمن والسلم والاستقرار بمعزل عن نفوذ الدول العظمى والقوى الإقليمية.
لقد كشفت لنا احتفالات كأس العالم 22، التي انطلقت في دولة قطر الشقيقة، التقارب الجميل جداً بين شعوب العالم والتشابه الكبير بين تلك الشعوب، رغم الصورة النقيضة الكئيبة التي رسمها ورسخها الإعلام، على اختلاف مشاربه، انعكاساً لمصالح قلة من النافذين والمتنفذين في كوكبنا.
إن الحملة الإعلامية السياسية الغربية الأوروبية المنتقدة لاستضافة دولة قطر لمونديال كأس العالم 22، هي مجرد رأس الجبل الجليدي الذي تضرب جذوره في عمق التاريخ من الثقافة الاستعمارية والعنصرية التي يحاول أن يتخفى أصحابها وراء مساحيق ومكياج حقوق الإنسان والمدنية والتحضر، دون جدوى، وهي الثقافة التي تحدث عنها رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو في مؤتمره الصحفي، قبل يوم من انطلاق كأس العالم في الدوحة، وهو يقول بشجاعة: «على أوروبا أن تقدم الاعتذار لـ3000 سنة قادمة بسبب ما قامت به خلال الـ3000 سنة الأخيرة قبل أن تعطي الدروس للآخرين». إن أغلب الصراعات التي يشهدها العالم اليوم هي محاولات مستميتة للدول الغربية لضمان استعمارهم كأحد الموارد الاقتصادية لهذه الدول الأوروبية ذات التاريخ الاستعماري مع تحديثهم المستمر لأساليبهم الاستعمارية.
إن استمرار الحروب والصراعات والمظالم التي ترتكب في عدد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية واللاتينية إلى يومنا هذا، يعكس بجلاء استمرار الاقتصادات الاستعمارية إلى يومنا هذا، وهو ما يحتم طرح تساؤلات حقيقية ومعمقة عن أسباب فشل وعجز الأمم المتحدة ومنظماتها عن بسط الأمن والسلم الدوليين! ألم تبرهن قرارات الأمم المتحدة ومنظماتها طوال العقود الماضية على أنها أداة لفرض الأمر الواقع، الذي غالباً ما يصنعه ويفرضه الأقوياء في أغلب الأحوال؟
ما الذي حققته الأمم المتحدة وأنظمتها ومنظوماتها في سبيل تقريب الشعوب والثقافات أكثر مما حققته وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي من تقارب بين الشعوب والثقافات، رغم التحفظات على بعض استخدامات وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي؟ هل تجاوز الزمن الأمم المتحدة وأنظمتها ومنظوماتها؟ هل أصبحت الأمم المتحدة جزءاً من التاريخ؟ هل أضحت قضايا البشرية وقضايا كوكب الأرض أكبر بكثير من قدرات الأمم المتحدة وأنظمتها ومنظوماتها وآليات عملها؟
هل انتهت صلاحية الأمم المتحدة وأنظمتها ومنظوماتها؟ هل يمكن أن يولد النظام العالمي الجديد، المتعدد الأقطاب المرتقب، الذي بدأت تتضح معالمه مع نشوب أزمة أوكرانيا أو قبلها بسنوات، في ظل وجود الأمم المتحدة الحالية وأنظمتها ومنظوماتها؟
إن تغيير الأمم المتحدة وتطوير أنظمتها ومنظوماتها حتمية تاريخية، لمواكبة حجم المتغيرات الدولية ودرء المخاطر المحدقة بالإنسان والبشرية وكوكب الأرض، تغييراً يتطلب الاقتراب أكثر من الشعوب، وليس أقرب من كرة القدم للشعوب، حيث شعبيتها المنقطعة النظير، وعالميتها الاستثنائية. أتمنى أن يتم توظيف نقاط قوة كرة القدم وشعبيتها في حل المنازعات والحروب في مناطق العالم، والضغط على أطراف النزاع حيثما كانت شعبية كرة القدم مهمة ومؤثرة في ذلك، بالإضافة إلى استثمار شعبية كرة القدم في قضايا التغير المناخي والحفاظ على البيئة، واللاجئين والمهاجرين والنازحين، والأمن الغذائي، والحفاظ على القيم والهويات البشرية والتصدي للاحتلال والاستعمار وأسلحة الدمار الشامل، من خلال استثمار عشاق كرة القدم بمساعدة ومؤازرة وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي في تحقيق الأمن والسلم والاستقرار بمعزل عن نفوذ الدول العظمى والقوى الإقليمية.