كتاب ومقالات

«فرسان».. الإنسان والمحيط الحيوي !

خالد السليمان

قبل حوالي ١٠ سنوات كتبت مقالاً أرجو فيه ألا تتحول جزر فرسان إلى منطقة سياحية بمعايير المشاريع السياحية السائدة في ذلك الوقت، حيث كانت معايير جودة الفندقة والسياحة ضعيفة ومستوى مشاريعها متواضعاً، ومما كتبته أن فرسان تستحق مشاريع بمعايير منتجعات عالمية بدلا من مشاريع الشقق المفروشة والنجوم المتدنية التقييم التي ستدمر بيئتها الطبيعية وتمس حياتها الفطرية!

السبب في ذلك أنني كنت ممن يمارسون رياضة الغوص في فرسان وأدرك جمال طبيعتها الخلابة التي لم تتعرض للعبث، وعندما أطلقت رؤية المملكة ٢٠٣٠ بما تضمنته من معايير بيئية عالية أكد عليها سمو ولي العهد قولاً وفعلاً تنفست الصعداء، فجزر فرسان لن تتعرض للعبث أو التلف!

اليوم أحتفي وأحتفل مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بانضمام جزر فرسان إلى برنامج الإنسان والمحيط الحيوي لتصبح أول محمية سعودية تنضم إلى برنامج (MAB)، مما يبرز حرص المملكة وجدية أعمالها في مجال حماية النظم البيئية الفريدة والتنوع الإحيائي!

هذا الإنجاز نتاج تضافر جهود العديد من الجهات الحكومية والجمعيات التطوعية التي تعاونت لاستكمال متطلبات ملف الانضمام الفنية، وهو منجز يبرز الدور الذي يقوم به المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، ويحقق الأثر البيئي وفي نفس الوقت يسهم في تشكيل الوعي المجتمعي بأهمية البيئة والحفاظ على التنوع الإحيائي، مما يزيد من مستوى ثقافة مشاركة المجتمع في جهود وأعمال حماية البيئة والحفاظ عليها كمسؤولية مشتركة ترفع من قيمة التنوع البيئي والجغرافي الثرية التي تملكها المملكة وتعزز فرص تحقيق مستهدفات الرؤية في إيجاد بيئة صحية ترفع مستوى جودة الحياة، وأن تكون المملكة عنواناً عالمياً لوجهة ذات خصائص جاذبة ومتنوعة!