السعودية.. التي أيقظت الشرق الأوسط !
الخميس / 30 / ربيع الثاني / 1444 هـ الخميس 24 نوفمبر 2022 01:25
محمد الساعد
لعل الكثير فهم ليلة أول من الأمس –إثر الانتصار السعودي على الأرجنتين- لماذا شُنت تلك الحرب الهائلة على السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، حرب بلا أخلاق وبلا فروسية، لم تستثنِ شيئاً، لا قيمة، ولا تاريخاً، ولا مشروعاً، ولا بنية اجتماعية، حاول شانوها هدم البلاد على رأسها.
أما كيف استطاع الأمير محمد بن سلمان مستلهماً نصائح وتوجيهات الملك سلمان تجنيب البلاد والعباد ويلات هذه الحرب فهذه معجزة لم يمكن لها أن تتحقق لولا الإرادة الصلبة والعقل الكبير والحكمة العميقة التي تمتلكها القيادة السعودية، كما أن الحاضن الشعبي السعودي كان وما زال مؤمناً بقيادته محافظاً على شرعيتها ملتفاً حولها.
السعودية ومعها دول الخليج العربي، حالة استثنائية من النجاح والتنمية المستدامة، في هذا الشرق الأوسط المبتلى بالحروب والفشل والأحلام الضائعة، نموذج سعودي أشعل فتيل الأمل في نفوس المحتفلين بالنصر السعودي، بعدما كاد «الخريف العربي» أن يعصف به، بل لقد فعل في العراق، وتونس، وليبيا، وسوريا، واليمن.
حرب غير مبررة أبداً، لكنها أيضاً قديمة قدم تأسيس البلاد، هدفت بالأساس لعرقلة المشروع السعودي ووأده الذي نشأ قبل 300 عام، أو على أقل تقدير تحجيمه، والحلول مكانه إن تمكنوا من ذلك.
الحرب الأكثر ضراوة في تاريخ السعودية شنت في السنوات الخمس الماضية، وشاركت فيها دول عظمى، وتنظيمات عابرة، وأعداء أقليميون، استهدفت مشروع الأمير محمد بن سلمان الذي اتجه نحو تحديث البنية الاجتماعية والاقتصادية وإعادة تموضع المملكة السياسي والأمني في الإقليم والعالم، الرؤية التي كشفت خلال فترة زمنية قصيرة حجم النهضة التي ستعمر السعودية وتعلي من سقفها في العالم.
تقول الحكمة: المشاريع العظيمة ما كان لها أن تتم دون مخاطرات كبرى، أما الحالمون بالتغيير والتحديث ونفض غبار السنين، فإنهم مضطرون لدفع فواتير الحُلم مسبقاً قبل أن يحصدوا نتائجه.
ألا نتذكر مشاركتنا في كأس العالم روسيا 2018، الكثير تألم، والكثير تشفى والكثير شمت، لم يكونوا يعلمون أن تلك فاتورة دفعت مقابل انتصار لاحق سيأتي بعد أربع سنوات من العمل، كان الإعداد والتصميم والتنظيم والانضباط هو ما حقق النصر.
ولذلك ستكون نيوم، والقدية، ومشاريع البحر الأحمر، والسودة، والطائف والحرمان الشريفان، وذا لاين، مثلها تماماً، سخروا منها، هاجموها، وسينبهرون لاحقاً من حجم نجاحها وتأثيرها عليهم.
كان محركهم لحرب السعوديين ليس الخوف عليهم ولا على مستقبلهم، بل الخوف من استيقاظ العملاق النائم، أو خروج العفريت المختبئ داخل القمقم، سمِّه ما شئت لكننا في نظرهم كذلك بل أسوأ.
لعل أهم ما في تلك الحرب وعي أعدائنا بمدى قدراتنا والعبقرية الكامنة في هذه البلاد، إمكانات كانوا يعرفونها تماماً بينما نحن غافلون عنها، أو ربما تمهلنا في إطلاقها للحياة، إمكانات ليس لها علاقة بالنفط ولا بالغاز ولا بأي مكامن لمعادن أخرى، بل عمادها «البدوي العبقري» الذي عاش معزولاً لخمسة آلاف سنة في هذه الصحارى القاحلة بلا مياه ولا موارد ولا الحد الأدنى من حاجات الحياة، ومع ذلك قاومها وتغلب عليها، مخترعاً معادلته الخاصة التي نهضت به: لا نخجل من أن نقول إننا لا نعرف هذه الطريقة في العمل، ولذلك نجلب أهم وأفضل الخبرات في العالم، والقاعدة الثانية: إننا ذهبنا بأنفسنا وأولادنا وبناتنا إلى أقصى العالم بحثاً عن العلم والمعرفة والخبرات المتراكمة، ثم عدنا بها وبنينا بلادنا.
اليوم تتحول الذائقة السعودية لتكون المفضلة في العالم العربي، بل وتنتشر في العالم أيضاً، في الغناء والطرب والكلمة واللهجة السعودية، استمتاعنا بالشتاء، «كشتاتنا»، رياضاتنا الشعبية، رقصاتنا، غنائنا الفلكلوري وشيلاتنا الشعبية، الكثير يحلم بأن يتذوق من دجاج «البيك»، أو يأكل الكبسة ويشرب القهوة السعودية، بل إن المرقوق والجريش وقرص الملة أضحت مقبولة ومطلوبة رغم تقليديتها.
السعودية تكاد تكون «أمريكا الشرق الأوسط»، بزخمها وثرائها المعرفي والثقافي والفلكلوري والآثاري، بقوتها الاقتصادية وطغيان تأثيرها الفني والرياضي، نعم يغار البعض منها، وربما يكرهها آخرون، لكنّ أحداً لا يستطيع الاستغناء عنها، فأمريكا المعزولة خلف محيطين استطاعت التأثير في العالم بالكوكا كولا والماكدونالدز، ومن أراد الفن عليه أن يذهب لهوليود، ومن أراد الثراء عليه أن يذهب لنيويورك، ومن أراد المعرفة عليه أن يذهب لجامعاتها، فما بالنا ونحن نعيش في محيط من البشر العرب والمسلمين لا يعزلنا عنهم شيء، وأصبحنا بارقة الأمل الوحيدة عندهم.
أما كيف استطاع الأمير محمد بن سلمان مستلهماً نصائح وتوجيهات الملك سلمان تجنيب البلاد والعباد ويلات هذه الحرب فهذه معجزة لم يمكن لها أن تتحقق لولا الإرادة الصلبة والعقل الكبير والحكمة العميقة التي تمتلكها القيادة السعودية، كما أن الحاضن الشعبي السعودي كان وما زال مؤمناً بقيادته محافظاً على شرعيتها ملتفاً حولها.
السعودية ومعها دول الخليج العربي، حالة استثنائية من النجاح والتنمية المستدامة، في هذا الشرق الأوسط المبتلى بالحروب والفشل والأحلام الضائعة، نموذج سعودي أشعل فتيل الأمل في نفوس المحتفلين بالنصر السعودي، بعدما كاد «الخريف العربي» أن يعصف به، بل لقد فعل في العراق، وتونس، وليبيا، وسوريا، واليمن.
حرب غير مبررة أبداً، لكنها أيضاً قديمة قدم تأسيس البلاد، هدفت بالأساس لعرقلة المشروع السعودي ووأده الذي نشأ قبل 300 عام، أو على أقل تقدير تحجيمه، والحلول مكانه إن تمكنوا من ذلك.
الحرب الأكثر ضراوة في تاريخ السعودية شنت في السنوات الخمس الماضية، وشاركت فيها دول عظمى، وتنظيمات عابرة، وأعداء أقليميون، استهدفت مشروع الأمير محمد بن سلمان الذي اتجه نحو تحديث البنية الاجتماعية والاقتصادية وإعادة تموضع المملكة السياسي والأمني في الإقليم والعالم، الرؤية التي كشفت خلال فترة زمنية قصيرة حجم النهضة التي ستعمر السعودية وتعلي من سقفها في العالم.
تقول الحكمة: المشاريع العظيمة ما كان لها أن تتم دون مخاطرات كبرى، أما الحالمون بالتغيير والتحديث ونفض غبار السنين، فإنهم مضطرون لدفع فواتير الحُلم مسبقاً قبل أن يحصدوا نتائجه.
ألا نتذكر مشاركتنا في كأس العالم روسيا 2018، الكثير تألم، والكثير تشفى والكثير شمت، لم يكونوا يعلمون أن تلك فاتورة دفعت مقابل انتصار لاحق سيأتي بعد أربع سنوات من العمل، كان الإعداد والتصميم والتنظيم والانضباط هو ما حقق النصر.
ولذلك ستكون نيوم، والقدية، ومشاريع البحر الأحمر، والسودة، والطائف والحرمان الشريفان، وذا لاين، مثلها تماماً، سخروا منها، هاجموها، وسينبهرون لاحقاً من حجم نجاحها وتأثيرها عليهم.
كان محركهم لحرب السعوديين ليس الخوف عليهم ولا على مستقبلهم، بل الخوف من استيقاظ العملاق النائم، أو خروج العفريت المختبئ داخل القمقم، سمِّه ما شئت لكننا في نظرهم كذلك بل أسوأ.
لعل أهم ما في تلك الحرب وعي أعدائنا بمدى قدراتنا والعبقرية الكامنة في هذه البلاد، إمكانات كانوا يعرفونها تماماً بينما نحن غافلون عنها، أو ربما تمهلنا في إطلاقها للحياة، إمكانات ليس لها علاقة بالنفط ولا بالغاز ولا بأي مكامن لمعادن أخرى، بل عمادها «البدوي العبقري» الذي عاش معزولاً لخمسة آلاف سنة في هذه الصحارى القاحلة بلا مياه ولا موارد ولا الحد الأدنى من حاجات الحياة، ومع ذلك قاومها وتغلب عليها، مخترعاً معادلته الخاصة التي نهضت به: لا نخجل من أن نقول إننا لا نعرف هذه الطريقة في العمل، ولذلك نجلب أهم وأفضل الخبرات في العالم، والقاعدة الثانية: إننا ذهبنا بأنفسنا وأولادنا وبناتنا إلى أقصى العالم بحثاً عن العلم والمعرفة والخبرات المتراكمة، ثم عدنا بها وبنينا بلادنا.
اليوم تتحول الذائقة السعودية لتكون المفضلة في العالم العربي، بل وتنتشر في العالم أيضاً، في الغناء والطرب والكلمة واللهجة السعودية، استمتاعنا بالشتاء، «كشتاتنا»، رياضاتنا الشعبية، رقصاتنا، غنائنا الفلكلوري وشيلاتنا الشعبية، الكثير يحلم بأن يتذوق من دجاج «البيك»، أو يأكل الكبسة ويشرب القهوة السعودية، بل إن المرقوق والجريش وقرص الملة أضحت مقبولة ومطلوبة رغم تقليديتها.
السعودية تكاد تكون «أمريكا الشرق الأوسط»، بزخمها وثرائها المعرفي والثقافي والفلكلوري والآثاري، بقوتها الاقتصادية وطغيان تأثيرها الفني والرياضي، نعم يغار البعض منها، وربما يكرهها آخرون، لكنّ أحداً لا يستطيع الاستغناء عنها، فأمريكا المعزولة خلف محيطين استطاعت التأثير في العالم بالكوكا كولا والماكدونالدز، ومن أراد الفن عليه أن يذهب لهوليود، ومن أراد الثراء عليه أن يذهب لنيويورك، ومن أراد المعرفة عليه أن يذهب لجامعاتها، فما بالنا ونحن نعيش في محيط من البشر العرب والمسلمين لا يعزلنا عنهم شيء، وأصبحنا بارقة الأمل الوحيدة عندهم.