ما الذي حلّ بدعاتنا الأفاضل ؟
الجمعة / 01 / جمادى الأولى / 1444 هـ الجمعة 25 نوفمبر 2022 01:35
عبدالله بن بخيت
بتأمل عميق يستطيع من عاش السنوات الأربعين الماضية أن يضع دعاتنا الأفاضل في ثلاثة أصناف، من الصعب الخروج عليها. اثنان في المائة أو ثلاثة في المائة من الدعاة أصحاب أجندات سياسية، ومثلهم في النسبة أصحاب مصالح وأطماع شخصية. كلا الفئتين الدين آخر همها. فئة الأجندة السياسية مكشوفة يعرفهم العقلاء وتعرفهم أجهزة الأمن وضحيتهم من يرى أن الأوهام ستتحقق تحت شعار (الإسلام هو الحل). أما دعاة المصالح الشخصية ستعرفهم من شعارهم (وأما بنعمة ربك فحدث) الذي يرفعونه في كل مناسبة ينفضح فيها مستوى دخلهم المادي: ولائم باذخة وعزائم وفلل فاخرة وتعدد زوجات وسفرات لبلاد الفقراء لإكمال الربع الرابع من دينهم بصغيرات السن. هذه الفئة تنشط في كل مكان فيه فلوس: مرافقة بعثات الحج، التوسط في الديات، الإشراف على التبرعات للنازحين والنازحات. ومن أهم سلوكياتها المراوحة بين فئة الأجندات المشبوهة وبين أغلبية الدعاة حسب ما تمليه المصلحة.
الفئة الثالثة التي تشكل حوالي خمسة وتسعين في المائة من دعاتنا الأفاضل تتشكل من المحليين. ثقافتهم قروية بسيطة وعلاقتهم بالعالم محدودة بالحارات أو القرى التي جاؤوا منها. لا يعني هذا افتقارهم للشهادات الكبرى كالدكتوراه ولكنها أوراق عبّئت بكلام يعاد ويكرر منذ ألف ومئتي سنة. لا يختلف حامل الدكتوراه منهم عن زميله المفحط السابق في مستوى الوعي والثقافة والمعرفة. سيطرت هذه الفئة على عموم الناس لا بسبب كثرتهم فقط ولكن بسبب خطابهم الطفولي والتهاويل المبتكرة أو المستوردة من كتب الوعّاظ والحكواتية القديمة. لا يرى الواحد منهم أي تناقض في التناقض. يعهر طالبات كليات الطب والممرضات وفي الوقت نفسه يحرّم على المرأة أن تذهب للمعالجة عند طبيب رجل. يتحدث عن أدب الرسول الكريم مع خصومه ويحث في خطبه على الاقتداء بسلوك الرسول والتأدب بأدبه وفي الوقت نفسه يستخدم أقذع الألفاظ عندما يتحدث هو عن خصومه. لا يحاكم بعقله أي قصة يغرفها من كتب التراث، فالجن يتزوجون من البشر والبشر يتزوجون من الجن والسحرة لا يضرون ولا ينفعون كما جاء في القرآن الكريم ولكنهم يستطيعون تحطيم الأسر والتفريق بين الزوج وزوجته، ويكرر في خطبه أن الساحر هدفه المال والثراء وفي الوقت نفسه يردد أن الساحر يعيش بين القاذورات وفي الخرائب. يخلع على المرأة لقب ملكة ثم يطالبها في الخطبة نفسها أن تطيع زوجها طاعة مطلقة كي لا تلعنها الملائكة وتُكبّ على وجهها في النار. ولم يسلم منهم حتى وعد الله في الجنة (لا عين رأت ولا أذن سمعت) ولكن هؤلاء قدموا تفاصيل التفاصيل عن الحياة الجنسية في الجنة دون أن ينكر عليهم أحد.
رسخ هؤلاء في عقول ووجدان ملايين الناس الارتباك والتناقض والخرافة. رسّخوا في قلوب الناس الشعور الدائم بالذنب. فقد كثير من الناس القدرة على التفكير السوي على مدى ثلاثة أجيال متعاقبة. هيأوا العقول على قبول التناقض والخرافة والأساطير باسم الدين، أصبح كثير من صغار السن لقمة سائغة لكل من يريد خدماتهم. وفّروا لأصحاب الأجندات السياسية الحصول على جنود مستعدين للتضحية بأرواحهم مجاناً.
صحيح أن مشكلتنا الأساسية كانت مع الإرهاب، ولكن مع هؤلاء الذين ملأوا كل زاوية من زوايا البلاد نحتاج إلى سنوات طويلة للتخلص من ثقافتهم واقتلاع ما تركوه في العقول.
الفئة الثالثة التي تشكل حوالي خمسة وتسعين في المائة من دعاتنا الأفاضل تتشكل من المحليين. ثقافتهم قروية بسيطة وعلاقتهم بالعالم محدودة بالحارات أو القرى التي جاؤوا منها. لا يعني هذا افتقارهم للشهادات الكبرى كالدكتوراه ولكنها أوراق عبّئت بكلام يعاد ويكرر منذ ألف ومئتي سنة. لا يختلف حامل الدكتوراه منهم عن زميله المفحط السابق في مستوى الوعي والثقافة والمعرفة. سيطرت هذه الفئة على عموم الناس لا بسبب كثرتهم فقط ولكن بسبب خطابهم الطفولي والتهاويل المبتكرة أو المستوردة من كتب الوعّاظ والحكواتية القديمة. لا يرى الواحد منهم أي تناقض في التناقض. يعهر طالبات كليات الطب والممرضات وفي الوقت نفسه يحرّم على المرأة أن تذهب للمعالجة عند طبيب رجل. يتحدث عن أدب الرسول الكريم مع خصومه ويحث في خطبه على الاقتداء بسلوك الرسول والتأدب بأدبه وفي الوقت نفسه يستخدم أقذع الألفاظ عندما يتحدث هو عن خصومه. لا يحاكم بعقله أي قصة يغرفها من كتب التراث، فالجن يتزوجون من البشر والبشر يتزوجون من الجن والسحرة لا يضرون ولا ينفعون كما جاء في القرآن الكريم ولكنهم يستطيعون تحطيم الأسر والتفريق بين الزوج وزوجته، ويكرر في خطبه أن الساحر هدفه المال والثراء وفي الوقت نفسه يردد أن الساحر يعيش بين القاذورات وفي الخرائب. يخلع على المرأة لقب ملكة ثم يطالبها في الخطبة نفسها أن تطيع زوجها طاعة مطلقة كي لا تلعنها الملائكة وتُكبّ على وجهها في النار. ولم يسلم منهم حتى وعد الله في الجنة (لا عين رأت ولا أذن سمعت) ولكن هؤلاء قدموا تفاصيل التفاصيل عن الحياة الجنسية في الجنة دون أن ينكر عليهم أحد.
رسخ هؤلاء في عقول ووجدان ملايين الناس الارتباك والتناقض والخرافة. رسّخوا في قلوب الناس الشعور الدائم بالذنب. فقد كثير من الناس القدرة على التفكير السوي على مدى ثلاثة أجيال متعاقبة. هيأوا العقول على قبول التناقض والخرافة والأساطير باسم الدين، أصبح كثير من صغار السن لقمة سائغة لكل من يريد خدماتهم. وفّروا لأصحاب الأجندات السياسية الحصول على جنود مستعدين للتضحية بأرواحهم مجاناً.
صحيح أن مشكلتنا الأساسية كانت مع الإرهاب، ولكن مع هؤلاء الذين ملأوا كل زاوية من زوايا البلاد نحتاج إلى سنوات طويلة للتخلص من ثقافتهم واقتلاع ما تركوه في العقول.