كتاب ومقالات

ستة.. خمسة

عبده خال

اليوم هو السادس من جمادى الأولى، وعلى طريقة (حدث في مثل هذا اليوم)، أُؤكد أن نوراً انبثق في هذا اليوم.

ويذهب يقيني إلى أن سراً عظيماً وُضع في خلق الرحمن ليكون بركة وماء للحياة.

هكذا أستشعر، إذ لا يعبر على الدنيا يوم من أيام الله إلا وكان به سرٌّ، أو فرحة، أو بشارة..

ولو ذهبنا إلى الاستقصاء، سنجد أن المعمورة رُزقت بغيث في كل مكان، ويصبح اليوم عيداً موزعاً بين الناس، بما ينتجه ذلك الكائن، كيف لا ونحن نستخرج من أرشيف الحياة تواريخ الشخصيات العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ من خلال إنسان هنا، وإنسان هناك.

ذلك الإنسان هو المؤثر أو كان مؤثراً في شخصية أو شخصيات يكون الواحد منهم هو المغير والمحول لمجرى التاريخ.

والشخصيات هي أدوات خلقها الله لأن تجدد تربة قلوب الكائنات، أو الأمكنة، أو الأحداث.

ولأني أكتب عن هذا اليوم تمجيداً لما حدث في الماضي من أحداث، ومواليد، وإنجازات، وإخفاقات، وأفراح، يمكن لكل منا تحديد فرحته بهذا اليوم.

ويمكن لهذا اليوم أن يكون احتفالية وطنية تؤسس لذكرى انتصار منتخبا الوطني على المكسيك والانتقال إلى الدور الثاني من كأس العالم.

ويمكن أن يصادف هذا اليوم ولادة إنسان ما، أو أن يكون أحدنا من مواليد هذا اليوم فيضيف على ذكرى مولده، ذكرى وطنية، وبعد عمر مديد يمكن أن يفاخر أنه من مواليد 6/‏‏5 حين انتصر منتخبنا الوطني وانتقل إلى الدور الثاني لكأس العالم للمرة الثانية.

وفي حرث لحقول التاريخ، عمدت إلى مراجعات كتب كثيرة حول هذا اليوم، منذ أن أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب باعتماد التاريخ الهجري بعد قصته مع أبي موسى الأشعري لتنظيم الرسائل باليوم والشهر والسنة، وأن يكون المحرم هو بداية السنة الهجرية التي وافقت سنة 622م.

وبموازاة التاريخين (الهجري والميلادي) وجدت أحداثاً، وشخصيات، ومواقع، وقصصاً، وانتصارات، وأفراحاً، وتجمعت لدي معلومات تصلح أن تكون كتاباً عنوانه ( ستة.. خمسة).

أخيراً، ما زلت على يقين أن هذا اليوم حدث فيه أمر عظيم؛ لكي يكون هو فرحة للدنيا.