كتاب ومقالات

إشعاع مهرجان سينمائي بلا مرايا

عبده خال

لا يزال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يشع بجماله في كل زاوية من زواياه، ومع ذلك الجمال بقيت وسائل الإعلام قاصرة عن تغطية أحداث المهرجان.

وهنا ليس لوماً لأحد وإنما ملاحظة استباقية لطالما كانت نقطة إعلامية جوهرية في كثير من المحافل الأدبية والفنية، وربما تكون هذه الملاحظة قاصرة في نظرتها لكون تلك الوسائل متعددة بحيث لا يستطيع الملاحظ إحصاءها؛ فكل من حضر التظاهرة الفنية في المهرجان هو أداة أو وسيلة إعلامية من خلال البث الخاص الذي يمارسه.

والملاحظة التي وقفت عليها هي الوسائل التقليدية التي لا تزال تغذي كل مواقع التواصل بموادها، ومصداقية ما يتم الارتهان إليه كحقيقة على أرض واقع الحدث، وربما نشأت ملاحظتي من كوني مبتهجاً بهذا المهرجان، وما قرأته من تغطيات إعلامية لا يتوازى مع تلك البهجة.

لا يزال المهرجان يبث أفراحه من خلال الأفلام المعروضة، وتبقت أفلام سوف تُعرض لاحقاً.. وإزاء المعروض من أفلام سعودية بحاجة إلى مراجعات فنية ليس للتقييم الفردي وإنما التقييم الجمعي لمعرفة درجة أو نسبة التفوق الفني عما سبق من إنتاج سينمائي، وأعتقد أن هذا التقييم يمكن النهوض به من قبل جميع المشاركين في الصناعة السينمائية، فما يبث في المهرجانات يعد جواز عبور للفيلم المعروض، وهذا يعني أن اللجان الفنية المعنية بإجازة الفيلم أو الأفلام المعروضة وصلت إلى قناعة بأن ذلك الفيلم وصل إلى الحد الجمالي المعقول ليتبنى المهرجان عرضه.

وفي أي حقل إبداعي تكون المراجعة هي طاقة شحن للوصول إلى ما يعتبر فيلماً سينمائياً جاذباً للجمهور، فالفيلم الذي يعرض لأسبوع أو أقل يعتبر (بمفهوم الشباك) غير ناجح.

وأكاد أجزم أن المعنيين بمهرجان البحر الأحمر يسعون إلى نجاحات لاحقة في ما يتم عرضه من أفلام، وهذه النية تستوجب الإحاطة السابقة واللاحقة بما يقدم من أفلام. وحين أتحدث عن المراجعات أتمنى على الإخوة المسؤولين عن المهرجان إقامة ندوات (بعد انتهاء المهرجان) لمعرفة درجة تقدم الفيلم السعودي عما سبق في الماضي، وهذه الندوات يتم تحريرها وتوزيعها على المنشغلين بصناعة السينما السعودية، وأعتقد أن هذه خطوة تتضامن مع الخطوات الأخرى لتحقيق النيات الحقيقية لخلق نمو مستمر في الفيلم السعودي.