أخبار

بكين تتهيأ لـ«التعايش» مع كوفيد

حزمة إجراءات «انفتاحية» تُقابل بارتياح شعبي وتثير تفاؤلاً دولياً

عقار زانتاك أثار عشرات آلاف دعاوى التعويض. (وكالات)

«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@

أعرب الصينيون عن ابتهاجهم الكبير أمس (الأربعاء)، إثر إعلان الحكومة الصينية أكبر تغييرات من نوعها في إستراتيجية صدّ نازلة فايروس كورونا الجديد، التي ظلت سارية منذ نحو 3 سنوات. ومن أبرز التدابير الجديدة السماح لمن تأكدت إصابته بكوفيد-19 بأن يعزل نفسه في منزله. وتشمل الإجراءات الجديدة إلغاء شرط الخضوع لفحص كورونا لمن يرغبون في السفر داخل محافظات البلاد الأكبر كثافة سكانية في العالم (1.4 مليار نسمة). واعتبرت «رويترز» هذه التغييرات أقوى دلالة على أن الصين تقوم بتهيئة مواطنيها للتعايش مع مرض كوفيد-19. وعلى رغم أن الحدود الصينية لا تزال مغلقة إلى حد كبير؛ إلا أن الصينيين ابتهجوا بالإجراءات الجديدة، واعتبروها خطوة مهمة في طريق عودة الصين إلى دورها الحيوي في التفاعل مع العالم. فقد طغت القرارات الجديدة على منصة ويبو الصينية للتواصل الاجتماعي أمس. وأبدى متداخلون كثر سعادتهم بإمكان عودتهم للأسفار الخارجية والسياحة. وقال محللون إن من شأن الإجراءات الجديدة تمكين ثاني أكبر اقتصاد في العالم من استعادة نشاطه بقوة، والمساهمة من جديد في نمو الاقتصاد العالمي. وتوقع بعضهم أن يعاد فتح كامل الحدود الصينية خلال سنة 2023. وجاءت القرارات الجديدة إثر اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ترأسه الرئيس شي جين بينغ (الثلاثاء). واستبقت الترتيبات الجديدة سلسلة من قرارات هيئات الحكم المحلي في المراكز الحضرية الكبرى، القاضية بتخفيف تدابير مكافحة الوباء العالمي. وسعت الحكومة الصينية إلى التقليل من شأن المخاوف من أن يؤدي تخفيف الإجراءات الوقائية إلى التسبب في موجة تفشٍّ فايروسي في البلاد. ونسبت صحيفة «بيجينغ ديلي»، الصادرة في العاصمة الصينية أمس، إلى مسؤول الطب التقليدي الصيني غو كيشياوهونغ قوله إن على الصين أن تقوم بتغيير مسمى كوفيد-19، ليكون ذلك مصداقاً للتحور الوراثي في فايروس كورونا الجديد، وأن بمستطاع المرضى ذوي الأعراض الخفيفة أن يتعافوا داخل منازلهم. ونصحت إدارة الغذاء والدواء التابعة لبلدية العاصمة بكين المواطنين أمس بعدم التكالب لاقتناء المؤن الغذائية، وأن يشتروا ما يلزمهم فحسب.

وفي نيويورك، أعلنت شركة فايزر الدوائية الأمريكية أنها قررت إقامة شراكة تجارية مع شركة كلير كريك بيو لتحديد دواء يمكن تطويره لصنع علاج لكوفيد-19 يتم تناوله بالفم. وكانت فايزر صنعت دواء باكسلوفيد، وهي أقراص يتم تناولها بالفم، لعلاج كوفيد-19 قبيل استفحال إصابته. ويتوقع المحللون الماليون أن تحقق مبيعات باكسلوفيد عائدات بنحو 22 مليار دولار خلال السنة الحالية. وبموجب الشراكة الجديدة ستدفع فايزر مبلغاً لم يعلن ومبالغ لاحقاً لتمكين شركة كلير كريك بيو من ابتكار الدواء الفموي المنشود، في مقابل أن تكون لها حصة كبيرة من عائدات بيع المنتج الجديد مستقبلاً.

وفي سياق آخر، أعلن مسؤولو وزارة الصحة والسكان في نيبال أمس أنهم مضطرون إلى التخلص من 4 ملايين جرعة من لقاح ساينوفاك الصيني، لم تحظ بإقبال يذكر من سكان نبيال. وأشارت صحيفة كاتمندو بوست أمس (الأربعاء)، إلى أن الصين منحت نبيال 4 ملايين جرعة من لقاح ساينوفاك في مارس الماضي. وذكرت الصحيفة أن خبراء صحيين نصحوا حكومة نيبال بلا جدوى بإبقاء هذه الكمية من اللقاح في أرفف مستودعاتها، في وقت يشهد فايروس كورونا الجديد تحورات وراثية متلاحقة لسلالاته، ما اضطر شركات صنع اللقاحات إلى إعادة النظر في تركيب لقاحاتها لتكون قادرة على التصدي للسلالات المتحورة الجديدة. وأوردت «كاتمندو بوست» أن مسؤولي وزارة الصحة لم يتلقوا أي إرشادات من منظمات تحظى بالمصداقية في شأن إمكان استخدام لقاح ساينوفاك باعتباره جرعة تنشيطية ضد كوفيد-19. لكن الخبراء النبياليين أقروا بأن لقاح ساينوفاك أنقذ كثيراً من الأرواح في نيبال إبان اجتياح سلالة دلتا أرجاء البلاد. ويقول مسؤولو وزارة الصحة والسكان إنهم لم يعد أمامهم خيار سوى التخلص من لقاح ساينوفاك الصين، لأنه لم يعد هناك أمل في أن يتقدم مواطنون نيباليون للحصول عليه.

وفي شأن آخر، تفادت شركات غلاكسوسميثكلاين البريطانية، وفايزر الأمريكية، وسانوفي الفرنسية آلاف الدعاوى القضائية ضدها، بعدما رفض قاض أمريكي ادعاء آلاف المتقاضين أن أقراص زانتاك لمعالجة «حرقان المعدة» تسببت في إصابتهم بالسرطان. وشطب قرار القاضي روبن روزينبيرغ، في محكمة ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، نحو 50 ألف دعوى أقيمت أمام المحكمة الفيديرالية. لكن القرار لا يمس عشرات الآلاف من دعاوى مماثلة أقيمت أمام محاكم الولايات. وقال محامو المتقاضين في بيان إنهم يتوقعون أن يطعنوا في قرار روزينبيرغ لدى محكمة أعلى. وقال مسؤول في شركة سانوفي إن قرار القاضي الأمريكي يخفض عدد القضايا المقامة على الشركات الدوائية بنحو 50%. وأعربت شركتا غلاكسوسميثكلاين وفايزر عن ارتياحهما للقرار القضائي المذكور. وكان دواء زانتاك تم فسحه في سنة 1983. وأضحى بحلول سنة 1988 أفضل الأدوية مبيعاً. وكان أول دواء تتجاوز مبيعاته مليار دولار سنوياً. وكان أصلاً مملوكاً لغلاكسوسميثكلاين، وبيع لاحقاً إلى شركتي فايزر الأمريكية وبوهرينغر إنغلهايم الألمانية، اللتين باعتاه لاحقاً لشركة سانوفي الفرنسية. وفي عام 2020 قررت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية سحب زانتاك من أرفف الصيدليات، بدعوى أن أبحاثاً أكدت أن المادة الرئيسية المكونة له تصبح غير مأمونة إذا تم تخزينه لفترة طويلة.

نزع طفل

من والديه

الرافضين نقل

دم «مطعّم» إليه!

أصدرت المحكمة العليا في نيوزيلندا أمس (الأربعاء)، حكماً ينقل حضانة رضيع من والديه إلى السلطات الصحية النيوزيلندية، بعدما رفض والداه إنقاذ حياته بعملية نقل دم مُطعّم بلقاح كورونا إليه. وأثار الحكم عاصفة من الاحتجاجات التي قادتها الجماعات النيوزيلندية المناهضة للقاحات. وقال الأطباء إن الرضيع «و»، البالغ من العمر أشهراً ستة لن ينجو من الموت إذا لم يخضع لجراحة عاجلة لتصحيح عيب خلقي في القلب. وقال والداه إنهما لن يوافقا على الجراحة إلا إذا تلقيا تأكيدات بأن الدم الذي سينقل إليه جاء من متبرعين لم يخضعوا للتطعيم بلقاحات كورونا. وقالت الجهات الصحية وبنوك الدم إن السماح للآباء برفض الدم غير المطعّم سيرسي سابقة خطيرة، تتيح للمرضى أن يختاروا الجهة المتبرعة بالدم. وقررت المحكمة العليا أن تنقل حضانة الرضيع «و» إلى جراح القلب الذي يشرف على معالجته. وخولتهما حق الموافقة على خضوعه للجراحة، وبقية الإجراءات التي تشمل ترتيبات نقل الدم. وستستمر الحضانة اعتباراً من أمس (الأربعاء)، إلى حين انتهاء الجراحة وخلال فترة النقاهة، على ألا يتجاوز ذلك يناير 2023 على أقصى تقدير. وقال الأبوان في مقابلات صحفية قبل قرار المحكمة إنهما يقران بأن رضيعهما بحاجة إلى جراحة تنقذ حياته، لكنهما لا يوافقان على نوع الدم الذي سينقله الأطباء إليه. وأشار القاضي في قراره إلى أن بنك الدم في نيوزيلندا قدم إلى المحكمة أدلة تثبت خلال الأشهر الستة الماضية زيادة كبيرة في عدد مرضى بحاجة إلى نقل دم يشترطون أن ينقل إليهم دم من متبرع لم يخضع للتطعيم بلقاحات كورونا.