أخبار

هل تعيد قمة واشنطن إحياء مفاوضات سد النهضة ؟

د. عباس شراقي

محمد حفني (القاهرة) okaz_online@

بمشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي و49 من القادة الأفارقة، تنطلق غداً (الثلاثاء) في واشنطن، القمة الأفريقية - الأمريكية التي يستضيفها الرئيس الأمريكي جو بايدن لمدة 3 أيام، لمواصلة تعزيز الرؤية المشتركة بشأن مستقبل العلاقات الأمريكية الأفريقية. وتعكس القمة التوجهات الأمريكية تجاه الشركاء الأفارقة في إطار من الاحترام المتبادل والمصالح والمبادئ المشتركة لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز المشاركة الاقتصادية والسلام والأمن، وتعزيز الأمن الغذائي.

وتركز الدبلوماسية المصرية على دعوة الولايات المتحدة للعب دور حاسم في استئناف مفاوضات سد النهضة المتوقفة منذ عام ونصف العام بين مصر والسودان وإثيوبيا.

وتأمل القاهرة في إطلاق تحرك دولي للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن أزمة السد الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل.

وكان الرئيس بايدن جدد دعم بلاده لأمن مصر المائي وحقوقها في نهر النيل، خلال لقائه الرئيس السيسي على هامش قمة المناخ، في أول زيارة يقوم بها إلى مصر منذ توليه منصبه، ودعا السيسي الولايات المتحدة إلى لعب دور مؤثر في حل تلك الأزمة.

وفي هذا السياق، لفت خبير المياه المصري الدكتور عباس شراقي إلى أن واشنطن تملك مفتاح حل أزمة سد النهضة، ولديها القدرة على الضغط على إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وإرادة سياسية جادة ضمن إطار زمني محدد. واعتبر أن القمة الأفريقية الأمريكية تمثل فرصة كونها قمة دولية تجمع الدول التي لديها تشابكات في أزمة السد.

وقال، إن الرئيس السيسي جدد خلال القمة العربية الصينية بالرياض مطالبه بإيجاد حل لتلك الأزمة، مشدداً على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين جميع الأطراف من أجل مياه نهر النيل.

وأفاد شراقي لـ«عكاظ»، أن إثيوبيا انتهت من الملء الثالث للسد في أغسطس الماضي، وتنوي الاتجاه إلى الملء الرابع خلال شهر يناير القادم، ما يؤكد عزمها المضي قدماً في تعنتها بالاستمرار في بناء السد، وهو ما يمثل أزمة مائية كبيرة لمصر وشعبها، لافتاً إلى أن تحريك مشكلة السد بين الدول الثلاث يسير ببطء شديد، رغم أن المفاوضات متوقفة تماماً منذ أبريل من العام الماضي، مؤكداً أن أديس أبابا ماطلت لكسب الوقت من خلال الإصرار على وساطة خبراء الاتحاد الأفريقي فقط.

وحذر شراقي من أن ينذر الفشل في تسوية الأزمة بنزاعات جديدة في المنطقة، مضيفاً أن وزارة الخزانة الأمريكية قادت جهود الوساطة بين مصر وإثيوبيا خلال المفاوضات السابقة. أما إدارة بايدن فقد غيرت النهج بتعيين مبعوث لها في القرن الأفريقي، ما يشير إلى دعم واشنطن للاحتياجات المائية المصرية.