فعل القراءة.. حاضرة المعرفة.. خاصرة الفطنة
الخميس / 21 / جمادى الأولى / 1444 هـ الخميس 15 ديسمبر 2022 02:09
د. رشيد بن حويل البيضاني كاتب سعودي RAlbaidhani@
قيل: «اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاث كتب جيدة»، قاله الأديب الشهير عباس محمود العقاد.. وأقول: القارئ ينتقي ويصطفي ويتذوق ويمضغ ويهضم، وليس حاطب ليل لا يميز الجيد من الرديء، ولا جائعاً يبتلع أي طعام.. إذن؛ كيف نجعل من «القراءة» سلوكاً راسخاً في حياتنا؟، ومتى نحوِّل مهارات القراءة الأساسية ومحتواها القرائي إلى «فعل قراءة» حقيقي؟.
•• •• ••
حين يسدل شغف المطالعة أستاره ويزحف داخل أعماقنا؛ ننسك بنجابة تلميذ محراباً مبنياً من حجارة شوقاً لحرف مشِيد ببلاغة كلمة.. وعندما نصاب بحالة إدمان إيجابي للكتاب؛ نعيد لأنفسنا إنسانيتنا المتصدعة بصراعات الدنيا وأشْقَائها، ونحيط أنفسنا بهالة من الحب والتمتع بأسفارها.. أما إن أردنا إصابة البهجة الآسرة المسترخية في مهد المعرفة؛ فلا بد أن نتهجى التعبير عن فطنة النضوج لنيل بيادر التعلُّم.
•• •• ••
بين اندفاع رشيق صوب خيوط ضوء القراءة، وإيقاع رعشة تسري بأبداننا رهبة الكتابة؛ سيكتب لنا التاريخ أعظم قصص المطالعة وتدوينها.. وبين اللذة والمعاناة، والنهم والاكتفاء، والإدمان والتخاذل؛ تنسم الكلمات التي قرآناها لأعماقنا مدويِّة دون أن تتثاءب أو تخاف من النضوب.. وبين تذوق القراءة ومعاناتها، وهوس الكتابة وسحرها؛ هوية تفاصيل مدهشة بنشوة فكرية حد الجنون، ولكنها تحمل عمقاً جذَّاباً وعبقاً فوَّاحاً.
•• •• ••
في خاصرة «القراءة» فرح وردي مشرق ونسيم موج بهي يحملان حكايات الاحتماء من شمس ساطعة تمد ضفائرها خلف سُطُوح الغمام.. وإذا شكونا من التصلب القرائي وانسداد مسامات الاطلاع وأصبحت القراءة شيئاً يزعجنا؛ فلا بد أن نخضع للتدخل الجراحي لتسليك شريان فكرنا.. أما إن أصابنا صداع مؤقت نتيجة الإفراط في القراءة؛ فلا خيار إلا اعتناق «اللوعة» لنجد في ألم الوصول للمعرفة لذة.
•• •• ••
وعند كلام «ماسون كولي»: «القراءة تمنحنا مكاناً آخر نذهب إليه عندما نضطر للبقاء في أماكننا»؛ حماية من أغلب مآسي الحياة.. وأولئك الذين جعلوا من إدمان القراءة جاثوماً؛ لم يسعوا لجمال المعرفة وأمانيها، ولم يستمتعوا بدفء المطالعة وأمانها، فبقوا في كوابيسهم.. فإذا عشنا في ذات مختبئة لم تستدعِ العِلم ولم ترشحه للظهور في أي لحظة؛ يصبح كل شيء لدينا دون طعم.
•• •• ••
حين يسدل شغف المطالعة أستاره ويزحف داخل أعماقنا؛ ننسك بنجابة تلميذ محراباً مبنياً من حجارة شوقاً لحرف مشِيد ببلاغة كلمة.. وعندما نصاب بحالة إدمان إيجابي للكتاب؛ نعيد لأنفسنا إنسانيتنا المتصدعة بصراعات الدنيا وأشْقَائها، ونحيط أنفسنا بهالة من الحب والتمتع بأسفارها.. أما إن أردنا إصابة البهجة الآسرة المسترخية في مهد المعرفة؛ فلا بد أن نتهجى التعبير عن فطنة النضوج لنيل بيادر التعلُّم.
•• •• ••
بين اندفاع رشيق صوب خيوط ضوء القراءة، وإيقاع رعشة تسري بأبداننا رهبة الكتابة؛ سيكتب لنا التاريخ أعظم قصص المطالعة وتدوينها.. وبين اللذة والمعاناة، والنهم والاكتفاء، والإدمان والتخاذل؛ تنسم الكلمات التي قرآناها لأعماقنا مدويِّة دون أن تتثاءب أو تخاف من النضوب.. وبين تذوق القراءة ومعاناتها، وهوس الكتابة وسحرها؛ هوية تفاصيل مدهشة بنشوة فكرية حد الجنون، ولكنها تحمل عمقاً جذَّاباً وعبقاً فوَّاحاً.
•• •• ••
في خاصرة «القراءة» فرح وردي مشرق ونسيم موج بهي يحملان حكايات الاحتماء من شمس ساطعة تمد ضفائرها خلف سُطُوح الغمام.. وإذا شكونا من التصلب القرائي وانسداد مسامات الاطلاع وأصبحت القراءة شيئاً يزعجنا؛ فلا بد أن نخضع للتدخل الجراحي لتسليك شريان فكرنا.. أما إن أصابنا صداع مؤقت نتيجة الإفراط في القراءة؛ فلا خيار إلا اعتناق «اللوعة» لنجد في ألم الوصول للمعرفة لذة.
•• •• ••
وعند كلام «ماسون كولي»: «القراءة تمنحنا مكاناً آخر نذهب إليه عندما نضطر للبقاء في أماكننا»؛ حماية من أغلب مآسي الحياة.. وأولئك الذين جعلوا من إدمان القراءة جاثوماً؛ لم يسعوا لجمال المعرفة وأمانيها، ولم يستمتعوا بدفء المطالعة وأمانها، فبقوا في كوابيسهم.. فإذا عشنا في ذات مختبئة لم تستدعِ العِلم ولم ترشحه للظهور في أي لحظة؛ يصبح كل شيء لدينا دون طعم.