القضية الأولى
الخميس / 21 / جمادى الأولى / 1444 هـ الخميس 15 ديسمبر 2022 23:51
أسامة يماني
«لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» شعار رفعته الحكومات ودفعت الشعوب العربية ثمن هذا الشعار البرَّاق الذي استخدم من أجل البقاء في السلطة وتكميم الأفواه ومحاربة الجيران وليس العدو الصهيوني الذي عاش بأمن وأمان واهتم بالتنمية والتحديث والتطوير.
شعار القضية الفلسطينية كذلك استخدمه الإخونجية، الذين زرعهم الإنجليز بهدف بث القلاقل والفتن. ولقد سعى الإخونجية من اليوم الأول لنشأتهم إلى الانقلاب على الملك، وقاموا بتأسيس نواة مليشيوية تحت مسمى النشاط الكشفي؛ سعيًا وراء السلطة وكرسي الحكم. فكانت ثمرة سعيهم شعارات برَّاقة غيَّبت الأمة وأضاعت فلسطين بدلاً من إنقاذها وتحريرها.
نضال الشعوب وتحرير أراضيها لا يقوم به الجيران، ولكن يقوم به الشعب الذي يتلظى بنار الاستعمار والاحتلال، والأمثلة كثيرة على ذلك سواءً شرقًا أو غربًا شمالًا أو جنوبًا؛ مثل فيتنام، الجزائر، وجنوب أفريقيا وغيرها.
الخطورة تكمن في ضياع البوصلة واختلاط الأوضاع حتى أصبحت القضية الفلسطينية قضية من لا قضية له.
لا شك أن القضية الفلسطينية قضية عادلة، تعاني من ازدواجية المعايير الغربية، التي ترغب في بقاء المنطقة في صراع وتحالفات تصب في مصلحة بقاء الهيمنة والسيطرة الغربية، ونهب موارد المنطقة وتهجير العقول إلى الدول الاستعمارية التي خلعت رداء الاستعمار القديم، ولجأت إلى أدوات جديدة استعمارية مثل حقوق الإنسان وحرية الإعلام والديموقراطية لبسط سيطرتها ونفوذها واستباحة خيرات المنطقة وبقائها بلا تنمية تستجدي السلم وسلام الضعفاء والمنهزمين؛ مثل اتفاق حماس والمليشيات التي تنطوي تحت جناحها مع إسرائيل على وقف إطلاق النار.
إن عدالة القضية الفلسطينية وحقها الشرعي في منع الاحتلال الاستيطاني، لا يجعلها القضية الأولى الأساسية للدول العربية تحت أي مسمى أو شعار أو أيديولوجية كتوظيف الباعث الديني واستخدامه كشعار ورفع شعارات مثل الجهاد المقدس الذي أضعنا فيه معنى الجهاد المقدس، وهو الجهد والعمل بكل أنواعه كجهاد النفس وترويضها على العمل والإنتاج وصناعة القوى.
قضية التحرير يجب أن تكون للفلسطينيين القضية الأولى، كما فعل أطفال انتفاضة الحجارة. لا أن ينتظر الفلسطينيون الجيوش العربية لتنخرط في قتال مع الكيان الصهيوني، هذا الانتظار هو الذي أضاع القضية الفلسطينية وأضاع التنمية في الدول العربية وخلق الانقسام والشقاق والفرقة في عالمنا العربي، وهو الهدف الأساسي والحقيقي الذي سعى له الاستعمار الحديث من خلق البؤرة الصهيونية في قلب الجغرافيا العربية.
العرب يجب أن يتعلموا من التأريخ ومن الأخطاء التي ارتكبت، فكل حروب الجيوش العربية من أجل تحرير فلسطين كانت وبالاً وخسارة وهزيمة. ونجحت مصر في حرب أكتوبر لأنها حرب تحرير أراضٍ مصرية.
الأمر الذي يجب أن يعرفه ويدركه القادة الفلسطينيون أن حرب الفنادق والميكرفون لن تفيد القضية، بل تفيد جيوب القادة والمنتفعين. لو قاطع الفلسطينيون العمل في إسرائيل وامتنعوا عن شراء المنتجات والتعامل الأمني واستخدام كافة أنواع المقاطعة لكانت القضية اليوم في طريقها للحل.
القضية الأولى لكل دولة عربية يجب أن تكون التنمية والحرب على الفقر والجهل والمرض. قضية التنمية والتطوير يخافها الأعداء ويسعون إلى إفشالها؛ لأن الهدف دائمًا الذي يرمي إليه الكارهون خلط الأوراق وإضاعة الأولويات والتركيز على الثانويات، فهل من مدّكر.
شعار القضية الفلسطينية كذلك استخدمه الإخونجية، الذين زرعهم الإنجليز بهدف بث القلاقل والفتن. ولقد سعى الإخونجية من اليوم الأول لنشأتهم إلى الانقلاب على الملك، وقاموا بتأسيس نواة مليشيوية تحت مسمى النشاط الكشفي؛ سعيًا وراء السلطة وكرسي الحكم. فكانت ثمرة سعيهم شعارات برَّاقة غيَّبت الأمة وأضاعت فلسطين بدلاً من إنقاذها وتحريرها.
نضال الشعوب وتحرير أراضيها لا يقوم به الجيران، ولكن يقوم به الشعب الذي يتلظى بنار الاستعمار والاحتلال، والأمثلة كثيرة على ذلك سواءً شرقًا أو غربًا شمالًا أو جنوبًا؛ مثل فيتنام، الجزائر، وجنوب أفريقيا وغيرها.
الخطورة تكمن في ضياع البوصلة واختلاط الأوضاع حتى أصبحت القضية الفلسطينية قضية من لا قضية له.
لا شك أن القضية الفلسطينية قضية عادلة، تعاني من ازدواجية المعايير الغربية، التي ترغب في بقاء المنطقة في صراع وتحالفات تصب في مصلحة بقاء الهيمنة والسيطرة الغربية، ونهب موارد المنطقة وتهجير العقول إلى الدول الاستعمارية التي خلعت رداء الاستعمار القديم، ولجأت إلى أدوات جديدة استعمارية مثل حقوق الإنسان وحرية الإعلام والديموقراطية لبسط سيطرتها ونفوذها واستباحة خيرات المنطقة وبقائها بلا تنمية تستجدي السلم وسلام الضعفاء والمنهزمين؛ مثل اتفاق حماس والمليشيات التي تنطوي تحت جناحها مع إسرائيل على وقف إطلاق النار.
إن عدالة القضية الفلسطينية وحقها الشرعي في منع الاحتلال الاستيطاني، لا يجعلها القضية الأولى الأساسية للدول العربية تحت أي مسمى أو شعار أو أيديولوجية كتوظيف الباعث الديني واستخدامه كشعار ورفع شعارات مثل الجهاد المقدس الذي أضعنا فيه معنى الجهاد المقدس، وهو الجهد والعمل بكل أنواعه كجهاد النفس وترويضها على العمل والإنتاج وصناعة القوى.
قضية التحرير يجب أن تكون للفلسطينيين القضية الأولى، كما فعل أطفال انتفاضة الحجارة. لا أن ينتظر الفلسطينيون الجيوش العربية لتنخرط في قتال مع الكيان الصهيوني، هذا الانتظار هو الذي أضاع القضية الفلسطينية وأضاع التنمية في الدول العربية وخلق الانقسام والشقاق والفرقة في عالمنا العربي، وهو الهدف الأساسي والحقيقي الذي سعى له الاستعمار الحديث من خلق البؤرة الصهيونية في قلب الجغرافيا العربية.
العرب يجب أن يتعلموا من التأريخ ومن الأخطاء التي ارتكبت، فكل حروب الجيوش العربية من أجل تحرير فلسطين كانت وبالاً وخسارة وهزيمة. ونجحت مصر في حرب أكتوبر لأنها حرب تحرير أراضٍ مصرية.
الأمر الذي يجب أن يعرفه ويدركه القادة الفلسطينيون أن حرب الفنادق والميكرفون لن تفيد القضية، بل تفيد جيوب القادة والمنتفعين. لو قاطع الفلسطينيون العمل في إسرائيل وامتنعوا عن شراء المنتجات والتعامل الأمني واستخدام كافة أنواع المقاطعة لكانت القضية اليوم في طريقها للحل.
القضية الأولى لكل دولة عربية يجب أن تكون التنمية والحرب على الفقر والجهل والمرض. قضية التنمية والتطوير يخافها الأعداء ويسعون إلى إفشالها؛ لأن الهدف دائمًا الذي يرمي إليه الكارهون خلط الأوراق وإضاعة الأولويات والتركيز على الثانويات، فهل من مدّكر.