أمير القصيم: المرجفون أعداء للسلم ينشرون الشائعة ويبثون الذعر والخوف
المضللون يستغلون التواصل الاجتماعي بحرب معلوماتية مغلوطة لتفكيك المجتمع
الثلاثاء / 26 / جمادى الأولى / 1444 هـ الثلاثاء 20 ديسمبر 2022 01:33
«عكاظ» (بريدة) okaz_online@
وصف أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، الإرجاف بأنه سلاح فتّاك مدمر للأمن، ويقوم على نشر الشائعة وإثارة اللغط، ولبثّ الذعر والخوف في المجتمع ليجد الإرهاب فرصته.
جاء ذلك خلال رعايته ندوة بعنوان: «الإرجاف.. المفهوم والأثر الاجتماعي»، التي أقيمت أمس الأول (الأحد)، بمشاركة أعضاء هيئة كبار العلماء وعدد من المختصين.
وأشار إلى أن الوطن الغالي في ظل قيادته كان جديراً بتصدر الصف في محاربة الإرجاف والقضاء على مسبباته عبر منهج نبوي كريم وطرق بحثية مميزة، مؤكداً أن المرجفين هم أعداء السّلم، ويخوضون في الفتن ويضخمون السيئ ويحقرون الجميل ويتلذذون بإحباط الناس وزرع الفرقة في كل زمان ومكان.
وأوضح أمير منطقة القصيم، أن الندوة هي الثانية لاستكمال ما تم من قبل، للوقوف بوجه المضللين وممارساتهم لإحداث الفتنة الذين يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي بحرب معلوماتية مغلوطة لتفكيك المجتمع عبر تشكيك الناس بمعتقداتهم وقيادتهم، بما يحقق مخططات خبيثة مدمرة وأجندات مشبوهة، مضيفاً أن وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت الكثير من التأثيرات وتضخيم الحدث، ونشر التدوينات عبر عدة حسابات، لافتاً الانتباه إلى أن هناك الكثير من الحسابات تدار من خارج الوطن، وتشكل خطورة في بثّ الشائعات والإرجاف وتسيء للوطن وقيادته، بل وتلقي بالاتهامات بدون وجه حق.
وأكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، خلال حديثه في الندوة، بأن الغالبية العظمى من قراء وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب والنشء ومن السهولة سرعة التأثير عليهم بل وإقناعهم وتغيير سلوكهم وتوجهاتهم، منوهاً بأهمية دور المشاركين بهذه الندوة الذين يمثلون الصفوة العلمية والفكرية التي يعول عليها بلورة الرؤى الثاقبة لوضع الحلول الناجحة للتعامل مع هذه المشكلة.
وشهدت الندوة مشاركة المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، الذي أشار إلى أن ما قامت عليه المملكة بتوجيه من القيادة بالعناية وبذل الجهد للمحافظة على أمن البلاد واستقرارها، مفيداً بأن الإرجاف يعد من أخطر ما تبلى به البلدان، وما نزل في محكم القرآن الكريم والأحاديث الشريفة حول الوعيد الشديد لأهل الإرجاف والشر والكيد للبلاد الإسلامية.
من جانبه، تطرق المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إلى خصائص المرجفين الذين يتحدثون عن الفاسدين والمنحرفين، ليوهموا السامع أن الثابتين على الحق قليل، مشيراً إلى أنهم دائماً ما يخطئون في قراءة الأحداث ويشوهون قراءة الواقع وتزوير التاريخ، موضحاً أن الإرجاف يكون في تكبير الأخطاء وتعظيم الزلات، واصفاً المرجف بأنه يتكلم عن الداء ولا يبالي بالدواء، ويقع على السلبيات ويصدّ عن الإيجابيات.
فيما شدد المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، على أن الإرجاف هو المرض المفسد للمودة القاضي على الثقة المظهر للعداوات، لا يقوم به إلا المنافقون، موضحاً أن الإرجاف هو نقل الأخبار الكاذبة التي تسبب اضطراباً بين الناس، مبيناً أن الإرجاف مفسدٌ للأمن وناشر للخوف والذعر، وأهمية مكافحة هذا الداء الذي يستهدف أمننا، من خلال خطباء الجوامع الذي يجمع الله لهم الناس يوم الجمعة، والكتابة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة هذا الداء الخبيث الذي ينخر بالمجتمع ويفسد فيه، كاشفاً أن المرجفين يستهدفون أولاً العقيدة كونها أغلى شيء، لأنهم يريدون شباب الأمة وزرع الفتن وتزييف الواقع وتهديد الأمن القومي وإضعافه.
من جانبه، أكد المستشار في رئاسة أمن الدولة اللواء المهندس بسام بن زكي عطية، أن مشاركة رئاسة أمن الدولة في الندوة، هو أن الدولة تستحق بأن يكون لها أمنها الرادع، مشيراً إلى أن جريمة الإرجاف تسقط الدول من خلال عدة أبعاد تشمل جانباً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً وغيرها من الجوانب، وأن الإرجاف يسكن في هذه الأبعاد ويتحرك إلى أبعاد أخرى، وهي زلزلة المجتمع، وخلخلة مقدرات الوطن، مضيفاً أن الإرجاف عندما يتحرك فهو يستهدف هدم أسس السلطة في مختلف مجالاتها القضائية والإعلامية والتعليمية، واختراق مضامين القوى، التي تعمل على اختراق العمق الاجتماعي.
التأصيل الشرعي أقوى سلاح شهدت الندوة مداخلات للدكتور فهد الشهراني من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أوضح فيها أن الإرجاف أبعد من قضية توليد شائعة الكذب إلى مفهوم القضايا والأحداث في وقت الفتن والأزمات والكوارث من الحاقدين لدوافع نفسية لبث الشائعات وإلقاء التهم، موصياً بالتأصيل الشرعي لأبناء الوطن، الذي هو سلاح لمواجهة الإرجاف، ودعوة للجهات المختصة للبحث خلف هذه المعرفات واستقطاب المختصين للحديث عن أثر الإرجاف وضرره على المجتمع والوطن.
وبين الدكتور خالد أبا الخيل من جامعة القصيم، أن أهل الإرجاف يشعرون بالخيبة، إذ إن الآيات الكريمة توعدت المرجفين الذين هم يسعون إلى نشر الشائعات بين أواسط المجتمع. وتطرّق الدكتور زايد الحارثي من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، إلى بعض من الجوانب الوقائية من الإرجاف من خلال التحصين الشرعي، والفكري، كاشفاً أهمية دور التواصل الاجتماعي في تعليم النشء وترسيخ الوسطية، مفيداً بأن التربية هي أساس راسخ مهم ليس ضد الإرجاف فقط إنما في الأمن. وبيّن الدكتور نايف الوقاع، أهمية البحوث العلمية في دراسة مفهوم الإرجاف ودوافعه البيئية التي يستهدفها لمواجهته والتقليل من آثاره، موضحاً أن مكمن الخطورة هو أن الإرجاف عماد الحرب، مشيداً بوعي المجتمع السعودي في هذا الجانب.