كتاب ومقالات

صُناع السعادة

أمل جلال

أمل حسن جلال amaljlal21@

يقضي معظم الناس حياتهم في البحث عن «السعادة»، والعلماء في السابق أحالوها للحظ، فالمحظوظ هو السعيد، لكن سقراط أكد أنه يمكن بالجهد البشري توفيرها ونحن من نصنعها وننشرها، فهي لا تُطلب بل تُصنع، ونحن من نصنع قوالبها بأنفسنا ولأنفسنا وللآخرين.

من خلال العقل والتفكير والمنطق نستطيع جلب السعادة، وهي فن اختيار المتع التي لا تضر الإنسان ولا تضر غيره وتؤدي لنماء روحه وجسده، وفي الثلاثينات أصبحت السعادة تدرس في أكبر الجامعات، فجامعة «هارفت» أصبحت تدرسها وتدرس كيفية العيش بالرضا عن الذات، وأقيمت مراكز لدراسة السعادة، وتجري بحوثاً حول العالم، والأصل أن يكون الإنسان سعيداً، لكن ظروف الحياة التي لا نستطيع التحكم فيها قد تؤثر على سعادتنا، وأظهر العلم أن ممارسة الرياضة ترفع من معدل هرمون السعادة لمدة 12 ساعة، وقضاء وقت ممتع مع الأسرة يضاعف هرمون السعادة 12 مرة، أما الشعور بالروحانية فيزيد قيمة لمعنى الحياة.

يقول الحطيئة:

ولست أرى السعادة جمع مال

ولكن التقي هو السعيد

فالسعادة الحقة هي مع الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول عن الصلاة: «أرحنا بها يا بلال»، فكل القلوب المنهكة شفاؤها ركعة بين يدي الله، والقلب الذاكر المطمئن سعيد كالبيت العامر بالأحبة مضاء تكتنفه المسرات، أما القلب المعرض بمعيشة ضنكاً كأنما يصعد في السماء كالبيت الخرب الذي لا حياة ولا راحة فيه.

إذن؛ نحن من نحدد عملية الرضى عن الذات بتوجيهها لمكانها الصحيح ووجهتها المشرقة بنور الإيمان، وعمارة القلب بالذكر، حتى يفوح عبقه بين أوردتنا، فيزهر الفرح.. اصنعوا تلك الوصفة وأبدعوا في أشكالها وصورها، ألا أن لها مذاقها الخالص الذي لا يشوبه حزن.