حتى هارون الرشيد قدسوه !
الخميس / 28 / جمادى الأولى / 1444 هـ الخميس 22 ديسمبر 2022 23:56
عبد الله بن بخيت
شعار زرعه مدرس خامسة ابتدائي وكرّسه صريخ دعاتنا الأفاضل فرفع هارون الرشيد من حاكم إلى مقدس. ما أهمية إنسان يحج عاماً ويغزو عاماً. أبسط تحليل موضوعي لهذين العملين تسيء لهارون الرشيد لا ترفعه. ما الذي يعنيني كواحد من رعاياه أن يحج مرة كل عامين.
ما هي ظروف السفر آنذاك. لن يركب طائرة مقلعاً من بغداد، خلال ساعة يكون في جدة وبعد ساعة أخرى يكون في مكة وبعد أربعة أيام يكون في قصره في بغداد يؤدي واجباته. في زمن هارون الرشيد لا توجد طائرة خاصة ولا توجد درجة أولى ولا حتى درجة أفق. الحجاج متساوون في السفر. إما على الأقدام أو على ظهر بعير. لماذا يترك الحاكم عمله ستة أشهر ويذهب إلى الحج. ما المغزى من المبالغة في أداء فريضة يكفي أن يؤديها المؤمن مرة واحدة العمر كله. لماذا يرددها أستاذ خامسة ابتدائي ودعاتنا الأفاضل كأنها واحدة من إنجازات الرشيد التي غيّرت مجرى التاريخ. بالنظرة المتعقلة يتوجب نقده على هذا التصرف الدعائي لا مدحه. لم يفكر دعاتنا الأفاضل ولا أستاذ التاريخ في خامسة ابتدائي في تكاليف رحلة معقدة كهذه على حاكم في ذلك الزمن. هل سيدفعها من بيت مال المسلمين؟
في مقالي الأسبوع الماضي تحدثت عن عصر الرشيد. حاولت أن أبيّن للحالمين ومقدّسي الماضي أن الحياة في ذلك الزمن صعبة، لا تشبه بأي صورة من الصور حياتنا اليوم. جعلت حياة الرشيد وقصره الأسطوري كما شاهدنا في المسلسلات نموذجاً للمقارنة بين الحياة في ذلك الزمن وحياة الإنسان العادي في زماننا هذا. لو خيّر الرشيد بين العيش في قصره آنذاك وبين العيش في شقة في حواري بغداد الشعبية اليوم لفضل الشقة، بل لانتزعها من أصحابها بالقوة وأضافها أستاذ خامسة ابتدائي ودعاتنا الأفاضل لغزواته المظفرة. شقة فيها (كهرباء، مكيفات، حمامات، صابون وشامبو، وماء جارٍ.. الخ) أفضل من قصر منيف يفتقر للصابون والشامبو. من يحلم أن يكون من رعايا الرشيد ليتمتع بالغزو والأمجاد عليه أن يستعد هو وأسرته للاستنجاء والاستجمار يومياً على ضفتي نهري دجلة والفرات أو في الخلاء إذا كان يسكن بعيداً عن النهرين.
الشتائم التي تلقيتها في تويتر تعليقاً على مقالي الأسبوع الماضي تعكس أن نظرة هؤلاء المتعصبين والمتطرفين للتاريخ وحنينهم له ليست دينية وإنما نظرة إمبريالية. تمجيدهم للرشيد لا يستند إلى تطلع ديني أو تنموي ولا يتصل برفاهية مواطنيه. عندما نردد بفخر عبارته الشهيرة (أمطري أنى شئت فخراجك سيعود إلي) نقرأ هذه العبارة من منظور العظمة التي بلغها هذا الحاكم وسعة الأراضي التي يسيطر عليها. لا نسأل أين تذهب الأموال التي يجنيها من هذه الغيوم البعيدة. تعمي قلوبنا عن رؤية الحق رغبة استعمارية. لا ينتقدون حياة الرشيد الغاطسة في الرفاهية ولا غزواته بلاد الآخرين يكفيه مجداً في نظرهم أن خاطب زعيم الروم كما أخبرنا أستاذ خامسة ابتدائي ودعاتنا الأفاضل (من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم. قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه). من الواضح أن هذا الشتم هو كل ما تعلموه من التاريخ أو كل ما يريدونه من التاريخ. أكثر من ثلاثمائة تعليق على مقالي المعلق في تويتر امتلأت بالشتم والتعيير والعنصرية. اقرأ هذه التغريدة من أحدهم وسترى حجم المرارة الراسبة في نفوس هؤلاء المبرمجين: (عندي سؤال محيرني الآن العلمانيين العرب ينظفوا أنفسهم مثل ما أمرنا الإسلام كما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية أم يعيشوا كأسيادهم الغربيين ويمارسون قذارتهم، وهل يربون أبناءهم على الصلاة والأخلاق الفضيلة أم يريدونهم أن يصبحوا سرابيت وداشرين مثلهم). من يقول إن الصحوة انتهت يدخل على هذا الرابط ويقرأ التعليقات (https://twitter.com/a4bakeet)
ما هي ظروف السفر آنذاك. لن يركب طائرة مقلعاً من بغداد، خلال ساعة يكون في جدة وبعد ساعة أخرى يكون في مكة وبعد أربعة أيام يكون في قصره في بغداد يؤدي واجباته. في زمن هارون الرشيد لا توجد طائرة خاصة ولا توجد درجة أولى ولا حتى درجة أفق. الحجاج متساوون في السفر. إما على الأقدام أو على ظهر بعير. لماذا يترك الحاكم عمله ستة أشهر ويذهب إلى الحج. ما المغزى من المبالغة في أداء فريضة يكفي أن يؤديها المؤمن مرة واحدة العمر كله. لماذا يرددها أستاذ خامسة ابتدائي ودعاتنا الأفاضل كأنها واحدة من إنجازات الرشيد التي غيّرت مجرى التاريخ. بالنظرة المتعقلة يتوجب نقده على هذا التصرف الدعائي لا مدحه. لم يفكر دعاتنا الأفاضل ولا أستاذ التاريخ في خامسة ابتدائي في تكاليف رحلة معقدة كهذه على حاكم في ذلك الزمن. هل سيدفعها من بيت مال المسلمين؟
في مقالي الأسبوع الماضي تحدثت عن عصر الرشيد. حاولت أن أبيّن للحالمين ومقدّسي الماضي أن الحياة في ذلك الزمن صعبة، لا تشبه بأي صورة من الصور حياتنا اليوم. جعلت حياة الرشيد وقصره الأسطوري كما شاهدنا في المسلسلات نموذجاً للمقارنة بين الحياة في ذلك الزمن وحياة الإنسان العادي في زماننا هذا. لو خيّر الرشيد بين العيش في قصره آنذاك وبين العيش في شقة في حواري بغداد الشعبية اليوم لفضل الشقة، بل لانتزعها من أصحابها بالقوة وأضافها أستاذ خامسة ابتدائي ودعاتنا الأفاضل لغزواته المظفرة. شقة فيها (كهرباء، مكيفات، حمامات، صابون وشامبو، وماء جارٍ.. الخ) أفضل من قصر منيف يفتقر للصابون والشامبو. من يحلم أن يكون من رعايا الرشيد ليتمتع بالغزو والأمجاد عليه أن يستعد هو وأسرته للاستنجاء والاستجمار يومياً على ضفتي نهري دجلة والفرات أو في الخلاء إذا كان يسكن بعيداً عن النهرين.
الشتائم التي تلقيتها في تويتر تعليقاً على مقالي الأسبوع الماضي تعكس أن نظرة هؤلاء المتعصبين والمتطرفين للتاريخ وحنينهم له ليست دينية وإنما نظرة إمبريالية. تمجيدهم للرشيد لا يستند إلى تطلع ديني أو تنموي ولا يتصل برفاهية مواطنيه. عندما نردد بفخر عبارته الشهيرة (أمطري أنى شئت فخراجك سيعود إلي) نقرأ هذه العبارة من منظور العظمة التي بلغها هذا الحاكم وسعة الأراضي التي يسيطر عليها. لا نسأل أين تذهب الأموال التي يجنيها من هذه الغيوم البعيدة. تعمي قلوبنا عن رؤية الحق رغبة استعمارية. لا ينتقدون حياة الرشيد الغاطسة في الرفاهية ولا غزواته بلاد الآخرين يكفيه مجداً في نظرهم أن خاطب زعيم الروم كما أخبرنا أستاذ خامسة ابتدائي ودعاتنا الأفاضل (من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم. قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه). من الواضح أن هذا الشتم هو كل ما تعلموه من التاريخ أو كل ما يريدونه من التاريخ. أكثر من ثلاثمائة تعليق على مقالي المعلق في تويتر امتلأت بالشتم والتعيير والعنصرية. اقرأ هذه التغريدة من أحدهم وسترى حجم المرارة الراسبة في نفوس هؤلاء المبرمجين: (عندي سؤال محيرني الآن العلمانيين العرب ينظفوا أنفسهم مثل ما أمرنا الإسلام كما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية أم يعيشوا كأسيادهم الغربيين ويمارسون قذارتهم، وهل يربون أبناءهم على الصلاة والأخلاق الفضيلة أم يريدونهم أن يصبحوا سرابيت وداشرين مثلهم). من يقول إن الصحوة انتهت يدخل على هذا الرابط ويقرأ التعليقات (https://twitter.com/a4bakeet)