كتاب ومقالات

الشركات والتركات العائلية

ماجد قاروب

كل الشكر والتقدير لجهود المركز الوطني للمنشآت العائلية على الجهود الدائمة والمتواصلة لخدمة مجتمع الأعمال السعودي والشركات والمنشآت العائلية.

برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، غرفة الشرقية تميز دائم ومتواصل عبر الزمن في خدمة مجتمع الأعمال بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص بتناغم كبير في إعداد الفعاليات مع غرفة الأحساء وآخرها منتدى استدامة الشركات العائلية.

متحدثو المنتدى كانوا نخباً نوعية بذلت جهوداً نوعية لإعداد ورقة عمل لموضوع الاستدامة خاصة شركة KPMG قدمتها د.نوف أبو خضير.

د. لمى السليمان تحدثت في الجلسة الحوارية عن حقوق وواجبات المرأة ودور الرجل في تمكينها في مباشرة حقوقها والعلم والإلمام بها، وأن الوضوح والشفافية من أهم أسباب الحد من الخلافات داخل الشركات العائلية.

دور ومكانة المحامي والمستشار القانوني كانا محل نقاش كبير ومؤثر وعميق تراوح بين أقصى نظرة سلبية وأخرى إيجابية وكل له أسبابه الجديرة بالأخذ في الاعتبار، ولعل في إطلاع مجتمع الأعمال على لائحة سلوك المحامين السبيل إلى إعادة صياغة العلاقة مع المحامين بشكل عام.

المؤسس هو المسؤول الأول والوحيد عن ترتيب أوضاع العائلة والشركات والأعمال فإما أن يؤهل كل شيء لتعاقب سلس للأجيال أو أن يورثهم الخلافات والقضايا.

عدالة التعامل بين الأبناء وأمهاتهم وإعطاء الحقوق بكل شفافية وإكرام الأبناء الذين ساهموا في مسيرة الكفاح والبناء هو القرار الأهم الذي يتخذه المؤسس لتجنب الخلافات بين الورثة.

وجود مستشار قانوني أو إدارة قانونية معتبرة الخبرات والقدرات وتشرف على أعمال الحوكمة والامتثال والالتزام لتكون ثقافة حقيقية وليست مجرد أوراق شكلية بعيدة عن التطبيق من أهم عناصر الاستقرار والاستدامة للأعمال والشركات.

التفريق بين المستشار القانوني للأعمال عن المستشار القانوني أو المحامي الخاص بالعائلة من أهم عوامل تعاقب الأجيال واستمرار الأعمال، وبالتالي فإن الثقافة الحقوقية من أهم مرتكزات الاستدامة.

الشركات العائلية أهم وأقوى من جميع شركات الأعمال، ولدى جميع الأفراد الرغبة في استمرارها؛ لأنها تحمل اسم ولقب ومكانة العائلة، وهذه من أهم أسباب خلافات الورثة.

واقع نعلمه الكل يظل صامت في وجود المؤسس؛ لأنه من يقوم بالصرف والإدارة، والكل يقاتل على ما يعتقد أنه من حقوقه في المال والإدارة والسيطرة والمكانة الأدبية بعد وفاته، وينسى أن كل ذلك معلق شرعاً على حصر التركة وسداد ديونها وإخراج الوصية إن وجدت، وبالتالي لا حقوق له قبل ذلك، وهنا بداية الخلاف الذي يظهر من لحظة الوفاة، وكان قبل ذلك دفيناً في القلوب والعقول.

أيها المؤسس أو كبير العائلة هل وصلتكم الرسالة؟ تذكر واعتبر من شركات عائلية اندثرت، ومن تركات وحقوق معلقة لأكثر من 30 عاماً لورثة نسوا سداد ديونك وتنفيذ وصيتك وانشغلوا عنك بسبب تقصيرك في حق نفسك قبلهم.

الثقافة الحقوقية وثقافة العيب وتأجيل حسم الخلافات ومناقشتها خلال حياة المؤسس من أهم أسباب النزاعات.