كتاب ومقالات

محمود سفر.. رحمه الله تعالى

حسين شبكشي

انتقل إلى رحمة الله تعالى منذ أيام قليلة معالي الدكتور محمود سفر وزير الحج الأسبق والقامة الوطنية الكبيرة وأحد أهم الأيقونات التعليمية في مجال التعليم الجامعي والإدارة. عرف عن الراحل الكبير سيرته العطرة ونهجه الإداري الصارم وشخصيته الاجتماعية الودودة وحضوره المحترم ومساعدته بالأسلوب اللائق والمهذب لكل من طلب منه النصيحة أو المشورة أو المساعدة. ولعله كان لافتاً جداً حجم وعفوية التعازي على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل عدد غير بسيط من طلبته السابقين، إبان فترة عمله المميزة في جامعة الملك سعود، أبدوا فيها امتنانهم على الفترة التي عرفوا الراحل فيها وأشادوا بشخصيته وأخلاقه الراقية.

ترك الراحل سمعة عطرة خلال الفترة التي قضاها في العمل الجامعي وكانت بعد ذلك محطته الأبرز عندما كلف بتولي وزارة مهمة كوزارة الحج وهي وزارة خدمية في المقام الأول، إضافة لكونها وزارة فريدة من نوعها لا مثيل لها في أي دولة أخرى حول العالم، تسعى الدولة من خلالها إلى تطوير الخدمات وتحسين الوسائل وتقديم الإمكانيات لأجل تيسير مناسك ضيوف الرحمن. وقدّم الراحل خلال توليه الوزارة العديد من الأفكار المميزة والمؤثرة والفعّالة والتي كان لها مساهمة حقيقية في إزالة الكثير من العقبات بشكل واضح جداً. كان الرجل في كافة مهماته التي كلف بها والمناصب التي تولاها يعكس تفاصيل شخصيته فهو كان يحترم المشورة وأخذ الآراء ويتبع النهج العلمي في العمل الإداري عبر خطط مليئة بالأهداف المنشودة ووسائل وأساليب تحقيقها. كان حاداً وجاداً وصارماً في أسلوبه الإداري ويبتعد عن أي مجال للمجاملات أو ما يمكن أن يعطّل العمل، فحسّه المسؤول الدائم كان دافعاً مستمراً لا يتوقف للإنجاز وإتمام المهمة. ظل الرجل بعد خروجه من العمل الوزاري مواصلاً على الوفاء بالتزاماته الاجتماعية المختلفة وحضوره المحترم في كافة المجالس التي كان يتواجد فيها ولا يبخل فيها على كل من ينشد منه المشورة أو يتطلع إلى نصيحة أو يطلب منه الرأي.

ظل سنوات متواجداً بين أحبابه لا مساس لسيرته العطرة لآخر يوم في عمره. في السنوات الأخيرة من حياته تسبب المرض في غيابه بالتدريج عن الناس حتى توفاه الله تعالى. رحم الله تعالى معالي الدكتور محمود سفر الذي رحل عن دنيانا تاركاً سيرة عطرة وسمعة طيبة ستجعل كل من عرفه أو سيسمع عنه يترحم عليه ويدعو له. إنا لله وإنا إليه راجعون.