حداد.. عالج المسافة بين «المحرّق» و«سيهات» بماء الكلام
بعيداً عن تصيّد التفاعيل والبحور..
الأربعاء / 18 / جمادى الآخرة / 1444 هـ الأربعاء 11 يناير 2023 03:14
علي الرباعي (القطيف) Al_ARobai@
لكأنما الشاعر البحريني قاسم حداد قصيدة لا تنتهي، فالخزين اللغوي الثرّ، والإلقاء الفخم المهذّب، والقامة المحترمة لقارئها وسامعها، عوامل مغذية للشجن، آسرةٌ للذائقة، موقدة للأحاسيس، موقظة للروح؛ لكي تلتفت لما يحيط بها من جماليات، وتنتبه لما وراء السياقات من معانٍ مكنونة تفوق المبثوثة في فضاء (سيهات) التي لم ترو نخيل مسائها من ماء الكلام، المنساب من جداول الحُبِّ، الذي عالج المسافة بين المحرّق والقطيف.
ورغم أن صاحب (لستُ ضيفاً على أحد) قادمٌ من (البحرين) إلا أن بحاره كثيرة، فهو شاعرٌ يتجاوز ذاته، وكلما أوغل في زرقته؛ أنتج شعراً لا يتصيّد التفاعيل ولا يخضعُ لأوزان البحور، بل يرفو ثقوب الروح، ويخفف نزف القلوب، محاولاً تطبيب العالم بالكلمات، وتطييب المسارات بالورد واللؤلؤ.
كان توأم (طرفة بن الوردة) ضيفاً ومضيفاً، في ملتقى (الفنار الثقافي) في سيهات؛ وبنى كعادته جسور الاتصال الحضاري والإنساني؛ عبر مفردة يشتقها من جغرافية اللغة، وتاريخ المعنى، ليضعك في بيته، فتشعر بالدفء، والتصالح، في حضرة الحُبِّ؛ (قُلْ هُوَ الحُبُ
هَوَاءٌ سَيِّدٌ، وزُجَاجٌ يَفْضَحُ الرُوحَ وتَرْتِيلُ يَمَامْ.
قُلْ هُوَ الحُبُ
ولا تُصْغِي لِغَيرِ القَلْبِ،
لا تَأخُذُكَ الغَفْلَةُ،
لا يَنْتابُكَ الخَوْفُ عَلى مَاءِ الكَلامْ.
قُلْ لَهُمْ فِي بُرْهَةٍ
بَينَ كِتابِ اللهِ والشَّهْوَةِ
تَنْسَابُ وَصَايَاكَ
ويَنْهالُ سَدِيمُ الخَلْقِ فِي نَارِ الخِيامْ.
قُلْ لَهُمْ،
فِيْمَا يَنَامُوْنَ عَلى أَحْلامِهمْ،
سَتَرى فِي نَرْجِسِ الصَحْراءِ
فِي تَرْنِيْمَةِ العُوْدِ وغَيمِ الشِعرِ سَرْدَاً وانْهِدَامْ.
قُلْ هُوَ الحُبُ
ومَا يَنْهارُ يَنْهارُ، فَمَا بَعْدَ العَرَارْ
غَيْرُ مَجْهُوْلِ الصَحَارَى وتَفاصِيلِ الفَرَارْ.
غَيرُ تَاجِ الرَمْلِ مَخْلُوْعَاً عَلى أَقْدَامِنَا،
والذِي يَبْقَى لَنَا تَقْرؤُهُ عَينُ الغُبَارْ.
والذِي لا يَنْتَهِي، لا يَنْتَهِي.
مثلَ سرّ الموتِ
والبَاقِي لَنَا مَحْضُ انْتِحَارْ.
قُلْ هُوَ الحُبُ
طَرِيْقٌ مَلَكٌ نَبْكِي لَهُ، نَبْكِي عَلَيهْ.
لَوْ لَنا فِي جَنَّةِ الأرْضِ رُواقٌ واحِدٌ.
لَوْ لَنا تُفْاحَةُ اللهِ جَثَوْنَا فِي يَدَيهْ.
كُلَّمَا أَفْضَى لَنَا سِراً أَلفْنَاهُ
ومَجَّدْنَا لَهُ الحُبَّ
وأَسْرَيْنا إِليهْ،
قُلْ هُوَ الحُبُ
كَأَنَّ اللهَ لا يَحْنُوْ عَلى غَيْرِكَ
لا يَسْمَعُ إِلاَّكَ،
ولا فِي الكَوْنِ مَجْنُونٌ سِوَاكْ.
لَكَأَنَّ اللهَ مَوجُودٌ لِكَيْ يَمْسَحَ حُزْنَ النَاسِ فِي قَلْبِكَ،
يَفّْدِيْكَ بِمَا يَجْعَلُ أَسْرَارَكَ فِي تَاجِ المَلاَكْ.
قُلْ هُوَ الحُبُ
الذِي أَسْرَى بِلَيلى
وهَدَى قَيْسَاً إلى مَاءِ الهَلاَكْ.
قُلْ هُوَ الحُب ُ يَـرَاكْ.
شهدت الأمسية التي قدمها محمد الماجد، حواراً تفاعلياً بين الحضور والشاعر؛ خصوصاً حول جناية القطيعة مع التراث على القصيدة، فيما أهدت التشكيلية غادة الحسن القصيدة لوحةً لتكون غلاف العمل المنتظر.
ورغم أن صاحب (لستُ ضيفاً على أحد) قادمٌ من (البحرين) إلا أن بحاره كثيرة، فهو شاعرٌ يتجاوز ذاته، وكلما أوغل في زرقته؛ أنتج شعراً لا يتصيّد التفاعيل ولا يخضعُ لأوزان البحور، بل يرفو ثقوب الروح، ويخفف نزف القلوب، محاولاً تطبيب العالم بالكلمات، وتطييب المسارات بالورد واللؤلؤ.
كان توأم (طرفة بن الوردة) ضيفاً ومضيفاً، في ملتقى (الفنار الثقافي) في سيهات؛ وبنى كعادته جسور الاتصال الحضاري والإنساني؛ عبر مفردة يشتقها من جغرافية اللغة، وتاريخ المعنى، ليضعك في بيته، فتشعر بالدفء، والتصالح، في حضرة الحُبِّ؛ (قُلْ هُوَ الحُبُ
هَوَاءٌ سَيِّدٌ، وزُجَاجٌ يَفْضَحُ الرُوحَ وتَرْتِيلُ يَمَامْ.
قُلْ هُوَ الحُبُ
ولا تُصْغِي لِغَيرِ القَلْبِ،
لا تَأخُذُكَ الغَفْلَةُ،
لا يَنْتابُكَ الخَوْفُ عَلى مَاءِ الكَلامْ.
قُلْ لَهُمْ فِي بُرْهَةٍ
بَينَ كِتابِ اللهِ والشَّهْوَةِ
تَنْسَابُ وَصَايَاكَ
ويَنْهالُ سَدِيمُ الخَلْقِ فِي نَارِ الخِيامْ.
قُلْ لَهُمْ،
فِيْمَا يَنَامُوْنَ عَلى أَحْلامِهمْ،
سَتَرى فِي نَرْجِسِ الصَحْراءِ
فِي تَرْنِيْمَةِ العُوْدِ وغَيمِ الشِعرِ سَرْدَاً وانْهِدَامْ.
قُلْ هُوَ الحُبُ
ومَا يَنْهارُ يَنْهارُ، فَمَا بَعْدَ العَرَارْ
غَيْرُ مَجْهُوْلِ الصَحَارَى وتَفاصِيلِ الفَرَارْ.
غَيرُ تَاجِ الرَمْلِ مَخْلُوْعَاً عَلى أَقْدَامِنَا،
والذِي يَبْقَى لَنَا تَقْرؤُهُ عَينُ الغُبَارْ.
والذِي لا يَنْتَهِي، لا يَنْتَهِي.
مثلَ سرّ الموتِ
والبَاقِي لَنَا مَحْضُ انْتِحَارْ.
قُلْ هُوَ الحُبُ
طَرِيْقٌ مَلَكٌ نَبْكِي لَهُ، نَبْكِي عَلَيهْ.
لَوْ لَنا فِي جَنَّةِ الأرْضِ رُواقٌ واحِدٌ.
لَوْ لَنا تُفْاحَةُ اللهِ جَثَوْنَا فِي يَدَيهْ.
كُلَّمَا أَفْضَى لَنَا سِراً أَلفْنَاهُ
ومَجَّدْنَا لَهُ الحُبَّ
وأَسْرَيْنا إِليهْ،
قُلْ هُوَ الحُبُ
كَأَنَّ اللهَ لا يَحْنُوْ عَلى غَيْرِكَ
لا يَسْمَعُ إِلاَّكَ،
ولا فِي الكَوْنِ مَجْنُونٌ سِوَاكْ.
لَكَأَنَّ اللهَ مَوجُودٌ لِكَيْ يَمْسَحَ حُزْنَ النَاسِ فِي قَلْبِكَ،
يَفّْدِيْكَ بِمَا يَجْعَلُ أَسْرَارَكَ فِي تَاجِ المَلاَكْ.
قُلْ هُوَ الحُبُ
الذِي أَسْرَى بِلَيلى
وهَدَى قَيْسَاً إلى مَاءِ الهَلاَكْ.
قُلْ هُوَ الحُب ُ يَـرَاكْ.
شهدت الأمسية التي قدمها محمد الماجد، حواراً تفاعلياً بين الحضور والشاعر؛ خصوصاً حول جناية القطيعة مع التراث على القصيدة، فيما أهدت التشكيلية غادة الحسن القصيدة لوحةً لتكون غلاف العمل المنتظر.