شركاء السعودية في أموالها !
الأحد / 01 / رجب / 1444 هـ الاثنين 23 يناير 2023 00:13
محمد الساعد
يلخص هذا المقطع من قصيدة نزار قباني «الحب والبترول» فهم علاقة بعض مثقفي وسياسيي العرب بثروات السعوديين وكيف يرونها!
«متى تفهم؟
أيا جملا من الصحراء لم يلجم»..
يقول وزير المالية السعودي في منتدى دافوس الأخير: المملكة تغير طريقة تقديم المساعدات لحلفائها من تقديم منح مباشرة وودائع دون شروط.. السعودية تحث دول المنطقة على القيام بإصلاحات وأن يبذلوا جهداً. نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم! انتهى كلام الوزير.
على مدى سنوات طويلة اعتقد كثير من العرب أنهم شركاء في الثروات السعودية، وكانت جل مشاكل السعودية منذ قيامها وحتى اليوم هي الغيرة والطمع، بل إن الكثير من العمليات الإرهابية ومحاولات الغزو والانقلاب وتثوير الشارع انطلقت من قلوب مليئة بالكراهية والطمع.
بعض من عرب الأمصار وعرب الشمال، قيادات وشعوب، اعتبروا أن القدر أخطأ حينما وضع النفط في بلاد البدو -هل تتذكرون فلتة لسان وزير خارجية لبنان عن البدو- ذلك لم يكن خطأ أو أفعالاً بل هو سياق ثقافي بدأ منذ الخمسينات الميلادية وربما قبل ذلك، كان فيه المثقفون والشعراء مثل نزار قباني وغسان كنفاني، إضافة إلى الصحافة والمؤلفات لا هم لها إلا تشويه السعوديين، مثلما تباكوا على النفط لأنه ضل طريقه إلى صحاري السعودية وحل رحاله عند رعاة الإبل الحفاة العراة، فقد تخيلوه بين أيديهم يشربون على شطآنه «عرق زحلة أو رام الله» ويرقصون الدبكات الشامية.
وبالرغم من أن النفط موجود وبنوعيات أغلى وأكثر نقاوة في العراق وسوريا ومصر وليبيا والجزائر، إلا أن ذلك لم يمنعهم من تمني زواله عن السعوديين والخليجيين وعودتهم إلى صحرائهم القاحلة، ولعلمهم لا يعلمون حتى الآن أن تلك الصحاري المقفرة اندثرت وحلت مكانها الأبراج الشاهقة والملاعب الرياضية البديعة، والشوارع الفسيحة، والحدائق الغنّاء ومواسم الفرح الثرية.
من يظن أن البلاد العربية قبل ظهور النفط في السعودية وبقية دول الخليج كانت تعيش في ثروات وغنى مخطئ تماماً، بل دول محتلة استطاع المستعمر أن يستنزف ثرواتهم، ولضمان سيادة المستعمر وبقائه أدار الاقتصاد، وبنى المدن التي يتباهون بها علينا على طراز مدنهم الأوروبية، ما حصل عقب ذلك، أن الاحتلال رحل من تلك البلدان والعواصم، وبقي الثوريون الذين دمروا تلك المنجزات وليتهم حافظوا عليها.
لم يكن خطاب حسن نصرالله الذي هاجم فيه حراكاً رياضياً سعودياً، وطالب بجزء من ثروات المملكة، خطاباً منفصلاً عن سياقات سابقة، وأفكار أخرى تجول في المنطقة منذ عقود، مبنية على محاور تواجه بها السعودية تحديداً، وأنا هنا أنقلها بلسان حالهم وما نراه بين مثقفيهم وإعلامييهم ليس اليوم فقط، بل هذا حالهم منذ عشرات السنين.
أولاً: ترسلون الأموال أو أفلت عليكم عصابتي الإعلامية.
ثانياً: أتورط في حرب أو غزوة فاشلة وعليكم إعادة الإعمار.
ثالثاً: أدير اقتصاد بلادي بطريقة فاشلة وعليكم سداد فواتيري.
رابعاً: أعيش في نرجسيتي بأنني أفضل منكم وعندي حضارة أبدية لا تنتهي، وأنا الذكي الوحيد في المنطقة، ومع ذلك أريدكم أن تغطوا شمس الفضائح السياسية والاقتصادية التي ارتكبها بأموالكم.
خامساً: ما تقدمونه لي من مساعدات وهبات وودائع، ليس له عائد عليكم، وأرفض حتى الاعتراف بمعروفكم.
سادساً: نحن بعض القيادات والشعوب خارج السعودية نعتقد أن كل أموالكم وثرواتكم هي حق مكتسب لنا منذ عقود، وأي تأخير أو مفاوضة على طريقة الدعم نتحول إلى أعدى أعدائكم ونبيعكم في أقرب فرصة.
الثروة السعودية ليست النفط كما يتوهمون، بل هم السعوديون الذين أداروا بلادهم وتعلموا وانفتحوا على العالم، لم ينكفئوا على أنفسهم ولم يدعوا أنهم مستقر حضاراته، بل هم جزء من هذا الكوكب، يساهمون في تقدمه وتحضره قدر ما يستطيعون، ويعيدون جزءاً من تلك المساهمة إلى بلادهم، ونتيجة لذلك استخرجوا النفط والغاز والمياه النادرة، وحلوا البحار المالحة، وحولوا بلادهم الصحراوية المقفرة إلى دولة متحضرة.
«متى تفهم؟
أيا جملا من الصحراء لم يلجم»..
يقول وزير المالية السعودي في منتدى دافوس الأخير: المملكة تغير طريقة تقديم المساعدات لحلفائها من تقديم منح مباشرة وودائع دون شروط.. السعودية تحث دول المنطقة على القيام بإصلاحات وأن يبذلوا جهداً. نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم! انتهى كلام الوزير.
على مدى سنوات طويلة اعتقد كثير من العرب أنهم شركاء في الثروات السعودية، وكانت جل مشاكل السعودية منذ قيامها وحتى اليوم هي الغيرة والطمع، بل إن الكثير من العمليات الإرهابية ومحاولات الغزو والانقلاب وتثوير الشارع انطلقت من قلوب مليئة بالكراهية والطمع.
بعض من عرب الأمصار وعرب الشمال، قيادات وشعوب، اعتبروا أن القدر أخطأ حينما وضع النفط في بلاد البدو -هل تتذكرون فلتة لسان وزير خارجية لبنان عن البدو- ذلك لم يكن خطأ أو أفعالاً بل هو سياق ثقافي بدأ منذ الخمسينات الميلادية وربما قبل ذلك، كان فيه المثقفون والشعراء مثل نزار قباني وغسان كنفاني، إضافة إلى الصحافة والمؤلفات لا هم لها إلا تشويه السعوديين، مثلما تباكوا على النفط لأنه ضل طريقه إلى صحاري السعودية وحل رحاله عند رعاة الإبل الحفاة العراة، فقد تخيلوه بين أيديهم يشربون على شطآنه «عرق زحلة أو رام الله» ويرقصون الدبكات الشامية.
وبالرغم من أن النفط موجود وبنوعيات أغلى وأكثر نقاوة في العراق وسوريا ومصر وليبيا والجزائر، إلا أن ذلك لم يمنعهم من تمني زواله عن السعوديين والخليجيين وعودتهم إلى صحرائهم القاحلة، ولعلمهم لا يعلمون حتى الآن أن تلك الصحاري المقفرة اندثرت وحلت مكانها الأبراج الشاهقة والملاعب الرياضية البديعة، والشوارع الفسيحة، والحدائق الغنّاء ومواسم الفرح الثرية.
من يظن أن البلاد العربية قبل ظهور النفط في السعودية وبقية دول الخليج كانت تعيش في ثروات وغنى مخطئ تماماً، بل دول محتلة استطاع المستعمر أن يستنزف ثرواتهم، ولضمان سيادة المستعمر وبقائه أدار الاقتصاد، وبنى المدن التي يتباهون بها علينا على طراز مدنهم الأوروبية، ما حصل عقب ذلك، أن الاحتلال رحل من تلك البلدان والعواصم، وبقي الثوريون الذين دمروا تلك المنجزات وليتهم حافظوا عليها.
لم يكن خطاب حسن نصرالله الذي هاجم فيه حراكاً رياضياً سعودياً، وطالب بجزء من ثروات المملكة، خطاباً منفصلاً عن سياقات سابقة، وأفكار أخرى تجول في المنطقة منذ عقود، مبنية على محاور تواجه بها السعودية تحديداً، وأنا هنا أنقلها بلسان حالهم وما نراه بين مثقفيهم وإعلامييهم ليس اليوم فقط، بل هذا حالهم منذ عشرات السنين.
أولاً: ترسلون الأموال أو أفلت عليكم عصابتي الإعلامية.
ثانياً: أتورط في حرب أو غزوة فاشلة وعليكم إعادة الإعمار.
ثالثاً: أدير اقتصاد بلادي بطريقة فاشلة وعليكم سداد فواتيري.
رابعاً: أعيش في نرجسيتي بأنني أفضل منكم وعندي حضارة أبدية لا تنتهي، وأنا الذكي الوحيد في المنطقة، ومع ذلك أريدكم أن تغطوا شمس الفضائح السياسية والاقتصادية التي ارتكبها بأموالكم.
خامساً: ما تقدمونه لي من مساعدات وهبات وودائع، ليس له عائد عليكم، وأرفض حتى الاعتراف بمعروفكم.
سادساً: نحن بعض القيادات والشعوب خارج السعودية نعتقد أن كل أموالكم وثرواتكم هي حق مكتسب لنا منذ عقود، وأي تأخير أو مفاوضة على طريقة الدعم نتحول إلى أعدى أعدائكم ونبيعكم في أقرب فرصة.
الثروة السعودية ليست النفط كما يتوهمون، بل هم السعوديون الذين أداروا بلادهم وتعلموا وانفتحوا على العالم، لم ينكفئوا على أنفسهم ولم يدعوا أنهم مستقر حضاراته، بل هم جزء من هذا الكوكب، يساهمون في تقدمه وتحضره قدر ما يستطيعون، ويعيدون جزءاً من تلك المساهمة إلى بلادهم، ونتيجة لذلك استخرجوا النفط والغاز والمياه النادرة، وحلوا البحار المالحة، وحولوا بلادهم الصحراوية المقفرة إلى دولة متحضرة.