كتاب ومقالات

يكرهون السعودية ويطالبونها بالدعم

رامي الخليفة العلي

خرج زعيم تنظيم حزب الله الإرهابي في خطاب يطالب المملكة العربية السعودية بدعم الاقتصاد اللبناني بعدما أودت الحكومات اللبنانية الخاضعة للميليشيات الإيرانية باقتصاد بلاد الأرز إلى الحضيض بحيث أصبح غير قادر على تلبية المتطلبات الأساسية للمواطن اللبناني. لم تميز حكومات لبنان بين طائفة وأخرى فالكل كان عليه أن يدفع ثمن الفساد فقراً وجوعاً وغياباً للعدالة، وفي كل ذلك كان حسن نصرالله يتبجح بأن ميليشياته وسلاحها ورواتب عناصرها وكل تمويل يحظى به يأتي من إيران. ما قاله نصرالله ووافق عليه جل الطبقة السياسية كرهاً أو طوعاً أطاح عملياً بالدولة اللبنانية وجعلها مجرد مزرعة لنظام الملالي، فطهران التي حرمت شعبها من الحياة الكريمة لم تكن تدفع المال لحزب الله الإرهابي كرمى لعيون الشعب اللبناني أو رغبة بمساعدته، وإنما كانت تخلق ذراعاً عسكرياً إرهابياً في المنطقة، هذا الذراع ليس مهمته خدمة لبنان واللبنانيين وإنما تنفيذ السياسات الإيرانية؛ لذلك لم يعد حزب الله تنظيماً سياسياً لبنانياً، بل أصبح ميليشيات إرهابية عابرة للحدود؛ لذلك وجدناه في اليمن والعراق وسوريا، بل ما هو أبعد من ذلك عندما تحول إلى تنظيم إجرامي يحمي ويشرف على زراعة وتجارة المخدرات، وأنشأ شبكة تبدأ في لبنان ولا تنتهي سوى في أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج مروراً بأفريقياً وأمريكا الجنوبية بهدف تجارة المخدرات والسلاح وغسيل الأموال. طهران التي حولت بلاد الأرز إلى أقل من جمهورية موز. كان على نصرالله أن يتوجه بحديثه إلى مشغليه في طهران.

المملكة العربية السعودية وشقيقاتها الخليجية لها أيادٍ بيضاء ليس فقط على لبنان، بل على كثير من الدول العربية، وفي كل محنة تمر بها أي دولة عربية تجد أن المملكة في مقدمة الدول المانحة، أما العمالة العربية فحدث ولا حرج ومنها بالطبع العمالة اللبنانية حيث لم تنظر المملكة إلى دين أو طائفة، بل استقبلت عشرات الألوف، وهؤلاء كانوا يعولون مئات الآلاف من ذويهم وأسرهم. وبالرغم من سوء الأدب الذي تعرضت له المملكة من حسن نصرالله وعصابته، ولكنها تعاملت مع الوافدين اللبنانيين بروح الفرسان وبمنتهى النبل، وما زالت تعطي المثال والنموذج العربي الأصيل. أما حزب الله وحكوماته فلم يستطع تحمل اللاجئين السوريين الذين هربوا من الموت مع أن حزب الله هو الذي ساهم في تهجيرهم وتشتيت شملهم، فشهدنا عنصرية فجة وتعاملاً غير إنساني. بالمقابل المملكة تستقبل مئات الآلاف من السوريين ولم تبنِ خيمة واحدة، هل تعرف يا نصر الله لماذا؟! لأن القيادة والشعب السعودي بكرمه وأخلاقه وروحه العربية استقبلهم، دون منّة أو أذى واستوعبهم في سوق العمل، فسمح لهم باستقدام عائلاتهم، وهم الآن يشكلون أهم رافد للاقتصاد السوري بسبب ما يرسلونه من أموال لإعانة أهلهم وذويهم وأقاربهم. هذا ما فعلته المملكة، فماذا فعلتم أنتم ونظام الملالي، لم تصلوا إلى مكان إلا وحل فيه الخراب والدمار والحروب والدماء. لذلك تفوق المملكة عليكم ليس بالمال أو السلاح أو السياسة فقط، بل قبل ذلك كله هو تفوق أخلاقي عجزتم أن تأتوا بمثله.