180 دولة تنتظر إعلان نتائج تقرير بيئة أداء الأعمال و التنافسية الدولية

المملكة احتلت المركز 23 العام الماضي عالميا والمركز الأول بين دول الشرق الأوسط

وليد العمير ـ جدة

ينتظر مجتمع الأعمال في 180 دولة - يوم غد الأربعاء- الإعلان عن تقرير البنك الدولي الذي تصدره مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك حول بيئة أداء الأعمال ، والذي يعد أهم تقارير التنافسية الدولية التي يعتمد عليها المستثمرون لمعرفة مدى تحسن بيئة أداء الأعمال وجاذبيتها للاستثمار المحلي والأجنبي في كل دولة، وذلك وفقا لعشرة مؤشرات هي : بدء النشاط التجاري، استخراج التراخيص ، أنظمة العمل ، تسجيل الملكية ، الحصول على الائتمان، حماية المستثمرين ، دفع الضرائب ، التجارة عبر الحدود (الاستيراد والتصدير)، إنفاذ العقود ، تصفية النشاط، ومنهجية إعداد تقرير ممارسة أنشطة الأعمال هي تسجيل جميع الإجراءات المطلوبة رسمياً من صاحب منشأة الأعمال ( المحلي أو الأجنبي ) لتأسيس وتشغيل المنشأة الاستثمارية .
وتتضمن تك الإجراءات استخراج كافة التراخيص والتصاريح اللازمة، واستيفاء أية إشعارات أو إثباتات أو بيانات مطلوب تسجيلها لدى الأجهزة المختصة تتعلق بالشركة والموظفين ، إضافة إلى الضرائب وتكاليف تسجيل الملكية.
وبعد دراسة القوانين واللوائح التنظيمية بشأن دخول منشآت ومؤسسات الأعمال، يتم إعداد قائمة تفصيلية بالإجراءات المطلوب استيفاؤها، والوقت والتكلفة اللازمين للامتثال لكل من تلك الإجراءات في الظروف العادية، بالإضافة إلى شروط الحد الأدنى من رأس المال المدفوع. ومن ثمّ، يختار معدو التقرير نخبة من المحامين والخبراء المحليين والمسؤولين الحكوميين المعنيين بتأسيس الشركات باستيفاء البيانات المطلوبة والتحقق من دقتها.
كما يجري أيضاً جمع معلومات بشأن تسلسل استيفاء الإجراءات، وما إذا كان من الممكن استيفاء الإجراءات في وقت واحد ، وإذا ما اختلفت إجابات الخبراء المحليين، فيستمر الاستعلام والاستيضاح حتى يتم الحصول على بيانات متوافقة، و قابلة للمقارنة فيما بين مختلف البلدان .
و تعد الهيئة العامة للاستثمار هي الجهة الحكومية المعنية بالتواصل مع معدي التقرير وتزويدهم بالبيانات الرسمية ، بينما يختار معدو التقرير مجموعة من المحامين والخبراء المحايدين للتأكد من دقة البيانات وتنفيذها على أرض الواقع ، كما أن الهيئة هي الجهة المكلفة بتحسين تصنيف المملكة في تقارير التنافسية الدولية ذات العلاقة بأداء الأعمال وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية.
وتعتبر المملكة من أبرز الدول التي تقدمت في تقرير ممارسة الأعمال خلال السنوات الماضية، فمنذ إعلان الهيئة لهدف 10 في 10 في بداية 2005م تقدم تصنيف المملكة من المركز السابع والستين بين 135 دولة في تقرير 2005، إلى المركز الثامن والثلاثين في 2006 ، ومن ثم إلى المركز الثالث والعشرين العام الماضي بين 178 دولة لتحتل المركز الأول بين جميع دول الشرق الأوسط ، بينما تشتد المنافسة هذا العام مع دخول 180 دولة في التقرير لأول مرة .
وأكد عمرو بن عبد الله الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار أن المملكة مؤهلة للمزيد من التقدم في مركزها في تقرير هذا العام ، في ظل جهود الإصلاح الاقتصادي التي يقودها خادم حرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ، وتعاون الجهات الحكومية في تنفيذ البرنامج الشامل لتحسين بيئة الاستثمار في المملكة وحل الصعوبات التي تواجه المستثمر السعودي والأجنبي.
وقال إن المؤشرات المبدئية توضح تقدم المملكة، لكن النتائج تعتمد على ما تقوم به كل دولة من تحسينات ، وهناك دول عديدة أجرت تحسينات كبيرة في بيئتها الاستثمارية، وبالنسبة للهيئة فقد بذلت كل جهد ممكن لتحسين تصنيف المملكة حيث إن الهدف الإستراتيجي للهيئة العامة للاستثمار الذي أعلنت عنه منذ أربع سنوات هو أن تصبح المملكة ضمن أفضل عشر دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار في نهاية عام 2010 ( هدف 10 في 10) مؤكدا أن هناك عدة تحديات تواجه تحقيق هذا الهدف مما يستوجب المزيد من الجهد والتعاون بين جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالاستثمار لتحسين مناخ الاستثمار المحلي والأجنبي بصورة سريعة ومستمرة.
وأشار إلى أن المملكة حظيت بتقدير العديد من المؤسسات الدولية والتي صنفت المملكة في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط العام الماضي ، من حيث تنافسية بيئة الاستثمار، وكذلك فقد تقدمت المملكة دول المنطقة والدول العربية في قائمة أكثر الدول جذبا للاستثمارات الأجنبية المباشرة محتلة المرتبة العشرين في العالم حسب تقرير الاستثمار الدولي لعام 2007 الصادر من الأونكتاد.
من جهته قال الدكتور عواد بن صالح العواد وكيل المحافظ لشؤون الاستثمار والمشرف العام على مركز التنافسية الوطني : أن المركز قام خلال الفترة الماضية بدراسة الوضع التنافسي للمملكة في مجال جذب الاستثمار المحلي والأجنبي من مختلف الجوانب وفقا لـ 300 مؤشر ، حيث يقوم المركز بإصدار تقارير ربع سنوية لتقييم تنافسية المملكة وكيفية رفعها ، ومن ثم العمل مع كل جهة عن قرب لتحسين بيئة أداء الأعمال في المملكة في المؤشرات المعنية بها كل جهة .
وأوضح أن المملكة قطعت شوطا جيدا هذا العام في تحقيق إصلاحات هامة ستؤثر في رفع ترتيبها في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال ، حيث قامت الهيئة من خلال برنامج 10 في 10 بالتنسيق مع العديد من الجهات الحكومية مشكورة لتحسين بيئة أداء الأعمال في المملكة.
وقال العواد : في مؤشر بدء النشاط التجاري مثلا ، الذي يقيس الإجراءات القانونية اللازمة لتأسيس شركة وتشغيلها، والمدة الزمنية اللازمة لاستيفاء كل إجراء، والتكلفة اللازمة لاستيفاء كل إجراء، والحد الأدنى المدفوع من رأس المال، وقامت وزارة التجارة والصناعة بإلغاء اشتراط نشر ملخص عقد التأسيس في الجريدة المحلية، وكذلك نشر الاسم التجاري على الموقع الالكتروني بدلا من الجريدة المحلية، وتجزئة الرسوم المدفوعة للحصول على السجل التجاري، وتسهيل إجراءات التسجيل عن طريق التسجيل الالكتروني عبر الانترنت فيما يتعلق بالانتساب إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية. وبخصوص مؤشر تسجيل الملكية الذي يقيس الإجراءات القانونية لنقل صك الملكية الخاص بعقار، والمدة الزمنية اللازمة لاستيفاء كل إجراء، والتكلفة اللازمة لاستيفاء كل إجراء قامت وزارة العدل لتفعيل نظام تسجيل العينة للعقار والذي سوف يجعل المملكة تتقدم في هذا المؤشر على وجه الخصوص.
أما فيما يتعلق بمؤشر الحصول على الائتمان الذي يقيم الحقوق القانونية للمقترضين والمقرضين وتبادل المعلومات الائتمانية وتغطية المراكز العامة والخاصة للمعلومات الائتمانية، فقد قامت الهيئة من خلال برنامج 10 في 10 بالتنسيق مع الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة) لزيادة عدد الافراد والشركات المسجلة لديها وما تحتويه هذه السجلات من معلومات ذات علاقة بمؤشر الحصول على الائتمان.
وأما مؤشر التجارة عبر الحدود الذي يقيس المستندات الضرورية للاستيراد أو التصدير، والمدة الزمنية اللازمة لإتمامها، والتكلفة المتعلقة بذلك. فقد صدرت التوجيهات الكريمة بتخفيض رسوم المؤانئ إلى 50% والذي سوف ينعكس على ترتيب المملكة في هذا المؤشر.
و فيما يتعلق بمؤشر حماية المستثمرين الذي يقيس نطاق الإفصاح، ونطاق مسؤولية أعضاء مجلس الإدارة، وحقوق المساهمين في إقامة الدعاوى. قامت الهيئة من خلال برنامج 10 في 10 وبالتنسيق مع كل من وزارة التجارة والصناعة وهيئة السوق المالية بإصدار قراراتها وتعديل لوائحها لدعم وحفظ حقوق المساهمين في الشركات المساهمة وخاصة حقوق الأقلية منهم.
كما أن الهيئة بدأت العمل مع كل من وزارة العدل وديوان المظالم من أجل رفع تنافسية المملكة في المجال القضائي وبما يتناسب مع وضع المملكة وتجارب الدول المتقدمة في هذا المؤشر.