«قرود البابون» تداهم منازل ومدارس في بلّسمر
الأهالي يناشدون بإيجاد حلول عاجلة
الأحد / 07 / رجب / 1444 هـ الاحد 29 يناير 2023 14:44
توفيق الأسمري (بلّسمر) TawfiqAlasmari@
تثير قرود البابون قلقًا لأهالي مركز بلّسمر شمالي أبها، من إحداثها خللًا في التوازن البيئي وإمكانية دخولها إلى المناطق السكنية، ومخاوف من سلوكيات قطعان القرود التي تروع الأطفال والأهالي، إضافة إلى تضرر المحاصيل الزراعية، وتأثير ذلك على اقتصاديات المزارعين، وهجومها بشكل يومي على مزارع ومنازل الأهالي.
والصراع بين الأهالي والقرود مستمر، حيث دفع الجوع مجموعات كبيرة من القرود لمهاجمة منازل السكان بمركز بلّسمر، للبحث عن الطعام والشراب، ويقابل الأهالي تلك الهجمات بأساليب ردع تتنوع من وقت لآخر.
هذه الأحداث اليومية تبدأ مع شروق شمس كل يوم، ولا تنتهي إلا مع الغروب، فيما وقف الأهالي حائرين في إيجاد حلول جديدة بعد أن تنبّهت القردة لأساليب المقاومة من وقت لآخر، وما إن يتم وضع خطة لمكافحتها حتى تكتشف الحيلة، ليستمر عبثها بمنازل ومزارع المواطنين التي تصل إلى المطابخ وخزانات المياه.
يقول علي بن شعشوع: أنا أحد المتضررين من تلك الفصيلة، فقد أنشأت مزرعة فواكه كبيرة وأصبحت مثمرة واستقدمت حارسا لها، ولحرصي على عدم وصول قرود البابون لها أقمت على أسوارها أسلاكا شائكة بمبالغ باهظة يصعب تجاوزها للداخل، ولكن المفاجأة كانت عندما شاهدت تلك القرود داخل المزرعة ولم أصدّق ما شاهدته بعيني، ومما زاد دهشتي قيامهم بمراقبة تحركات الحارس وحال ابتعاده إما للصلاة أو تناول وجبته اليومية يقومون بغزو المزرعة كل يوم، وأضاف: من الملاحظ أخيراً قيامهم بمهاجمة المواطنين وعدم الخوف منهم مما ينذر بعواقب كارثية إذا لم تُتَّخَذ بحقهم إجراءات وقائية من قبل جهات الاختصاص.
ويقول محمد بن مشاري آل مارد: تسببت هذه القرود في تعطيل المزارع وهجرة الأهالي من القرى إلى المدن، بسبب إزعاج وإيذاء هذه القرود للسكان وتعطيل مصالحهم الزراعية، مما جعل المُزارع يبتعد عن مزارعه الخاصة وذلك لما أحدثته من عبث بالمزروعات والأشجار المثمرة.
وينقل عبدالله بن سعيد آل بديوي معاناة جديدة قائلاً: المعاناة لم تنتهِ عند المزارع والمساكن بل حتى طالبات المدارس لم يسلمن من شرورها، حيث كانت تهاجمهن أثناء خروجهن إلى الفسحة ليحصلوا على بقايا الطعام، بل وصل بها الحال للدخول على الطالبات في الفصول الدراسية ونبش المأكولات من داخل شنطهنّ، وإثارة الرعب بين الطالبات والمعلمات، ولا تزال هذه المعاناة مستمرة مع مرور الأيام، وهذا يُنذر بالخطر على أبنائنا وبناتنا من أذاهم بأي شكل من الأشكال، ونقل الأمراض إليهم.
ويقول منصور بن محمد الأسمري: قرود البابون استوطنت القرى والمدن والمواقع السياحية وباتت مصدر خوف وقلق لدى الأهالي والسياح خوفاً من تعديها عليهم أو على أطفالهم، كما أنها بدأت تقضي على الطيور البرية، بإتلاف أعشاشها وأكل بيضها، وأخشى من انقراض طيور الحجل البري والطيور الأخرى بسببها، وأضاف: يجب عمل مصائد شبوك تجمع فيها القرود وتنقل إلى الغابات والبعيدة عن السكان حتى تعود إلى بيئتها الطبيعية ودورها البيئي، كما أرجو من البلديات توجيه الأهالي بإخراج النفايات المنزلية في الليل ونقلها أيضاً في الليل حتى لا تكون حاويات النفايات مصدر غذاء لها تتبعه من حي لآخر ومن قرية إلى أخرى.
ويُطالب سعد بن محمد آل سحيم الجهات المعنية بالاهتمام في هذه القضية ومحاولة إيجاد حلول سريعة للحد من تكاثر القرود، ومواجهة ضررها على الإنسان، وإبعادها عن المزارع التي يتم القضاء عليها سنوياً من قبل القرود المفسدة، مما أدى الى انقطاع مصدر دخل المواطنين بسبب إتلافها للمحاصيل الزراعية، وتسلّط هذه القرود، والمخاوف من تكاثرها عاماً بعد عام.
ويتعجب علي عبدالعزيز آل جرمان قائلاً: سمعنا قبل فترة أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أطلق برنامجاً لتقييم أضرار تزايد أعداد قرود «البابون» لتقييم الأضرار الناتجة عن تزايد أعدادها في المواقع السكنية والزراعية والوجهات السياحية، إلا أنه وحتى اليوم لم نجد حلاً جذرياً لمشكلات القرود سواء في بلّسمر أو في المدن الأخرى.