كتاب ومقالات

احتياطنا الإبداعي يفوق النفط

عبده خال

كل مشاهير العالم يتمنون القدوم إلى المملكة.. أصبحت المملكة واجهة عالمية لتقديم القوى الناعمة، وفي كل مكان تظاهرة ثقافية أو فنية أو رياضية تأخذ اللب في جمالها..

ومن غير تحرُّز أقول إن هذه هي الأرض التي ينبثق منها جمال كل شيء، وهذا القول ليس به استفزاز لأي بلد وإنما تقرير حالة أبهرت العالم في كل مجال عبر زمن طويل، وعلينا أن لا نتواضع حيال ما يقدم من جمال، والجمال يُخلق من الإرادة والإصرار على تقديم كنوز البلد وقواها البشرية الإبداعية.

كنا في حاجة لإعادة صيغة مخيلة العالم عما نحن عليه من إبداع، بقينا زمناً طويلاً نخجل من تقديم أنفسنا، والآن نعلن أننا مبدعون كأفراد، مبدعون أنتاجاً ورعاية لكل الفنون، الصورة الكلاسيكية أن السعودية لا تملك إلا آبار نفط، جاء الوقت ليعرف العالم أن السعودية تختزن كنوزاً بشرية ولديها احتياطي بشري يفوق الاحتياطي النفطي.

نحن الآن نخرج إلى العالم بزينتنا الحقيقية، فالقوة الاقتصادية تم ضخها لإظهار تلك الكنوز..

مناسبة هذا القول أن مضامير القوى الناعمة فتحت من جميع الجهات، ويومياً لدينا محفل رياضي أو فني أو ترفيهي أو سياحي أو تقني أو اقتصادي وكأن سفن السفر وجهت البوصلة إلى رقعة جغرافيا كبيرة بمساحتها وناسها وإبداعها..

وقد أعجبني حديث معالي المستشار تركي آل الشيخ حين تحدث عن ما يتم إنجازه بأنه لا يستوجب الشكر للأذرع المنفذة، وإنما يستوجب الشكر للإرادة السياسية التي فتحت الأبواب على مصارعها ممثلة بالأمير محمد بن سلمان في إظهار كل هذا الجمال.

حين بدأتُ كتابة المقالة وأنا أضمر الكتابة عن اللوحة المضيئة في تكريم صوت الأرض طلال مداح، تلك اللوحة التي فاقت الخيال، ورفعت نسبة الاحتفال بالمبدعين الوطنيين عالياً جدّاً، بحيث لم يحدث في أي بلد أن يتم تكريم مبدع كما حدث في ليلة صوت الأرض، ولأن المسافة قصرت لاستيعاب ما أريد قوله عن تلك المناسبة سأؤجل ذلك لمقالة أخرى.

وبالتأكيد نفسه الذي بدأت به أعيد أن مشاهير العالم يبحثون عن وسيلة لأن يتواجدوا هنا.