المناطيد والأقمار الاصطناعية.. أيها الأخطر؟
الأحد / 14 / رجب / 1444 هـ الاحد 05 فبراير 2023 22:51
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
أثار إسقاط أمريكا المنطاد الصيني، أمس (السبت)، اهتمام عدد من الصحف الأوروبية التي ذهبت لمناقشة أهمية المنطاد ومهماته في ظل التوجه العالمي إلى الأقمار الاصطناعية وطيران الشبح المسيّر في التجسس، وما الذي يمكن أن تفعله المناطيد خصوصاً في ظل التقدم التكنولوجي؟ وموقف القانون الدولي من انتهاك المناطيد سيادة الدول.
ونقلت صحيفة لوتان السويسرية عن الخبير الأمريكي المتخصص في مناطيد المراقبة ويليام كيم قوله إن المنطاد الصيني أداة تسترشد بالذكاء الاصطناعي وتعد من أدوات المراقبة القوية التي يصعب إسقاطها، مبيناً أن الأقمار الاصطناعية معرضة بشكل متزايد للهجمات الأرضية والفضائية، أما المناطيد فإنها تتمتع بالعديد من المزايا، بدءاً من قدرتها على التخفي من الرادار لأنها مصنوعة من مواد غير معدنية لا تعكس الضوء، لذلك رغم أنها يمكن أن تكون كبيرة جداً، فإن اكتشافها يمثل تحدياً، أما إذا كانت صغيرة، فقد تمر في الأجواء دون أن يلاحظها أحد.
وأيد وليام كيم الرؤية التي تقول إن المنطاد يمكن أن يكون وصل إلى أمريكا عن طريق الخطأ، كونها لا تعمل دائماً بشكل مثالي، مبيناً أن الجهاز الصيني طار نحو 14 ألف متر فوق سطح الأرض، مقارنة بـ19 ألفاً إلى 30 ألف متر التي عادة ما يطير عليها مثل هذا النوع من الأجهزة، مبيناً أن إسقاط المنطاد مهمة ليست بالسهلة، خصوصاً أن سلاح الجو الكندي أرسل في عام 1998 طائرة مقاتلة من طراز (F-18) لمحاولة إسقاط منطاد طقس اعتبر خارجاً عن السيطرة، ولم تتمكن من إسقاطه إلا بعد إمطاره بألف طلقة من عيار 20 ملم، واستغرق الأمر 6 أيام قبل أن يسقط كلياً.
من جهتها، أعتبرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن استخدام المناطيد العابرة للقارات على ارتفاعات عالية للتجسس أو تنفيذ هجوم ليس بالأمر الجديد، مشيرة إلى أن العلماء اليابانيين كانوا أول من استخدمها لأغراض عسكرية في عام 1944، مستندة على مجلة بوبيلار ميكانيكس العلمية والتكنولوجية التي نقلت عنها أن المنطاد استخدامه اليابانيون لإلقاء قنابل حارقة، واستُغل كذلك خلال الحرب الباردة لجمع المعلومات عن الخصم، لا سيما في سياق الترسانات البالستية.
وأشارت الصحيفة إلى أن لدى هذه المناطيد مزايا تتفوق بها على الأقمار الاصطناعية، فهي أكثر قدرة على الحركة في المدار المنخفض والمدار الثابت بالنسبة للأرض، فتلك الأقمار تدور وفقاً لإيقاع الأرض ولكنها تركز فقط على نقطة معينة، فضلاً عن كون هذه المناطيد يمكن أن تثبت في مكان معين حتى تجمع ما تراقبه ببطء نسبي.
وركزت صحيفة لاكرو الفرنسية على الناحية القانونية لما حصل بين الولايات المتحدة والصين، مؤكدة أن القانون الدولي والقانون الأمريكي لا يسمحان بدخول مثل هذا الأجهزة في المجال الجوي لدولة دون موافقتها، ويعد عدم القيام بذلك انتهاكاً لسيادة تلك الدولة.
وأفادت الصحيفة أن القوانين الأمريكية تنص على أن حكومة الولايات المتحدة لها سيادة حصرية على مجالها الجوي، وأن طائرات القوات المسلحة للدول الأجنبية لا يمكنها عبور المجال الجوي دون موافقة خطية من وزير الخارجية الأمريكي.
وأوضحت لاكروا أن المنطاد مجرد طائر مسيّر لا يغير شيئاً في الأمر، فوفقاً للمادة 8 من اتفاقية شيكاغو لعام 1944 (المعدلة في عام 1984)؛ لا يجوز لأي طائرة قادرة على الطيران دون طيار أن تطير فوق أراضي إحدى الدول المتعاقدة، إلا بموجب تفويض خاص من تلك الدولة ووفقاً لشروطها، وفي مثل هذه الحالة، قد تقرر الدولة إسقاط مثل هذا الشيء إذا كان جهازاً له غرض عسكري، وفقاً لما جاء في لاكروا.