زوايا متخصصة

مسلم البرازي.. شاعر الأغاني الوطنية السعودية الأولى

مسلم صبري البرازي (1934 ــ 2011)

بقلم: د. عبدالله المدني abu_taymour@

الذين عاصروا الإعلام السعودي في حقبة الستينات من القرن العشرين لا بد أنْ سمعوا باسم مسلم البرازي، كاتباً لكلمات أشهر الأعمال التي تغنّت بالمملكة العربية السعودية ومدنها وبملكها الراحل فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه. وقتها كانت المملكة تواجه تحديات أمنية كبيرة وتتعرض لحملات إعلامية مغرضة من الأجهزة الإعلامية التابعة لبعض الدول العربية ذات السياسات الراديكالية. وفي الوقت نفسه كانت هذه الأجهزة تستميت في استمالة المستمعين العرب من خلال بث الأغاني الوطنية الحماسية ذات الصوت الدعائي الأعلى، بينما كان الإعلام السعودي يفتقر إلى هذه النوعية من الأغاني.

ومن هنا عمل البرازي على سد هذا النقص، فكتب العديد من النصوص التي قام الملحن السوري محسن محمد بتلحين جلها الأعظم، وذلك إيماناً منه بصواب سياسات الفيصل الحكيمة وتوجهات المملكة العربية السعودية الصائبة في العالمين العربي والإسلامي. وبهذا خلّد الرجل اسمه في تاريخ السعودية كواحد من العرب المخلصين الذين انحازوا لها في زمن عربي عصيب، وبذل كل ما في وسعه لتسخير قلمه وأدبه وشعره في سبيل إبراز صوت الحق ومعه صورة النهضة المباركة في البلاد السعودية وحكمة قادتها.

العائلة البرازية

ولد مسلم صبري البرازي بمدينة دمشق في عام 1934 ابناً لأسرة عريقة من أكراد سورية هي أسرة البرازي. وآل البرازي، في الواقع، عشائر عديدة تقطن شمال سورية وجنوب تركيا وتمتد إلى كردستان العراق، لكن قسماً منها سكن دمشق بحي ركن الدين، وقسماً آخر سكن مدينة حماة بحي المشارقة، وراحت أعدادهم تتزايد باطّراد منذ العقد الثاني من القرن التاسع عشر، حينما دعاهم قائد الجيش السوري آنذاك «محمد آغا الباكير البرازي» للتطوع في جيشه.

لم تقدم العائلة البرازية لسوريا القادة العسكريين فحسب وإنما قدمت أيضاً شخصيات سياسية بارزة، لعل أشهرها المحامي والأكاديمي الدكتور محسن البرازي الذي تولى رئاسة الحكومة السورية في عام 1949 في عهد الرئيس حسني الزعيم، قبل أن يُعدم رمياً بالرصاص في العام ذاته على إثر انقلاب تزعمه قائد الجيش سامي الحناوي. وكان محسن البرازي قد شغل في عام 1941 منصب وزير المعارف في حكومة خالد العظم الأولى، وما بين عامي 1943 و1946 كان مساعداً ومستشاراً قانونياً وكاتباً لخطابات رئيس الجمهورية آنذاك شكري القوتلي.

ومن الشخصيات البرازية الأخرى المعروفة السياسي الاستقلالي حسني البرازي الذي ترأس الحكومة السورية خلال الحرب العالمية الثانية، واشترك في تأسيس الجمعية العربية الفتاة المناهضة للحكم العثماني والكتلة الوطنية المعارضة للانتداب الفرنسي، وتولى حقيبة الداخلية زمن الثورة السورية الكبرى، ثم حقيبة المعارف في عهد الرئيس السوري محمد علي العابد، كما كان محافظاً على لواء الإسكندرونة في الثلاثينات، ومحافظاً على دمشق أوائل عام 1942، ومحافظاً على حلب في عهد الحكومات العسكرية الانقلابية. ومن إسهامات حسني البرازي أنه شارك في كتابة دستور سورية الجمهوري الأول عام 1928 ودستورها الثاني عام 1950، وأسّس وترأس جريدة «الناس» التي عرفت بمواقفها المؤيدة للأمريكان والمناوئة للسوفييت، والتي أغلقت في منتصف الخمسينات وحكم على صاحبها بالإعدام، ما جعله يفر إلى تركيا ومنها إلى لبنان حيث توفي عام 1975.

وفي ميدان الأدب والشعر، قدمت العائلة البرازية أيضاً شخصيات معروفة من أمثال الشاعر غالب البرازي (ت: 1987) المعروف بقصيدة «الشجرة» التي تغنى فيها بجمال الأرض السورية وجمال مسقط رأسه (مدينة حماة) وارتباط الإنسان بتراب وطنه، وهو من فاز بجائزة إذاعة لندن الشعرية عام 1945 عن قصيدته «أذكريني». وهناك الشاعر المثقف والعازف المرهف يوسف البرازي صاحب القصائد الجميلة المعبرة باللغة الكردية والتي تم تلحين ستين منها من قبل فنانين أكراد معروفين.

وبالنسبة لأصل التسمية (البرازي بفتح الباء)، قيل لأنهم كانوا الأبرز ضمن القبائل التي استجابت لصلاح الدين الأيوبي للقتال معه ضد الصليبيين.

دعوته لزيارة السعودية

في عام 1948، حينما كان عمر مسلم البرازي لا يزيد على خمسة عشر عاماً، دفعه حسّه الوطني لترك دراسته الإعدادية بإحدى مدارس دمشق من أجل الانضمام إلى جيش الإنقاذ الذي أسّسه وقاده الضابط السوري فوزي القاوقجي (ت: 1977) لمقاتلة اليهود في فلسطين. وفي عقد الخمسينات من القرن العشرين بدأ اسمه يلمع في ميادين الإعلام والفن والشعر الغنائي، بسبب قيام ثلة من نجوم الطرب الكبار من مصر وسورية (مثل: نجاة الصغيرة وفايزة أحمد وسعاد محمد ورفيق شكري ونجيب السراج وفهد بلان وفدوى عبيد ومها الجابري) بغناء قصائده. غير أنه لم يكن على وفاق مع العسكر الذين حكموا بلاده في تلك الحقبة، كما لم يكن على وفاق مع نظام عبدالناصر الذي حكم بلاده ما بين عامي 1958 ــ 1962، بدليل أنه فرح وابتهج كثيراً بسقوط دولة الوحدة السورية ــ المصرية وعودة الحريات والحياة الديمقراطية إلى سورية، لكن فرحته لم تطل بسبب الانقلاب العسكري في 8 آذار 1963 الذي حمل حزب البعث إلى الحكم. وبينما كان في حالة يأس من أوضاع بلاده السياسية المتقلبة، تلقى دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية، فلباها فوراً كحل للخروج من حالته النفسية الكسيرة.

فصله من الإعلام

وأخبرنا الأيوبي في مقاله أيضاً أنه في عهد الوزير الدكتور محمد عبده يماني الذي تولى حقيبة الإعلام ما بين عامي 1975 ـ 1983 تمّ فصل البرازي من العمل، ولم يُجدد عقده بسبب سوء تفاهم حصل بين البرازي ورئيسه المباشر، لكن الرجل ظل مقيماً في الرياض ومتعاوناً مع التلفزيون السعودي في مجال رقابة البرامج لقاء مبلغ ضئيل، إلى أن انتقل إلى جوار ربه في الثالث والعشرين من يونيو سنة 2011 وحيداً دون زوجة أو أبناء، ولا يملك من حطام الدنيا شيئاً. وقد تميزت سنواته الأخيرة بتكالب الأمراض عليه، بالرغم من أنه كان معتدلاً في أكله وشرابه ونظام نومه، طبقاً لما روته شقيقته «مسرة» التي تصغره بحوالى عشرين عاماً، والتي لم تتزوج كي تقوم برعاية أخيها في شقتهما الصغيرة المشتركة، فكانت بمثابة الأخت والأم والصديقة الحانية له. ومما ذكرته عن شقيقها مسلم أنه عاش طوال حياته دون أن يتملك عقاراً أو حتى سيارة، وأنه كان لا يخرج من شقته إلا لأمر ضروري جداً، وكان لا يستطيع السفر لعدم امتلاكه جواز سفر، وأن من أكثر الأشخاص الذين كان يتواصل معهم ويحبهم الملحن السوري المبدع محمد محسن الذي لحن له معظم قصائده وأناشيده، والشاعر السوري منير الأحمد (ابن الشاعر الكبير بدوي الجبل)، والمخرج والمنتج السوري الكبير خلدون المالح.

شاعر مرهف أنيقو

البرازي الذي تميز بجمال الخط، وعرف عنه حبه لقراءة القرآن والاستشهاد بآياته، كان أيضاً رجلاً أنيقاً في هندامه ومظهره ويختار ملابسه بعناية، ما جعل وزير الإعلام السعودي الأسبق إبراهيم العنقري يصفه ذات مرة بالشاعر المرهف الأنيق.

طوال فترة عمله في السعودية، ورغم كل ما مر به من ظروف، ظل البرازي مخلصاً ومحباً للمملكة العربية السعودية، يتغنى بتاريخها، ويفاخر بمسيرتها، ويعتز بملوكها فألّف الكثير من القصائد المغناة التي عكست هذا الإخلاص والحب.

إلهام الأغاني السعودية

وقد هيأت له وزارة الإعلام السعودية بعد أن وظفته فرصة التجوال في مختلف المناطق السعودية ليشاهد بأم عينه أحوالها وما تعيشه من نهضة ونماء، على خلاف ما كان يروجه الإعلام المضاد. وبناء على مشاهداته نظم قصائد وصفية وأخرى غزلية عن الطائف (أغنية «لو كلفت عليك تقوللي درب الطايف فين» من ألحان وغناء وديع الصافي وأغنية «رمان الطايف» من غناء فهد بلان)، وعن القصيم (أغنية «حنا من القصيم حنا» من لحن وغناء محرم فؤاد، وأغنية «صباح الشوق يا بريدة» غناء فدوى عبيد)، وعن جبل رضوى (أغنية «غزال رضوى» غناء فهد بلان)، وعن جدة (أغنية «مُرني بجدة» وغناها محمد عبده في بداياته من ألحان محمد محسن)، وعن عروس الشمال حائل (أغنية «حائل بعد حيي/‏‏ دار الهوى المنشود» غناء طلال مداح من ألحان طارق عبدالحكيم)، وعن أبها (أغنية «ما شفت أنا أبهى من طلتك يا أبها» التي لحنها الفنان عمر كدرس وغناها وديع الصافي). ثم جسد البرازي قمة حسه الوصفي وبراعته الشعرية في قصيدة «هيا يا ربعي هيا» عن المنطقة الشرقية، حيث كتب نصاً غنائياً رائعاً ومحكماً أجاد فيه وصف المنطقة الشرقية، معدداً خيراتها وماراً على معالمها وآتياً على ذكر معظم مدنها الواحدة تلو الأخرى بالاسم، فذكر الدمام والظهران والخبر (عزمنا واعتلى البنيان من الدمام والظهران .. وفي الخبر تلقى حضارة شادها الإيمان)، وذكر سيهات ورأس تنورة (من سيهات حتى رأس تنورة، تشوف الخير صورة تغار من صورة)، وذكر القطيف (وسواقي المويه والخضرة والجو اللطيف في بلد القطيف)، وأتى على ذكر دارين في قوله (أنا بدار الأهل، ولاّ أنا بدارين .. وعيوني من الفرح والشوق ما هم بدارين)، واختتم بالهفوف بقوله (تعالوا للهفوف، نشوف إيش فيها/‏‏ مزارعها وعين أم سبعة ترويها/‏‏ يقولوا عين حلوة مين يوصفها/‏‏ أقول الشعر كله ما يوفيها).

لكن قبل أن يكتب كل هذه الأغاني، تجلت عبقرية البرازي في مجال الشعر الغنائي الوطني من خلال نشيد ظل يتردد طويلاً على ألسُن الناس في السعودية كباراً وصغاراً، ألا وهو نشيد «فيصلنا يا فيصلنا/‏‏ بيدك رافع فيصلنا/‏‏ كل الشعب بعيده يقول/‏‏الله يقوي فيصلنا» الذي نظمه بمناسبة افتتاح إذاعة الرياض، وقام الموسيقار الكبير طارق عبدالحكيم بتلحينه، وأداها مع المجموعة.

ثم أتبعه بنشيد آخر عن الملك فيصل، نال أيضاً الاستحسان والإعجاب وهو نشيد «سلمك الله يا بو عبدالله/‏‏ سير بينا سير/‏‏ يابو قلب كبير يابو عبدالله» الذي لحنه وأداه المطرب اللبناني الكبير وديع الصافي. وبعد هذين النشيدين الناجحين، قدم نشيداً ثالثاً عن الفيصل بعنوان «فيصل هو الحد الفاصل/‏‏ بين الحق والباطل/‏‏ نصر الحق وأعلى الأمة/‏‏ وهزم الباطل بأعلى همة»، وهو العمل الذي كان له صدى واسع بعد أن غناه فهد فلان.

موظف في إذاعة جدة

أما الذي كان وراء توجيه تلك الدعوة له فهو جميل الحجيلان أول وزير للإعلام في السعودية. والحجيلان، كما هو معروف، كان ملماً بأوضاع سورية ويعرف أدق التفاصيل عنها وعن عائلاتها ورجالاتها، كونه ولد ونشأ وتلقى تعليمه النظامي هناك بسبب انتمائه إلى العقيلات الذين تركوا ديارهم في نجد إلى الشام للتجارة وحراسة القوافل التجارية. وهكذا حل البرازي في جدة عام 1964 وهو شاب في الثلاثينات يضج بالحيوية والعطاء، لينضم بعد فترة قصيرة إلى وزارة الإعلام السعودية موظفاً في قسم الموسيقى والغناء بإذاعة جدة طوال فترة حمل الحجيلان لحقيبة الإعلام. وفي عهد خليفة الأخير إبراهيم العنقري، تم نقل البرازي للعمل بإذاعة الرياض. يقول الدكتور زهير الأيوبي المدير الأسبق لإذاعة الرياض، الذي عمل مع البرازي وعرفه عن كثب، في مقال له منشور في «الجزيرة الثقافية» (31/‏7/‏2011) إن صاحبنا بعد أن استقر في الرياض عمل مشرفاً على قسم الموسيقى والغناء بالإذاعة وعضواً في لجنة التحكيم الخاصة بصلاحية الأعمال من عدمها ومكلفاً بتقييم الإنتاج الإذاعي، وإنه بحكم وظيفته بذل جهداً كبيراً في تأسيس فرقة موسيقية متكاملة للإذاعة بقيادة الموسيقار السوري سعيد قتلان. كما أنه ساهم في اختيار واستقدام عدد من أبرع الموسيقيين العرب من سورية ومصر والأردن لتدعيم فرقة موسيقى الإذاعة في بواكير تأسيسها. هذا ناهيك عن بصماته الخاصة وطريقته المتقنة في تنفيذ وتسجيل عدد من الأغاني السعودية لمطربين محليين من أمثال عبدالعزيز الراشد وسعد إبراهيم وعبدالقادر حلواني داخل ستوديوهات إذاعة الرياض بالتعاون مع الأب الروحي للأغنية السعودية الموسيقار طارق عبدالحكيم وعازف الكمان المصري الشهير أحمد الحفناوي.

القراءة في تاريخ المملكة

قرأ البرازي الكثير عن تاريخ السعودية وتوحيدها على يد موحدها الملك عبدالعزيز، فأحب هذا التاريخ وما تضمنه من بطولات وتضحيات. وحينما حلّت مناسبة اليوم الوطني السعودي أراد أن يحتفي بها كغيره فكتب قصيدة «أبو تركي وأخو نورة» التي لحّنها محسن محمد وغنتها المجموعة. وفيها قال: «أبو تركي وأخو نورة/‏‏ على دين الهدى ونوره/‏‏ بنى ووحد جزيرتنا/‏‏ نصر بالدين عروبتنا/‏‏ وكل الشعب أبو تركي/‏‏ وكل الشعب أخو نوره».

ومن ضمن أناشيده الوطنية الأخرى التي عكست مواقفه السياسية الواضحة في تأييد نهج الملك فيصل ومعاداة التوجهات اليسارية والشيوعية والثورية، نشيد «إسلامية إسلامية/‏‏ لا شرقية ولا غربية/‏‏ من مكة أعلنها فيصل إسلامية إسلامية»، ونشيد «من ستمائة مليون/‏‏ من كل عشيرة ولون»، وكلاهما من ألحان محمد محسن وأداء المجموعة.

أما آخر نشيد وطني قدمه للسعودية فهو نشيد «أمن وأمان» من أداء المجموعة، الذي أشاد فيه بإنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير/‏‏الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقوله: «العدل أساس الملك هنا وهو الميزان/‏‏ والفهد وعبدالله لنا أمن وأمان».

الجدير بالذكر أن البرازي لم ينسَ قضية فلسطين التي هجر دراسته من أجلها وهو شاب يافع، فنظم لها عدة قصائد منها واحدة بعنوان «إلى فلسطين» ويقول مطلعها: «أنا صادق لو قلت عائد/‏‏ إلى فلسطين الحبيبة/‏‏ما دام دين الله قائد/‏‏ سأعود للأرض السليبة». وحينما تمّ تلحين هذه القصيدة قامت إذاعة الرياض باختيار المطلع الأول منها ليكون لحناً مميزاً لبرنامجها اليومي «مع الفدائيين» الذي كان يكتبه الدكتور أحمد عبدالحليم الروسان.

نقل الكاتب علي فقندش على لسان الإعلامي السعودي عبدالرحمن يغمور، في مقال له بجريدة عكاظ (20/‏‏7/‏‏2011) قوله عن البرازي: «كان من أطيب الناس خلقاً في الوسط الإعلامي.. لا أتذكر أنه انخرط في خصومة مع أحد، وكان إلى جانب زميله الفنان اللبناني الراحل رشيد علامة في إذاعة جدة من أكثر المتعاملين بمنتهى الذوق والأدب وحب العمل والتفاني فيه».

أما الإعلامي السعودي المعروف، والمذيع المرافق للملك فيصل د. بدر كريم فقد لخص رأيه في البرازي بقوله: «هذا المبدع، رجل جميل في كل شيء، إذ إني لم أكن أسمع طوال مشوارنا العملي في إذاعة جدة عن خصومات له مع أحد أو أنه مفتعل لأي معطلات في العمل مع مسؤول أو زميل، بل إنه رجل لا يعرف غير العمل، والتفكير دوماً بتقديم ما هو مميز، ومن الذي لا أستطيع نسيانه أنه قبل رحيله بفترة رحمه الله رأيته وكنت بصحبة الزميل الدكتور عائض الردادي، وهو لم يكن بتلك الأناقة التي عاشها طوال عمره بحكم السن حتى أن ظهره رحمه الله احدودب من فعل السنين».

ونقل عن الموسيقار سامي إحسان قوله عن البرازي: إن «تخصصه في الأغنيات الوصفية جعله علامة مميزة دون غيره من زملائه الأساتذة الذين خاضوا هذا المجال. الذي أراه أن مسلم رحمه الله كان صاحب حسّ وصفي جميل، فما أجمل ما كتبه عن مختلف مدننا».