مشاهد تفطر القلب.. المدنيون في سورية بين مطرقة الزلزال وسندان الثلوج
الاثنين / 15 / رجب / 1444 هـ الاثنين 06 فبراير 2023 21:25
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
بينما تسابق فرق الإنقاذ الزمن للبحث عن ناجين عالقين تحت الأنقاض، تتوالى قصص المأساة التي تدمي القلوب في سورية وتركيا، إذ يؤكد شهود عيان أن حارات سورية بكاملها في حلب وإدلب شمال سورية باتت على الأرض، وهناك عوائل مشردة في الشوارع لا تعرف إلى أين تتجه، وأطفال بعمر الورود ما زالوا تحت الأنقاض، بينما يصرخ ذووهم على أسرّة المشافي مكسري الأيدي والأرجل.
الزلزال المدّمر ليس الكارثة الوحيدة التي حلّت فجر اليوم (الإثنين) على تركيا وسورية، بل إن المدنيين كانوا قبلها بساعات يواجهون تداعيات عاصفة ثلجية أصدرت السلطات تحذيراتها حولها، لكنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم في مواجهة الموت داخل المنازل.
وشهدت مدينة غازي عنتاب وباقي المدن الجنوبية التركية الأخرى خلال الأيام الماضية عاصفة ثلجية أسفرت عن قطع الكثير من الطرقات، ودفعت السلطات لإصدار قرارات بتعطيل دوام المدارس، فيما نبّهت على المواطنين بعدم الخروج من المنزل لتأتي الطامة الكبرى التي تسببت في أكثر من 3000 قتيل وآلاف الجرحى والمشردين.
وأظهرت الصور القادمة من سورية وتركيا، مآسي دامية من بينها أناس ناجون يذرفون الدموع وهم ينظرون إلى بيوتهم التي صارت أنقاضاً بعد أن انهارت على رؤوس من يسكنونها، أو حاصرتهم في انتظار أن يأتي من ينتشلهم، ولم يستطع عمال الإنقاذ أنفسهم أن يقاوموا شدة المأساة ووقعها على النفس، وكانت الدموع هي المعبّر عما يرونه من أهوال الزلزال.
وثقت الكاميرات إخراج جثامين أطفال في مقتبل العمر، بينما يجري الإمساك بهم وقد علاهم الغبار، ونزفت أجسامهم الصغيرة، فصارت مضرجة بالدماء، وتداول مستخدمو منصات التواصل مقاطع فيديو تظهر قدراً كبيراً من الدمار في مدينة كهرمان معرش، حتى أنها تبدو كمدينة خرجت لتوها من حرب ومعارك ضارية.
وفي مدينة مالاتيا شرقي تركيا التي أجبر البرد ساكنيها على الاعتكاف في منازلهم، وثق مقطع فيديو خروج نزلاء أحد دور رعاية المسنين إلى الثلج، حتى لا يظلوا تحت سقف يمكن أن يقع في أي لحظة، وهم يرتعدون حول نار أوقدوها، عسى أن يشعروا ببعض الدفء، في انتظار إيجاد ملجأ يختبئون به، في حين يواجه عمال الإنقاذ ضغطاً يُوصف بالرهيب.
وفي محافظة إدلب، راج مقطع فيديو، لم يتسنّ التحقق من صحة توقيته، وهو يظهر طفلة معلقة، تدلى جسمها من بين الأنقاض، وهي على وشك السقوط من طابق علوي نحو الأسفل.
ووسط كل هذه المآسي، لم تعلن أي دولة دعماً للمناطق المنكوبة في شمال غربي سورية، وسط مناشدات أطلقتها منظمات إنسانية خلال الساعات الماضية بضرورة التدخل السريع، لاسيما أن آلاف العائلات ستبيت في الشوارع وسط الثلوج والبرد جراء انهيار مساكنها أو خوفاً من العودة إلى الأبنية المتصدعة.
وتأتي هذه الكارثة الكبرى في وقت يتفاقم الوضع الإنساني بالفعل في شمال غربي سورية التي يعيش آلاف العائلات فيها بلا مأوى بسبب الحرب، ويكافحون من أجل البقاء في درجات حرارة الشتاء المنخفضة، والعواصف الثلجية والمطرية التي تشهدها المنطقة منذ أيام ولا تزال مستمرة.
ووصف مدير الصحة في إدلب الدكتور زهير القراط، الأوضاع في المحافظة بـ«الكارثية والصعبة»، مؤكداً أن عدداً كبيراً من الإصابات ما تزال تحت الأنقاض، ومعظم المشافي امتلأت في مناطق سلقين وأطمة وحارم بريف إدلب وجنديرس التابعة لعفرين شمال غربي حلب، بينما يتم نقل الإصابات الجديدة إلى مشافي المناطق المجاورة.