ملتيميديا

بماذا وعدت آلاء منقذها؟

عبدالله الغضوي (إسطنبول) Abdullah Alghdwi@

تحت سقف كاد أن يطبق على جسدها وهي تحاول الذود عن شقيقتها الصغرى، تتحدث الطفلة آلاء إلى أحد عناصر فرق الإنقاذ في الدفاع المدني السوري، مستجدية الانتشال من هذا السقف القاسي على الجسد، فيما يحاول عامل الإنقاذ أن يطيل الحديث مع آلاء من أجل التخفيف عنها حتى يتمكن زملاؤه من تنفيذ المهمة ورفع السقف عن هذه الطفلة.

مشهد قاس وصعب؛ لكن في الحوار المشترك بين آلاء وعامل الإنقاذ لا مراجعات ولا تجميل في الحديث، هو حديث بين طفلة قد تنجو وقد تموت تحت السقف، وبين عامل يحاول أن يبذل كل جهده لانتشال الطفلتين معا، وعودة الحياة إليهما.

تقول آلاء في عرضها لعامل الإنقاذ من أجل عودتها إلى الحياة؛ "عمو": طالعني من هون ورح اشتغل عندك "خدامة" كل العمر، وأنت تسمع هذه الكلمات تتمنى ألا تكون على وجه هذه المعمورة القاسية والظالمة، كلمات من أقسى ما يقع على مسامع البشر، ومن أكثر ما يهز الوجدان البشري.

تتماسك آلاء (7 أعوام)، وهي تحاول أن تحمي أختها التي تصغرها، بينما يتماسك عامل الإنقاذ من أجل إكمال المهمة، وإلا سيكون مصير آلاء مصير عائلتها المفقودة أيضا تحت الأنقاض.

يسمع عامل الإنقاذ الكلمات القاسية على مسامعه، ويرد يقول "له يا عمو"، بس رح أنقذك ما تخافي!؟ لم تكن النتيجة معروفة وما هو مصير آلاء حتى كتابة هذه السطور! قد تكون آلاء الآن في أحد المخيمات تتلقى الرعاية، وقد تكون في عداد الموتى!. لم تنتهِ القصة بعد فآلاف الأطفال المفقودين مازالوا تحت الأنقاض، منهم من تمكنت الكاميرا من التقاط صورهم، ومنهم من انتهت حياتهم مع سقوط الجدار الأول في تمام الساعة 4.15 دقيقة صباح الإثنين.

حديث آلاء من تحت الانقاض اكتسح وسائل التواصل الاجتماعي اليوم (الثلاثاء)، وتحول إلى ترند من أجل إنقاذ هذه الطفلة، لكن حتى الآن مازال مصير آلاء مجهولا!

آلاء تتكرر في سورية وتركيا، وآلاف الأطفال مازالوا تحت الأنقاض بينما تصل درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر، فأي جسد يحتمل كل هذا العذاب!