الخيمة هي الحل.. لا ينقص السوريين إلا الزلزال!
الأربعاء / 17 / رجب / 1444 هـ الأربعاء 08 فبراير 2023 20:38
عبدالله الغضوي (إسطنبول) Abdullah Alghdwi@
في القرن الواحد والعشرين، حيث يقوم «الروبوت» بالاستحواذ على الأدوار التي يؤديها الإنسان في الحياة، ويتولى الروبوت الياباني قضايا حقوقية في المحاكم اليابانية، كما تقوم اليابان بتصميم مبانٍ مطاطية ضد الزلزال، يتصل أحد السوريين المقيمين في أوروبا بأحد الأصدقاء في الداخل السوري كي يطمئن عليه بعد أنباء الزلزال الرهيب، يرد الصديق قائلا: «الحمد لله نحن في الخيمة أمورنا تمام وممتازة».. انتهى الاتصال.. وانتهت القصة.
في الخيمة الأمور تمام، نعم، لا جدران، لا سقف ينهار على ساكنيه، هكذا أصبحت حياة الملايين من السوريين في سورية ولبنان والعراق والأردن وتركيا، نجت المخيمات من غضب الزلزال، كانت الخيمة أكثر أمناً من المباني والشقق السكنية، وهي الحل لملايين السوريين، هذه هي النتيجة في دولة النظام.. لا طموح أكثر من الخيمة، ولا أمل في حياة كريمة، لن يحميك من الموت إلا الخيمة في العراء وتحت تساقط الثلوج.
هبّ العالم جميعاً إثر زلزال استمر 60 ثانية، لكن هذا الزلزال قتل آلاف السوريين، وتسبب بهدم مئات الأبنية، بينما ظل العالم متفرجاً على زلزال استمر عشر سنوات قتل نحو مليون سوري وشرد نحو 10 ملايين آخرين إلى كل دول العالم، ودمر أكثر من 60% من سورية تحت إدارة نظام أكبر زلازل الشرق الأوسط.
في اللاذقية التي تعيش تحت رعاية النظام، ممنوع الإعلان عن الموت، يمنع إحصاء القتلى، حتى في موتهم لا يسمح لهم أن يكونوا أرقاماً، فالتعتيم سيد الموقف.. ما كل هذا البلاء بحق السوريين.
وفي حلب التي هجرها نصف أهلها، لا تصل كل المساعدات الدولية والأهلية إلى من يحتاجها، ثمة «جمارك» داخل الدولة وليس على حدود الوطن بالمرصاد لكل شاردة وواردة، بينما البشر تحت البرد القاتل، حاول مدنيون من دمشق محملين بالمساعدات الوصول إلى حلب، لكن الدولة تمنع حتى التكافل الاجتماعي، فالدولة هي من يقوم بكل شيء.! وعلى رأسها نهب المساعدات.
يسأل السوري المشرد: ما تعريف الضمير العالمي في هذه الحالة؟ بين زلزال 60 ثانية استجابت له كل الدول «مشكورة»، وبين زلزال دموي منظم صباحاً ومساء لمدة عشر سنوات برعاية «الدولة السورية»!؟ الجواب: لا تعريف للضمير العالمي الذي ترك السوريين تحت كل أنواع المقاصل الطبيعية والبشرية، وربما لم يتم إدراج تعريف الضمير العالمي في قاموس السياسة حتى الآن.
لا يمكن للمرء أن يتصور مدى الإحباط العميق واليأس في الشخصية السورية اليوم، ولا يمكن لومهم على هذا الإحباط، فقد جرب السوري كل أنواع الموت؛ كانت الطريقة الأولى عبر نيران أبناء الوطن بالكلاشينكوف، لكن هذا السلاح لم يعد نافعاً لتركيع هذا الشعب، فاستعان النظام بالدبابات؛ التي دفع ثمنها الشعب من قوت يومه لمواجهة إسرائيل، وإذ بها تتوجه إلى صدورهم وإلى أبنائهم وإلى هدم بيوتهم ومساجدهم وكنائسهم، ومع ذلك لم تقم الدبابة بالدور المطلوب، فلجأ النظام إلى البراميل المتفجرة والطيران الحربي، إلى أن تناثر الشعب على أرض الوطن، حتى أوصلهم النظام إلى أن الخيمة هي الحل..!
بالفعل كانت الخيمة هي الحل لملايين السوريين، أما من أراد أن يعيش تحت سقف آمن باغته الزلزال بهزة مرعبة بلغت 7.9 ريختر هدمت كل معنى الأمان والاستقرار، فهل من موت أكثر من هذا الموت.. مهلاً، لكن موت السوري يختلف عن كل أنواع الموت الأخرى، فهو موت قاهر وعابر للحدود، فقد غزاهم ليموتوا -وهم لاجئون- تحت المباني مرة أخرى، لا مفر، لا مفر، إنه الموت الذي تآلف مع السوريين أينما كانوا.
مات السوريون على أرضهم، وعلى حدودهم، وفي البحر، وفي الجو، وحرقاً في كثير من المخيمات، واليوم يموتون تحت الأنقاض بالزلازل.. وكأنه لا ينقص هذا الشعب إلا الزلزال.. يبدو أن الحياة لم تناسب هذا الشعب.!؟
في الخيمة الأمور تمام، نعم، لا جدران، لا سقف ينهار على ساكنيه، هكذا أصبحت حياة الملايين من السوريين في سورية ولبنان والعراق والأردن وتركيا، نجت المخيمات من غضب الزلزال، كانت الخيمة أكثر أمناً من المباني والشقق السكنية، وهي الحل لملايين السوريين، هذه هي النتيجة في دولة النظام.. لا طموح أكثر من الخيمة، ولا أمل في حياة كريمة، لن يحميك من الموت إلا الخيمة في العراء وتحت تساقط الثلوج.
هبّ العالم جميعاً إثر زلزال استمر 60 ثانية، لكن هذا الزلزال قتل آلاف السوريين، وتسبب بهدم مئات الأبنية، بينما ظل العالم متفرجاً على زلزال استمر عشر سنوات قتل نحو مليون سوري وشرد نحو 10 ملايين آخرين إلى كل دول العالم، ودمر أكثر من 60% من سورية تحت إدارة نظام أكبر زلازل الشرق الأوسط.
في اللاذقية التي تعيش تحت رعاية النظام، ممنوع الإعلان عن الموت، يمنع إحصاء القتلى، حتى في موتهم لا يسمح لهم أن يكونوا أرقاماً، فالتعتيم سيد الموقف.. ما كل هذا البلاء بحق السوريين.
وفي حلب التي هجرها نصف أهلها، لا تصل كل المساعدات الدولية والأهلية إلى من يحتاجها، ثمة «جمارك» داخل الدولة وليس على حدود الوطن بالمرصاد لكل شاردة وواردة، بينما البشر تحت البرد القاتل، حاول مدنيون من دمشق محملين بالمساعدات الوصول إلى حلب، لكن الدولة تمنع حتى التكافل الاجتماعي، فالدولة هي من يقوم بكل شيء.! وعلى رأسها نهب المساعدات.
يسأل السوري المشرد: ما تعريف الضمير العالمي في هذه الحالة؟ بين زلزال 60 ثانية استجابت له كل الدول «مشكورة»، وبين زلزال دموي منظم صباحاً ومساء لمدة عشر سنوات برعاية «الدولة السورية»!؟ الجواب: لا تعريف للضمير العالمي الذي ترك السوريين تحت كل أنواع المقاصل الطبيعية والبشرية، وربما لم يتم إدراج تعريف الضمير العالمي في قاموس السياسة حتى الآن.
لا يمكن للمرء أن يتصور مدى الإحباط العميق واليأس في الشخصية السورية اليوم، ولا يمكن لومهم على هذا الإحباط، فقد جرب السوري كل أنواع الموت؛ كانت الطريقة الأولى عبر نيران أبناء الوطن بالكلاشينكوف، لكن هذا السلاح لم يعد نافعاً لتركيع هذا الشعب، فاستعان النظام بالدبابات؛ التي دفع ثمنها الشعب من قوت يومه لمواجهة إسرائيل، وإذ بها تتوجه إلى صدورهم وإلى أبنائهم وإلى هدم بيوتهم ومساجدهم وكنائسهم، ومع ذلك لم تقم الدبابة بالدور المطلوب، فلجأ النظام إلى البراميل المتفجرة والطيران الحربي، إلى أن تناثر الشعب على أرض الوطن، حتى أوصلهم النظام إلى أن الخيمة هي الحل..!
بالفعل كانت الخيمة هي الحل لملايين السوريين، أما من أراد أن يعيش تحت سقف آمن باغته الزلزال بهزة مرعبة بلغت 7.9 ريختر هدمت كل معنى الأمان والاستقرار، فهل من موت أكثر من هذا الموت.. مهلاً، لكن موت السوري يختلف عن كل أنواع الموت الأخرى، فهو موت قاهر وعابر للحدود، فقد غزاهم ليموتوا -وهم لاجئون- تحت المباني مرة أخرى، لا مفر، لا مفر، إنه الموت الذي تآلف مع السوريين أينما كانوا.
مات السوريون على أرضهم، وعلى حدودهم، وفي البحر، وفي الجو، وحرقاً في كثير من المخيمات، واليوم يموتون تحت الأنقاض بالزلازل.. وكأنه لا ينقص هذا الشعب إلا الزلزال.. يبدو أن الحياة لم تناسب هذا الشعب.!؟