أخبار

يوم بدينا

سارة بنت سعيد وزرة

يوم بدينا كلمةُ التاريخ التي نقشها السعوديون منذ التأسيس العظيم النفيس

مِن يومٍ بدأت فيه تجربةُ الإنسان السعودي لبناء حضارةٍ ومستقبل مهما تعثرت سبله، غيّره وطوّره وأوصله الغد

مِن يوم تفوق فيه السعوديون على صلف الصحراء ونُدرةِ المطر

مِن يوم بنت فيه السعوديات بيوتاً عمادها الصبر والمدةُ والعتَادُ والعُدّة

مِن يوم صدح الأذان فيه عبر منابر الدرعية الوفية ومآذِنها

مِن يوم عمل فيه آباؤنا الكرام العِظام متن المستحيل العسير فأسّسوا تاريخاً بنت عليه أجيالٌ آمالاً وأحلاماً

حولوها واقعاً يعيشه الإنسان ويتردد في صداه الأذان

ثلاثة قرون والناس حولنا يتكالبون

ثلاثة قرون والسور منيعٌ حصين مكينٌ أمين

ثلاثة قرون ونخلُ العوجا ما انثنى ولا انحنى يمدّ ظلّه ونجني تَمرَه

ثلاثة قرون والسعوديون يثابرون ويكافحون ويبنون ويغرسون

يرعون ويتعهدون ويتعاهدون أن يظل البيرق مرفوعاً شامخاً لا يُنكس ولا ينكسر

ثلاثة قرون واليوم نكتب للغد حاضر العز والمجد

ثلاثة قرون ما كتب شعبٌ في الأرض مثلها

خصنا الله بحرمهِ فخدمناه

بُحجاج بيته فالدرب والمكان أمّنّاه

الأرض والعِرض فحميناه

ورغم ما دار به الزمان وغدرُ بعض القُربى من العُربان وحتى البعيدين مِن الغِربان

بقيت الأركان صامدة تشهد ثبات اليقين والإيمان المبين

وكلما اجتمعت حولنا الخصوم فُجْراً كنا لليلِها نهاراً وفَجْرَا

نرد العدى ونصد عن الحمى ونذودُ عن البيضةِ الأذى والردى

واليوم والآن والساعة

هنا الساحةُ والمساحةُ هنا جوريات السعودية الفتية

هنا آنساتُ وطن الأذان وأرض الإنسان

هنا سيدات الغدِ وصانعات المجدِ

هنا بناتُ الإباء والعز والرخاء

هنا التعليم القويم والعلم والإيمان الكريم

هنا سبقنا المستقبل فبنينا على أساسٍ يوم بدينا

فعَلّينا ورفعنا بيدينا وغرسنا وسقينا

بذروا لنا واليوم جنينا

قد أسهبت في الكلام وفي يوم التأسيس لا ملام

عادت بيَ ذاكرة التاريخ نحو فكرة العام ١٩٨٤ عندما سمعت عن قصة الدمج في التعليم ثم تراوت حكاياتٌ بين ١٩٩٠ و١٩٩٦ عن هذه الفكرةِ وتطبيقها وآلياتها وعثراتها ونجاحاتها لكنها اليوم حلمٌ في واقعٍ وحقيقة أطفالنا يدفعون كرسياً متحركاً لصديقتهن أو صديقهم أو يلتفون معه وحوله، يمد لهم كراسةً ويردون له مصافحةً ودفتراً، يقرأون سوياً وينجحون معا فالفكرة التي استحالت جعلناها اليوم شباباً وشابات البعض تخرج وبدأ مسيرة العمل رغم ما يحيط بها، والآخر ينتظر بشت التخرج أو تنتظر عباءة النجاح وقبعته، الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم السعودي روايةٌ سأسردها لكم تباعاً وبعيداً عن الأرقام والإحصاءات، سأكتب التجربة والعثرات ثم العلاجات والنجاحات..

اليوم فقط أردت أن أقول باسم كل بناتنا وأولادنا في برامج الدمج في التعليم، نحن مثل السعودية مهما صعب الحال صنعناه حقيقةً وكلما تعسرت العقبات تحديناها وصنعنا النجاحات لأننا خُلقنا ولله الحمد في السعودية، لرحلتي مع هذه التجربة عقدٌ ونصف وسأرويها في سطور لكنها كانت كعنوان التأسيس يوم بدينا لكننا أبداً ما انتهينا.