ستولكر
الأربعاء / 03 / شعبان / 1444 هـ الخميس 23 فبراير 2023 00:12
أريج الجهني
هكذا ردت صديقتي بكلمة واحدة «Stalker» أي مترصد، حين سماعها لقصة إحدى الفتيات في نقاش عابر، أتذكر جيداً هذا النقاش في نهاية 2018 حيث تزامنت مع حدة الشغف الهستيري بوسائل التواصل الاجتماعي وحضور المرأة بشكل أوضح في الفضاء العام حينما وجدت نفسها أنها لا تزال «صيدة» في أعين «المطاردين» أو «المترصدين» أو حتى المهووسين وما أكثرهم!. إن سلوك المترصد الاجتماعي خطير جدّاً وقد يتفاقم لدرجة مرعبة، وقد سمعنا وعايشنا قصصاً لضحاياهم، لكن الغريب أنه لا تزال بعض المرويات من قصص وأشعار وأحاديث ترى أن سلوك المطاردة (فطري) رغم أنه لا يوجد ما يثبت ذلك، وأن الرجل منذ القدم يحب ممارسة هذا السلوك الحيواني لنيل فريسته!.
يعرّف العلماء المختصون أن سلوك المطاردة هو «الاهتمام غير المرغوب» والتواصل المرفوض، فتجد الضحية تعلن رفضها للجاني بأكثر من وسيلة، لكنه يستمر في المحاولات غير المعدودة وبشكل هستيري، يقال إنهم يخشون الرفض وهذا تسطيح للمشكلة، هم لا يخشونه على الإطلاق بل يتغذون عليه وعلى الإهانة. في 2012 نشرت دراسة لعدد من الباحثين «امانديب دهير ونجم الإسلام وغيرهم» عن الجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي والترصد بالتحديد ووجدوا أنها تدمر بالفعل الصحة النفسية، وتمّت دراسة 876 مستخدماً، وقد وجدوا أن هناك مطاردة اجتماعية وتقنية بغرض الاختراق، ووجدوا أن الكثير من هذه السلوكيات تتضمن تهديداً ضمنياً أو صريحاً، وقد تكون عمدية أو غير ذلك. سهولة الوصول للشخص أحد مخاطر اليوم وعدم قدرة البعض في التحكم بمحتواه وبدلاً من أن تصبح محل فوائد تتحول لمحل مكائد وهكذا.
مَن يترصد مَن؟ سؤال أتركه للقارئ وأنا على يقين أنك وأنت تقرأ لا بد أنك تذكرت بعض الوجوه والأسماء في مخيلتك، أليس كذلك؟. بكل حال أن الأنسان السوي لا يقبل هذا السلوك، وهو بالعادة لا يصدر إلا من الشخصيات النرجسية أو السايكوباثية أو المعتلة بشكل عام. فلا يوجد إنسان طبيعي يقبل على نفسه أن يحظى بشخص أو شريك بالطرق الملتوية، هم لا يختلفون عن الشخصيات المختلة التي تلجأ للسحر والشعوذة والدجل والخرافات للزواج أو الارتباط بشخص ما. وبالمناسبة ممارسة المطاردة ليست محصورة في المجتمعات الإنسانية على الذكور دون الإناث، أنصح بقراءة كتاب فن الإغواء للأمريكي روبرت غرين ستجده حلّل الكثير من الشخصيات الاستعراضية للجنسين وهو مفيد بالمناسبة لأصحاب المال والأعمال؛ لأنه ببساطة يكشف لك حيلهم وخدعهم وأنماطهم الخطيرة في الاستقطاب والإخضاع والسيطرة، وهو للتنبيه غير مناسب لمن هم دون الثامنة عشرة.
لعلنا لا نعلم عدد المرات التي كنا فيها مستهدفين. أو لعلك أنت الآن (مشروع) في ذهن تلك الفتاة البسيطة الصفراء القابعة في الركن، أو قد تكونين أنتِ (تحديّاً) بين رجلين كارهين لبعضهما ويعتقدان أنك (كسرة عين) للآخر. لم أتطرق للموروث الشعبي حتى لا يتشتت القارئ عن الفكرة الأساسية، لكن مهم أن نستوعب أن البشر بنوعيهم ليسوا (مشاريع) ولا (مستهدفات) ولا ممتلكات ولا يحق لشخص أن يقتحم حياة إنسان ليس لمخالفته للقوانين (وإن كنت أنصح بضرورة تسليمهم للعدالة) لكن أيضاً لمخالفتهم للصحة العقلية وأذيتهم لأنفسهم ومحيطهم.
أخيراً، فإن العوامل التي تؤثر على جودة الحياة تمتد لجودة العلاقات، هذه قاعدة خذوها مني، كذلك العلاقة الصحية اللطيفة والاهتمام المتبادل والحب الشغوف المتكافئ سر من أسرار الجمال والخلود؛ لذا لا تضيعوا أنفسكم في توهم مشاعر غير حقيقية ومطاردة الوجوه والمعرفات عبر التطبيقات، واستثمروا فيما بين أيديكم تسلموا.
يعرّف العلماء المختصون أن سلوك المطاردة هو «الاهتمام غير المرغوب» والتواصل المرفوض، فتجد الضحية تعلن رفضها للجاني بأكثر من وسيلة، لكنه يستمر في المحاولات غير المعدودة وبشكل هستيري، يقال إنهم يخشون الرفض وهذا تسطيح للمشكلة، هم لا يخشونه على الإطلاق بل يتغذون عليه وعلى الإهانة. في 2012 نشرت دراسة لعدد من الباحثين «امانديب دهير ونجم الإسلام وغيرهم» عن الجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي والترصد بالتحديد ووجدوا أنها تدمر بالفعل الصحة النفسية، وتمّت دراسة 876 مستخدماً، وقد وجدوا أن هناك مطاردة اجتماعية وتقنية بغرض الاختراق، ووجدوا أن الكثير من هذه السلوكيات تتضمن تهديداً ضمنياً أو صريحاً، وقد تكون عمدية أو غير ذلك. سهولة الوصول للشخص أحد مخاطر اليوم وعدم قدرة البعض في التحكم بمحتواه وبدلاً من أن تصبح محل فوائد تتحول لمحل مكائد وهكذا.
مَن يترصد مَن؟ سؤال أتركه للقارئ وأنا على يقين أنك وأنت تقرأ لا بد أنك تذكرت بعض الوجوه والأسماء في مخيلتك، أليس كذلك؟. بكل حال أن الأنسان السوي لا يقبل هذا السلوك، وهو بالعادة لا يصدر إلا من الشخصيات النرجسية أو السايكوباثية أو المعتلة بشكل عام. فلا يوجد إنسان طبيعي يقبل على نفسه أن يحظى بشخص أو شريك بالطرق الملتوية، هم لا يختلفون عن الشخصيات المختلة التي تلجأ للسحر والشعوذة والدجل والخرافات للزواج أو الارتباط بشخص ما. وبالمناسبة ممارسة المطاردة ليست محصورة في المجتمعات الإنسانية على الذكور دون الإناث، أنصح بقراءة كتاب فن الإغواء للأمريكي روبرت غرين ستجده حلّل الكثير من الشخصيات الاستعراضية للجنسين وهو مفيد بالمناسبة لأصحاب المال والأعمال؛ لأنه ببساطة يكشف لك حيلهم وخدعهم وأنماطهم الخطيرة في الاستقطاب والإخضاع والسيطرة، وهو للتنبيه غير مناسب لمن هم دون الثامنة عشرة.
لعلنا لا نعلم عدد المرات التي كنا فيها مستهدفين. أو لعلك أنت الآن (مشروع) في ذهن تلك الفتاة البسيطة الصفراء القابعة في الركن، أو قد تكونين أنتِ (تحديّاً) بين رجلين كارهين لبعضهما ويعتقدان أنك (كسرة عين) للآخر. لم أتطرق للموروث الشعبي حتى لا يتشتت القارئ عن الفكرة الأساسية، لكن مهم أن نستوعب أن البشر بنوعيهم ليسوا (مشاريع) ولا (مستهدفات) ولا ممتلكات ولا يحق لشخص أن يقتحم حياة إنسان ليس لمخالفته للقوانين (وإن كنت أنصح بضرورة تسليمهم للعدالة) لكن أيضاً لمخالفتهم للصحة العقلية وأذيتهم لأنفسهم ومحيطهم.
أخيراً، فإن العوامل التي تؤثر على جودة الحياة تمتد لجودة العلاقات، هذه قاعدة خذوها مني، كذلك العلاقة الصحية اللطيفة والاهتمام المتبادل والحب الشغوف المتكافئ سر من أسرار الجمال والخلود؛ لذا لا تضيعوا أنفسكم في توهم مشاعر غير حقيقية ومطاردة الوجوه والمعرفات عبر التطبيقات، واستثمروا فيما بين أيديكم تسلموا.