البيت السعودي.. يشبهنا ونشبهه !
الأربعاء / 03 / شعبان / 1444 هـ الخميس 23 فبراير 2023 00:12
محمد الساعد
عندما تنظر عميقا في تاريخ الجزيرة العربية يخرج لك سؤال مستحق كم عدد الدول التي حكمت الجزيرة كاملة أو معظمها خلال خمسة آلاف عام؟ ولماذا لم تحكمها سوى دولتين فقط؟
هل هي المقاومة الشعبية لكل من يحاول التمدد لصحاري وبوادي وقرى الجزيرة، هل هي مقاومة الغريب التي تأصلت في الوجدان العربي الحقيقي داخل أبنائها، مقاومة شكلت ملامحها الصحاري القاسية والموارد القليلة.
في الأغلب ستجد إجابة واضحة على السؤال في الإشارة لحكمين واضحين؛ أولاً الدولة الإسلامية في العهد النبوي والخلافة الأولى، والتي استمرت حوالى 40 عاماً، وثانياً حكم الدولة السعودية التي تأسست العام 1727 ممتدة لليوم.
لقد قدمت الدولة السعودية منذ نشأتها على يد الإمام «محمد بن سعود» إلى الجزيرة العربية شكل الدولة المؤسساتية في شكلها المعروف لأول مرة، وانتقلت من الإمارة الصغيرة على ضفاف وادي حنيفة، إلى الدولة المدينة، ثم الدولة الإقليم، ثم إلى الدولة المركزية التي ملكت فضاء الجغرافيا كلها داخل الجزيرة العربية.
دولة لها شكلها المؤسساتي، لديها قيادة مركزية، وجسم عسكري، لديها رؤية وتناول سياسي للقضايا، إنشاء التحالفات، المراسلات مع الأنداد، بناء مؤسسات دينية وتوظيفها لصالح الدولة، نشر العلم، تحصيل الموارد المالية الزكوية، فرض هيبة الدولة والأمن والقانون، وتنفيذ الأحكام القضائية، نشر العدالة الاجتماعية، وتوطين الإدارة من خلال تكليف ولاة نيابة عن الإمام لقيادة الإقليم السعودية، طامي بن شعيب المتحمي في عسير، عثمان المضايفي في الطايف، بخروش بن علاس في الباحة، وغيرهم الكثير.
ولقراءة أكثر عمقا لحال الجزيرة العربية قبل ولادة الدولة السعودية الأولى سنجد أنها لم تكن سوى مجموعات سكانية متناثرة متنافرة متحاربة، ولم تشبه أبدا شكل الدول، وإنما حكم قبلي أو عشائري أو في أحسن الأحوال إمارات محلية تتبع دولة إقليمية كبرى.
هذه البقعة الممتدة من الجوف شمالا إلى نجران جنوبا ومن العُقير شرقا إلى جيزان في أقصى جنوبها الغربي كان لها قدرها الخاص، وكان هذا القدر يلخص بدقة العلاقة بين إنسان الدولة السعودية وأسرتها الحاكمة، فهذه الأرض أثبتت أنها لا تنمو وتتحضر إلا إذا وافق ذلك القدر شخصيتها الفريدة، أسرارٌ مفاتيحها لا يعرفها إلا أهلها.
أما إذا جاء إليها من لا تنسجم معه فهي تقاومه وتلفظه ثم تعود لسباتها العميق، وتصبح في حالة فوضى دائمة، وهو ما حصل في الفترات القصيرة بين الدولة السعودية الأولى والثانية، وبين الدولة الثانية والثالثة.
وبالرغم من وجود محاولات عدة لإقامة حكومات في مناطق متفرقة من الجزيرة العربية وعلى مدى ألف عام تقريبا، لكنها لم تنجح في تحقيق حلم الدولة المركزية، حتى جاء بها الإمام محمد بن سعود العام 1727، والذي حقق نجاحا وصعودا سريعا لسبب وحيد وهو أن مشروعه كان ضرورة شعبية وحلما انتظرته الجزيرة العربية لأكثر من ألف عام، لقد توافقت واتحدت الأرض والناس طواعية مع الإمام محمد بن سعود وأبنائه وأحفاده من حكام الدول السعودية الثلاث، لأنه يشبهم وواحد منهم.
وكأن الجزيرة العربية لم تكفها جغرافيتها القاسية التي فرضت عزلة قسرية عليها، بل جاء إهمال الدول المركزية العربية في دمشق وبغداد ليكمل ما تبقى، إهمال دفع قوى عديدة وعلى فترات متقطعة لمحاولة فرض هيمنة ووصاية على الجزيرة العربية أو أجزاء منها، محاولات لم تنجح منذ حاول الفرس قبل الإسلام بقيادة «سابور الثاني» الاستيلاء على أقاليم الأحساء ونجد حتى وصلوا للمدينة المنورة، مرورا بالبرتغاليين الصليبيين، وحلفائهم الصفويين، وأخيرا العثمانيين، كلهم فشلوا جميعا لأنهم لم يفهموا أن الجزيرة العربية أرض خلقت ضد الاحتلال، وإنسانها كائن مقاوم بطبعه لكل من لا يشبهه، ولا يمكن أن يسلّم أرضه إلا لمن يرى نفسه فيه، وهو ابن سعود الذي استطاع بناء البيت السعودي تحت راية واحدة وأسرة واحدة.
هل هي المقاومة الشعبية لكل من يحاول التمدد لصحاري وبوادي وقرى الجزيرة، هل هي مقاومة الغريب التي تأصلت في الوجدان العربي الحقيقي داخل أبنائها، مقاومة شكلت ملامحها الصحاري القاسية والموارد القليلة.
في الأغلب ستجد إجابة واضحة على السؤال في الإشارة لحكمين واضحين؛ أولاً الدولة الإسلامية في العهد النبوي والخلافة الأولى، والتي استمرت حوالى 40 عاماً، وثانياً حكم الدولة السعودية التي تأسست العام 1727 ممتدة لليوم.
لقد قدمت الدولة السعودية منذ نشأتها على يد الإمام «محمد بن سعود» إلى الجزيرة العربية شكل الدولة المؤسساتية في شكلها المعروف لأول مرة، وانتقلت من الإمارة الصغيرة على ضفاف وادي حنيفة، إلى الدولة المدينة، ثم الدولة الإقليم، ثم إلى الدولة المركزية التي ملكت فضاء الجغرافيا كلها داخل الجزيرة العربية.
دولة لها شكلها المؤسساتي، لديها قيادة مركزية، وجسم عسكري، لديها رؤية وتناول سياسي للقضايا، إنشاء التحالفات، المراسلات مع الأنداد، بناء مؤسسات دينية وتوظيفها لصالح الدولة، نشر العلم، تحصيل الموارد المالية الزكوية، فرض هيبة الدولة والأمن والقانون، وتنفيذ الأحكام القضائية، نشر العدالة الاجتماعية، وتوطين الإدارة من خلال تكليف ولاة نيابة عن الإمام لقيادة الإقليم السعودية، طامي بن شعيب المتحمي في عسير، عثمان المضايفي في الطايف، بخروش بن علاس في الباحة، وغيرهم الكثير.
ولقراءة أكثر عمقا لحال الجزيرة العربية قبل ولادة الدولة السعودية الأولى سنجد أنها لم تكن سوى مجموعات سكانية متناثرة متنافرة متحاربة، ولم تشبه أبدا شكل الدول، وإنما حكم قبلي أو عشائري أو في أحسن الأحوال إمارات محلية تتبع دولة إقليمية كبرى.
هذه البقعة الممتدة من الجوف شمالا إلى نجران جنوبا ومن العُقير شرقا إلى جيزان في أقصى جنوبها الغربي كان لها قدرها الخاص، وكان هذا القدر يلخص بدقة العلاقة بين إنسان الدولة السعودية وأسرتها الحاكمة، فهذه الأرض أثبتت أنها لا تنمو وتتحضر إلا إذا وافق ذلك القدر شخصيتها الفريدة، أسرارٌ مفاتيحها لا يعرفها إلا أهلها.
أما إذا جاء إليها من لا تنسجم معه فهي تقاومه وتلفظه ثم تعود لسباتها العميق، وتصبح في حالة فوضى دائمة، وهو ما حصل في الفترات القصيرة بين الدولة السعودية الأولى والثانية، وبين الدولة الثانية والثالثة.
وبالرغم من وجود محاولات عدة لإقامة حكومات في مناطق متفرقة من الجزيرة العربية وعلى مدى ألف عام تقريبا، لكنها لم تنجح في تحقيق حلم الدولة المركزية، حتى جاء بها الإمام محمد بن سعود العام 1727، والذي حقق نجاحا وصعودا سريعا لسبب وحيد وهو أن مشروعه كان ضرورة شعبية وحلما انتظرته الجزيرة العربية لأكثر من ألف عام، لقد توافقت واتحدت الأرض والناس طواعية مع الإمام محمد بن سعود وأبنائه وأحفاده من حكام الدول السعودية الثلاث، لأنه يشبهم وواحد منهم.
وكأن الجزيرة العربية لم تكفها جغرافيتها القاسية التي فرضت عزلة قسرية عليها، بل جاء إهمال الدول المركزية العربية في دمشق وبغداد ليكمل ما تبقى، إهمال دفع قوى عديدة وعلى فترات متقطعة لمحاولة فرض هيمنة ووصاية على الجزيرة العربية أو أجزاء منها، محاولات لم تنجح منذ حاول الفرس قبل الإسلام بقيادة «سابور الثاني» الاستيلاء على أقاليم الأحساء ونجد حتى وصلوا للمدينة المنورة، مرورا بالبرتغاليين الصليبيين، وحلفائهم الصفويين، وأخيرا العثمانيين، كلهم فشلوا جميعا لأنهم لم يفهموا أن الجزيرة العربية أرض خلقت ضد الاحتلال، وإنسانها كائن مقاوم بطبعه لكل من لا يشبهه، ولا يمكن أن يسلّم أرضه إلا لمن يرى نفسه فيه، وهو ابن سعود الذي استطاع بناء البيت السعودي تحت راية واحدة وأسرة واحدة.