كتاب ومقالات

مدرج الذهب لا يحجب بغربال

«أكشن»

خالد سيف

ونحن نحتفي بذكرى «يوم التأسيس» ذكرى ثلاثة قرون من يوم بدينا وللفخر في أيامنا حضور وبداخلنا شغف يقودنا للمستقبل وطموح يسابق الزمن.. لمواصلة تطوير الذات والقدرات، وتحقيق الإنجازات في شتى المجالات ومن بينها القطاع الرياضي الذي يحظى باهتمام كبير من قبل القيادة، ووضعت له برامج متخصصة ضمن رؤية 2030.

ونال الكثير من الاهتمام، ومن بين الكلمات التي سبق وذكرها ولي العهد أن هناك إعادة هيكلة للقطاع الرياضي شأنه شأن جميع القطاعات.. وسيتم تخصيص برامج ومبادرات لاستهداف الأنشطة الرياضية ومن بينها كرة القدم.. مشدداً على أن الرؤية تتطلب أن تكون هناك سوق واعدة في كرة القدم توفر مداخيل إضافية وأرباحاً للأندية الرياضية..

تلك هي كانت الكلمات المحفزة التي وجب أن تبني الأندية بل وقبلها المنظومة الرياضية بكامل فروعها من اتحادات ولجان وروابط، خططها الإستراتيجية عليها لبلوغ الأهداف.. والتركيز على أهم العوامل المحفزة للتسويق وتنويعها.. ومن بينها عامل رئيسي وهو جلب أبرز العناصر الاحترافية من نجوم كرة القدم الذين يمتلكون شعبية كروية عالمية، والعامل الآخر والمكمل لنجاح عملية تسويق المنافسات بل ويعتبر من الأصول ولن يكون هناك قيمة للمنافسة ونجاح لبقية العناصر بدونه هو الجمهور وقود المنافسة وروح الملاعب جمالاً وتسويقاً. ولا بد من وضع خطط تهتم بكيفة جذب هذا العامل المربح بتفعيل بنود العضويات وبرامج الولاء، وتسخير سبل وصولهم إلى الملاعب، وتوفير جميع الفعاليات والخدمات التي تجذبهم للحضور.. وعدم خذلانهم بالتصرفات المحبطة.. وبعض القرارات المرتعشة التي قد تفسد أفراحهم.. والعامل الثالث والذي يبخر جهود التسويق للمنافسات الفشل المرافق للنقل التلفزيوني والفضائي لهذه المسابقات التي تحتاج تسليط العدسات وتوجيه الكاميرات لإبراز جمال المدرجات.. ونجوم الملاعب الذين حضروا لمتعة كرة القدم وتسويقها بملايين الريالات.. سلبيات عديدة لا بد أن تختفي سريعاً.. تخيل نادياً بحجم الاتحاد يتصدر جمهوره هذا الموسم وحتى الجولة السابقة مدرجات الملاعب السعودية بأكثر من 274 ألف مشجع وتجدهم حاضرين شرقاً وغرباً والكثير منهم يقطعون المسافات.. وللأسف تغيبهم كاميرات الناقل وتحرم المتابعين عن مشاهدة جماليات الحدث الذي يندرج ضمن أساليب التسويق والاهتمام بالقيمة الحقيقية للمنافسة.. كأنهم يجهلون قيمة هذه الفنون والأهازيج التي تضيف متعة للمتابع، ورصيداً تسويقياً واستثمارياً للمسابقة التي أصبحت متابعة من قبل 30 قناة عالمية تقريباً.. قد يكون السبب جهلاً تسويقياً وربما أسباب أخرى تتعلق بالألوان.. والأدهى والأمر أن من عليه مسؤولية توثيق هذا الزخم الإيجابي المصاحب للدوري السعودي نجده يحجب هو الآخر الحقوق الحصرية للاتحاد المتضمنة الأرقام والإحصاءات الخاصة بعدد الحضور.. لذلك على إدارة الأندية أن تحرص على إنشاء قاعدة بيانات توثق كل الإنجازات وتفاصيلها حفاظاً على حقوق الكيانات حتى لا تبعثرها التكتلات.. ولا بد أن تتأكدوا أن مدرج الذهب لا يحجب بغربال.